برعاية

وجهة نظر | الزمالك.. بين اختيار وسيلة الموت المحتم أو النجاة

وجهة نظر | الزمالك.. بين اختيار وسيلة الموت المحتم أو النجاة

مقالات جول لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع بينما تعبر فقط عن رأي الكاتب..

"أنت رئيس جمهورية الزمالك لكرة القدم"، باتت هذه الجملة هي الجملة الأشهر والأكثر تداولًا على مسامع جماهير الزمالك في السنتين الأخيرتين، وتحديدًا منذ أن تولى مرتضى منصور رئاسة النادي، والذي أحدث رقمًا قياسيًا في عدد المدربين الذين تعاقبوا على الإدارة الفنية للقلعة البيضاء، 9 مدربين خلال سنتين، رقم لا يحدث في الدوري البرازيلي نفسه الذي يُعَد أكثر الدوريات التي تحتوي على ظاهرة تغيير المدربين.

في بعض الأحيان يكون تغير المدرب حلًا تلجأ له الإدارات لتهرب برأسها من على المقصلة التي تنصبها الجماهير لها في أعقاب الفشل على مختلف الأصعدة، ويكون هذا الأمر منطقيًا، فمدرب تحت قيادته الفريق يخسر مباريات كثيرة أو يُقصى من بطولة قارية مثلًا، فيكن من الطبيعي أن تغضب الجماهير والإدارة منه وتقيله، لكن مرتضى منصور ضرب هذا المنطق بالحائط، فهو رئيس النادي الأول من نوعه الذي دائمًا وأبدًا ما يسعى لإقالة المدرب مهما كانت نتائجه إيجابية، فلا يُنسى أبدًا حديثه في الإعلام وهجومه على جيمي باتشيكو لخسارة مباراة واحدة بعد سلسلة انتصارات كبيرة، أو وصفه لجيسوالدو فيريرا بالفاشل وهو من حقق الثنائية التاريخية للأبيض، وهي أمور لا أحد يفهمها أو يفهم هدفها.

تغير المدربين له بعد إيجابي في أوقاتٍ كثيرة، فمثلًا يورجن كلوب الذي يُصنفه المشجعون على أنه من أفضل المدربين في العالم، أتى الوقت الذي شعر فيه أنه ليس لديه شيء ليقدمه لدورتموند فاستقال ورحل، وجوزيه مورينيو، واحد من علامات التدريب في التاريخ، أقيل من منصبه في تشيلسي عندما شعرت الإدارة أنه أفلس مع فريقها والأفضل هو رحيله.

لذلك فسواء جاءت فكرة الرحيل من المدرب نفسه أو الإدارة وما دامت المعطيات منطقية فالأمر يكون إيجابيًا حتمًا، والأمر الأكثر أهمية بعد ذلك هو خليفة المدرب المُقال، فعندما يرحل من عندك يورجن كلوب، يجب أن تأتي بأحد على نفس مستواه أو على الأقل مبشر ليصل لنفس مرحلة الألماني، وهو ما فعلته إدارة دورتموند بجلب العبقري توماس توخيل، بالتالي لم يشعر المشاهد بفارق كبير سوى في تغير أسلوب اللعب، وكان الأمر إيجابيًا بعودة دورتموند للمنافسة بعدما أنهار أسود الفيتسيفالين في أواخر أيام مدرب ليفربول الحالي.

لنقيس الأمر على الزمالك وبالأمثلة، هرب باتشيكو من الزمالك بعد الجحيم الذي عاناه بعد الخسارة أمام إنبي – وبالمناسبة كانت خسارة فادحة للزمالك هذا البرتغالي الداهية – لكن تعويض إدارة الزمالك كان يحسب لها بكل صراحة، فأتت بالبروفوسير جيسوالدو فيريرا، الذي أكمل على ما خلفه له باتشيكو فكان الناتج عظيمًا.

لكن عندما رحل فيريرا عن تدريب الزمالك، وفيريرا مدرب جمع بين الشخصية القوية والقرب من اللاعبين وحبهم الكبير له، أتت الإدارة بمدرب ضعيف الشخصية، لم يتم الاستعانة به إلا لأنه رخيص الأجر ولم يوجد غيره يقبل براتب قليل، وهو ماركوس باكيتا، النتيجة كانت مأسوية، وكانت بداية هذا الانحدار الكبير جدًا، فكونه رخيص الأجر جعل الإدارة على استعداد للتضحية به مع أول فرصة، ورُتبت المؤامرة المعروفة وأقيل وأتى بعده من هو أسوأ منه ثم أقيل هو الآخر ليأتي الأسوأ على الإطلاق أليكس ماكليش وتستمر الدائرة المغلقة بإقالته تليها إقالة محمد حلمي إلى أن وصلنا إلى مؤمن سليمان.

مؤمن سليمان.. الطمع يقل ما جمع             

كنت أستمع كثيرًا للمثل الشعبي الشهير "الطمع يقل ما جمع" وربما كانت عندي مشكلة في إدراك مخزاه، لكن أدركتها تمامًا عندما رأيت مؤمن سليمان، المدرب الذي أتى من الأسيوطي سبورت من دوري المظاليم ليتولى الزمالك مؤقتًا وكان السبب الأول في القضاء على الحلم الإفريقي للزمالك.

مؤمن سليمان أتى مدربًا مؤقتًا، حقق نجاحات جيدة بالفوز على الإسماعيلي والأهلي وتحقيق كأس مصر، لكن الطمع دائمًا أمر سيء، فاستمراره في منصبه بعد أن انتهى دوره كان طمعًا منه وغرورًا بنفسه بأنه من حقق الكأس وهزم الأهلي بالثلاثة وقادر على جلب الأميرة الإفريقية لميت عقبة بعد طول غياب، فدمر هو هذا الحلم بقلة خبرته وأفكاره التكتيكية التي لا يجوز أن يطلق عليها أفكار مدرب كرة قدم من الأساس.

بداية أزمة الزمالك الحالية كانت منذ التعاقد مع ضعيف الشخصية باكيتا، لكن عندما أتت الفرصة لتدارك الموقف بعد الكأس وقبل نصف نهائي الأبطال، سحق مؤمن سليمان الزمالك بالموافقة على الاستمرار وعدم التعاقد مع مدرب أجنبي، وبعدما أضاع على الفارس الأبيض البطولة الأسهل في التاريخ، خرج ليقول "عندي نقص في اللاعبين" وتصريحات أخرى لا تليق بمدرب يقود القطب الثاني في الكرة المصرية وأحد أقطاب الكرة الإفريقية عبر تاريخها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا