برعاية

شكري الواعر لــ«الشروق»: «ترجي السويح» لـم يقنع والمدب يستحق الدعم

شكري الواعر لــ«الشروق»: «ترجي السويح» لـم يقنع والمدب يستحق الدعم

هو أحد أشهر «أسود» الشباك في الكرة التونسيّة، والعربيّة، والافريقيّة، والعنصر الأكثر تتويجا مع شيخ الأندية الذي لم يعرف لحارسه الكبير مثيلا مع الإحترام الشّديد لكلّ من سبقه، أوأخذ عنه المشعل.

وقد لا نعثر بدورنا عن «كوارجي» أفضل من هذه «الأسطورة الحيّة» الشّاهدة على أعظم «الفتوحات» الترجيّة، والمشاركة في أقوى الملاحم التونسيّة لتشريح الوضع في فريق «باب سويقة»، والمنتخب.

يستهلّ الواعر الكلام عن الفريق الأم بإلقاء نظرة عاجلة إلى الخلف للتذكير بما تحقّق من انتصارات، ونجاحات في الحديقة إنصافا للاعبين، ومدربهم، وإعترافا بالدّور البارز للمسؤولين في إعادة الروح للجمعية بعد فترة من الضّياع. ويقول الواعر:» لا أحد بوسعه أن ينكر النّقلة النوعيّة التي شهدها شيح الأندية التونسيّة في البطولة، والكأس، حيث أنهى الفريق سباق «المحترفين» خلال الموسم الفارط في المركز الثاني المؤهل لرابطة الأبطال الافريقية التي تظلّ كما هو معلوم من الأهداف الأساسية للجمعية صاحبة الصّيت الكبير في أدغال القارّة السّمراء. كما قبض النادي على «الأميرة» التونسيّة بعد غياب طويل، وبعث الفرح في صفوف «المكشخين» الذين ليس بوسعهم العيش دون ألقاب».

يؤكد الواعر أن الهيئة المديرة للفريق برئاسة حمدي المدب قدّمت تضحيات جسيمة بل خياليّة في سبيل إعلاء الراية الترجيّة، وإسعاد جماهيره الكبيرة. ويضيف الواعر أنّ المسؤول الأوّل في مركب المرحوم حسّان بلخوجة وفّر جميع ممهّدات النّجاح، وهو ما يحمّل المدرب، واللاعبين مسؤولية أكبر، ويعتبر الواعر أنّ الكرة أصبحت في مرماهم».

يعتقد شكري أنّ الترجي يملك طاقات بشريّة، وامكانات ماديّة كبيرة، وقاعدة شعبيّة رهيبة وهو ما يؤهل الجمعية لبسط نفوذها على الصعيدين المحلي، والقاري. ويضيف الواعر: «قام الترجي بإنتدابات نوعية كلّفته أموالا طائلة، ودفعته إلى القيام بمجهودات جبّارة. كما أنّه مضى على تكوين الفريق في نسخته الحالية أكثر من عام ما يجعلنا ننتظر سيطرة ترجية واضحة، وجليّة بل شاملة على المسابقات المحلية، وأداء مقنعا يتماشى والامكانات المتاحة، ويستجيب لانتظارات المحبين».

إختار الواعر التدرّج في خطابه، حيث تكلّم بإطناب عن انتصارات الجمعية مع السويح، وعن تضحيات المسؤولين قبل أن يبلغ «بيت القصيد»، ويحدّد موطن الخلل الذي وجب تداركه، ويقول في هذا السياق:» إنّ نجاحات الفريق في المسابقتين المحليتين لا غبار عليها، ولكن الإشكال الآن يكمن في تأخر الإقلاع، وغياب الإقناع، وتكرّر «الغصرات»، والصّعوبات في بعض المقابلات كما حصل يوم الأحد أمام نادي حمّام الأنف في مواجهة كان من المفترض أن تسير في إتجاه واحد قياسا بالفوارق الشّاسعة في المؤهلات الفنيّة. ولم يعد يساورنا أدنى شكّ في أنّ المعاناة الحقيقية، والوحيدة في الجمعية لها صبغة فنيّة بحتة. ذلك أن كلّ المؤشرات، والمعطيات تؤكد أنّ الإطار الفني أمام حتميّة تعديل الأوتار على الفور».

لم يخف الواعر تحفّظاته، وإحترازاته على بعض الخيارات الفنيّة في الفريق، حيث يقول:» لاحظت شخصيا أن القراءة الفنية جانبت الصواب في أكثر من حوار كان بوسع النادي أن يحسمه لفائدته بأريحيّة كبيرة، وبعيدا عن المعاناة، و»التفلسف االزائد». ذلك أن الكرة تحتاج إلى تغليب لغة المنطق، ووضع كلّ عنصر في مكانه لضمان النّجاح.

يشير الواعر إلى أنّ الهيئة الحاليّة للنادي تقوم بمجهودات خرافيّة لتحقيق الأحلام الترجيّة. ومن واجب كلّ «مكشّخ» دعمها، ومساندتها في نطاق معقول كإبداء الرأي، وتقديم النّصيحة الصادقة دون تجاوز الحدود المسموح بها لأنه من غير المقبول أن يشارك الجميع في صنع القرار في الجمعية بحكم أنّ السفينة تحتمل قائدا واحدا. وختم الواعر حديثه عن «المكشخة» بتأكيد دعمه الدائم للنادي، ووجود المتواصل في محيطه، ومقابلاته دون الحاجة إلى المناصب الفخريّة، والتّسميات الشّكلية.

يعدّ «الحارس - الهدّاف» شكري الواعر أحد أبرز أبطال «ملحمة» جنوب افريقيا عام 1996 مع «كاسبرزاك»، كما أنّه قضّى سنوات طويلة مع الـ»نسور» عجز خلالها عدّة عمالقة عن منافسته على حراسة مرمى المنتخب الذي يقيّم شكري وضعه على النّحو التالي:»حقّق المنتخب بقيادة مدربه الجديد – القديم «كاسبرزاك» المهمّ بعد الترشح إلى الـ»كان»، وفي ظلّ السير بثبات في تصفيات المونديال رغم الهنّات، والصّعوبات التي يمكننا تفسيرها بغياب الإستقرار في تشكيلة المنتخب لدواع مختلفة. والحقيقة أن الكلام يطول عن الخيارات البشرية في صفوف الـ»نسور». ذلك أن دعوة بعض الإحتياطيين، و»العاطلين» عن النشاط تثير الإستغراب، وتطرح أكثر من سؤال. ولا أظن أن بطولتنا أفلست نهائيا، وملاعبنا أقفرت من اللاعبين حتّى يلجأ المنتخب للتعويل على ثلّة من «العاطلين» عن العمل، ويستدعي فيلقا من العناصر المغمورين. إنّ تونس مقبلة على مغامرة قارية مهمّة، وتصارع من أجل الرجوع إلى المونديال بعد غياب طويل، وهو ما يفرض تعاملا دقيقا مع الوضع، والقيام بخيارات بشرية ناجعة لتحقيق أحلام التونسيين، ومحاربة الفشل».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا