برعاية

إعلاميون صراخ وعويل.. والجماهير ترد: وعينا أكبر

إعلاميون صراخ وعويل.. والجماهير ترد: وعينا أكبر

صراخ وعويل، سب وشتم، شد وجذب، إسقاط وإسفاف، هو حال الكثير من برامجنا الرياضية اليوم، التي اختزلت ما تقدمه من مخزونها الفكري في إعلاميين باتوا يقتاتون على الصراخ والإسقاط والإسفاف؛ لزيادة رصيد المتابعة والوصول للمبتغى وهو”الشهرة” من خلال كل ذلك، إضافةً لعدم احترام خصوصية “الذوق العام” في الكثير من أساليب النقاش برفع الصوت وإيحاءات الجسم، وكأنك لست في استديو برنامج تلفزيوني يشاهده الكثيرون من فئات سنية مختلفة يجب مراعاتها في الطرح والطريقة والتدقيق على كل ما من شأنه أن يزيد وعي المشاهد، ويكرس حقيقة “الأخلاق الرياضية” في الميدان الرياضي، وفي استديو الإعلامي الرياضي.

فهذا وللأسف الشديد حال الكثير مما يطرح في إعلامنا الرياضي لدرجة أنك تخجل أن تتابعها بجوار أبنائك خوفًا عليهم من الانجراف نحو سلوك أولئك، خصوصًا أن بعضهم اتخذ من ميوله لناد معين متكئًا يتكئ عليه، ومستندًا يتوكأ عليه ليصل إلى مراده، متخذًا من الانحطاط في الإلقاء، والبجاحة في المنطق، وعلو الصوت سلمًا لإيصاله لدور “البطولة” والمنقذ لناديه المفضل ليكسب ود وتعاطف جماهير ذلك النادي.

فضعف الحجة والفقر الفكري والتعصب الأعمى وكيل الاتهامات جزافًا والألفاظ التي تقطر خجلًا من شفتي صاحبها هو ديدنهم دائمًا وأسلوبهم المتملق، والذي بات مكشوفًا لكل ذي لب ولكل باحث عن الإثراء الفكري والرقي في الطرح واحترام الآخر، بدلًا مما نشاهده من برامج رياضية أشبه ما تكون بحلبة مصارعة “ديكة” يكاد كل منهما ألا يخرج من الاستديو إلا بعد أن يجهز على نده، وعلى ما يعتقد أنه خصمه، بدلًا من أن يرقى الأسلوب في الحوار لفظًا وفكرًا إلى أن يكون كلاهما عينان في رأس الإثراء، وتعزيز وعي المشاهد، خصوصًا ونحن في خضم مسابقات وبطولات وشغف جماهيري كبير يحتاج إلى ما يوازيه من تعزيز الوعي الجماهيري العام، والتأكيد على احترام ميول الآخر أيًا كانت.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا