برعاية

يقصي المسؤولين... يقيل المدرّبين ويؤجّج «حرب المجموعات»: الكرة التونسية في قبضة الــ «فايس بوك»

يقصي المسؤولين... يقيل المدرّبين ويؤجّج «حرب المجموعات»: الكرة التونسية في قبضة الــ «فايس بوك»

يعيش المجتمع التونسي منذ سنوات قليلة كما هو معلوم على وقع ثورة تكنولوجيا ورقمية أصبحت في متناول الجميع ومتوفرة أينما وجه المواطن وجهه في البيت في المقهى في الشارع حتى ان التونسي اصبح استنادا لبعض الإحصائيات من اكثر شعوب المنطقة العربية استعمالا لشبكة التواصل الاجتماعي بنسبة تجاوزت الـ48‎ %‎ اغلبهم من الشريحة العمرية دون الـ30 عاما حتى ان البعض اصبح يتحدث عن ادمان الـ«فايس بوك».

ولئن ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي كالـ«فايس بوك» في الثورات العربية فأسقطت أنظمته وساندت اخرى فان تاثيرات هذه الشبكات تجاوزت المجال السياسي والاجتماعي لتقتحم بقوة المجال الرياضي حتى أصبحنا نتحدث عن قرارات يفرضها الـ«فايس بوك» او يعطلها.

(الشروق) تحاول من خلال هذا التحقيق البحث في تأثيرات الـ«فايس بوك» على المجال الرياضي سلبا او ايجابا.

كما حاول رجال السياسة استعمال شبكات التواصل الاجتماعي في معاركهم السياسية وفي التواصل مع جمهورهم فان المتداخلين في المجال الرياضي سريعا ما اكتشفوا الدور السحري لهذا الفضاء العنكبوتي المتشعب فحاولوا الابحار فيه فمنهم من وصل الى الشاطئ الذي يرنو الرسو فيه ومنهم من غرق وسفينته قبل بلوغه.

امام غزارة استعمال الفايس بوك في تونس واهمية هذه الشبكة توجهت الجمعيات الرياضية لإنشاء صفحات رسمية خاصة بها على الموقع الاجتماعي تضمنها بلاغاتها وتنشر عبرها أخبارها التي تروم ايصالها للراي العام واستعمال الجمعيات للصفحات الرسمية عبر الفايس بوك اختلف من جمعية الى اخرى حسب الإمكانيات فمنها من تمكن من انشاء صفحة تضم آلاف المتابعين ومنهم من كان وجوده على الموقع محتشم في المقابل ونظرًا لطبيعة الشبكة ومجانية الابحار عبرها لاحظنا وجود صفحات وهمية غير رسمية ينشئها البعض اما للدعابة او للتظليل وعدة جمعيات تضطر احيانا لنشر بلاغات رسمية تتبرّأ منها من صفحة منسوبة اليها اولاحد رجالاتها.

من جهتهم وتقديرا منهم لاهمية هذه الشبكة اختار عدد من رؤساء الجمعيات الرياضية استغلال الفايس بوك واعتباره جسرا للتواصل مع الجماهير الرياضية ولعل الشخصيات التي تجمع بين الرياضة والسياسة على غرار رئيس النادي الافريقي سليم الرياحي هم اكثر من استعمل هذا الفضاء من خلال انشاء صفحة رسمية خصص لها فريقا من الاخصائيين لإدارتها وعبرها يتوجه بالبلاغات الرسمية ونشر الأنشطة والصور ولئن كان استعمال الفايس بوك واضحا وصريحا في فلسفة رئيس النادي الافريقي الاتصالية فان بعض الرؤساء الآخرين اختاروا ولوج هذا العالم بطريقة غير مباشرة حيث كلفوا فرقا لمراقبة ما ينشر في هذا الفضاء قصد بناء مواقفهم واتخاذ قراراتهم اوالتهيئة لها ولعل من اشهر من استعمل الفايس بوك بطريقة غير مباشرة هوالرئيس السابق للنادي البنزرتي مهدي بن غربية الذي اضافة لصفحته الرسمية والتي جنبها قدر الإمكان حياته الرياضية فانه تمكن من التأثير في صفحات كبيرة أصبحت موالية له وتمكن من خلالها من حسم عدة معارك

شرف الدين ضحية الـ «فايس بوك»

آخر ضحايا الفايس بوك هورئيس النجم الساحلي رضا شرف الدين والذي قرر الاستقالة مباشرة بعد اجتماعه بالمشرفين على صفحات الاحباء بالفايس بوك والى جانب رضا شرف الدين كان غازي بن تونس الرئيس السابق للملعب التونسي احد ضحايا الفايس بوك حيث لم يصمد ضد ضغط هذه الشبكة وأعلن مرارا استياءه منها قبل ان يضطر لرمي المنديل في المقابل هناك رؤساء تألموا من ضغط الفايس بوك لكن في صمت ثم تأقلموا معه وأحسنوا عبور فترات الضغط بسلام.

فضاء لجس النبض وصنع الراي العام

وامام اهمية هذا الفضاء هناك من حوله لوسيلة لجس نبض الراي العام الرياضي قبل اتخاذ القرار اواعتماده كوسيلة لصناعة رأي عام في اتجاه محدد فكم من رئيس نادٍ اوهيئة مديرة وقبل اتخاذ قرار انتداب مدرب اولاعب اوقبل اتخاذ قرار التفريط في لاعب تقوم بتسريب المعلومة بطريقة فيها التلميح لفضاء الفايس بوك ثم تقوم بمراقبة ردود الفعل ثم تتخذ قرارها من خلال قياس الردود ووقعها.

مسؤولون حاربوا مدربيهم عبر الـ«فايس بوك»

بعض رؤساء الجمعيات لجؤوا لفضاء الفايس بوك لمحاربة مدربين اختلفوا معهم اودفعوهم للانسحاب وهنا يمكن الإشارة للحملة التي اطلقتها ذات موسم هيئة مهدي بن غربية ضد المدرب منذر الكبير اويوسف الزواوي قبل اتخاذ قرار التغيير وهوالقرار الذي أيده الراي العام الافتراضي بينما عارضه الراي العام الواقعي في اغلبه كذلك شهاب الليلي الذي يقر البعض انه أسقطه الفايس بوك بينما عمار السويح استطاع عبور مرحلة الضغط الفايسبوكية بسلام لحد الآن.

أمام اهمية هذا الفضاء في صناعة الرأي العام اقتحمه السماسرة ووكلاء المدربين واللاعبين والذين اول ماقاموا به ربطوا قنوات اتصال ببعض المشرفين على الصفحات الكبيرة وحاولوا إقناعهم بقيمة منظوريهم لاعبين اومدربين فتجدهم يمكنون مشرفي الصفحات من فيديوهات لاعبيهم وينشرونها على نطاق واسع مما يخلق رأي عام يضغط على الهيئات المديرة ويؤثر في قرارها

الفايس بوك اصبح ايضا فضاء يعتمد عليه البعض في الترويج لحملاتهم الانتخابية كنشر البلاغات اومخاطبة الجماهير كذلك في مهاجمة خصومهم وغير بعيد اكثر من طرف تابع مادار بين منصف خماخم ولطفي عبد الناظر اوالمواجهة التي قادها العربي سناغرية ضد وديع الجريء وكلها وقائع اومواقع شهدها فضاء الفايس بوك وضجت به خلال فترات معينة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا