برعاية

ما بعد المباراة | سذاجة جلادبخ، وخطوات إنريكي للتصحيح

ما بعد المباراة | سذاجة جلادبخ، وخطوات إنريكي للتصحيح

برشلونة استفاد من تحركات مدربه في الشوط الثاني

 في مباراة متقلبة بين شوطهيا الأول والثاني، تمكن برشلونة من قلب الطاولة على مُضيفه بوروسيا مونشنجلادبخ والفوز بهدفين لهدف في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب بوروسيا بارك لحساب الجولة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا.

 بوروسيا مونشنجلادبخ | دفع فاتورة شوط أول سخي!

◄دخل أندريه شوبرت المباراة بفكرة جريئة جدًا، حيث رفض اللجوء للطريقة الكلاسيكية والتراجع للخلف، ففرض ضغطًا متقدمًا رائعًا على البرسا بخماسي متحرك حرث الملعب حرثًا وأجبر خصمه على إرجاع خطوطه نسبيًا للخلف، وهو ما جعل الشوط الأول يميل بشكل واضح لصالح الفريق الألماني.

◄فكرة شوبرت كانت تمر عبر الضغط بشكل مستمر على مفاتيح اللعب في برشلونة، وفي الشوط الأول من مباراة اليوم، تمت محاصرة بوسكيتس، إنييستا ونيمار بشكل مميز جدًا عبر ثلاثي المقدمة، فيما كان لاعبو الوسط متآزرين جدًا فيما بينهم، فشكلوا كثلة تساند الشق الدفاعي والهجومي معًا. الفريق الألماني كسب بفكرته تلك نقطتين مهمتين: الأولى هي إبعاد خطوط البرسا عن بعضها البعض، حيث كان عادة ما يكون سواريز وألكاثير منعزلين عن البقية، كما أنهم أخرجوا البرسا من لعبته، صعّبوا من مهمته في التمريرات القصيرة، وأجبروه على ارتكاب أخطاءٍ أثناء التمرير.

◄هذه النقطة تجرنا للحديث عن مصدر هجمات مونشجلادباخ الأول اليوم والذي كان فعلًا قطع الكرات في مناطق متقدمة من خط الوسط، ثم الخروج بها بسرعة فائقة عبر انطلاقات الثلاثي رافاييل، هازارد وستينديل، والذين كانوا يجدون مؤازرة كبيرة من لاعبي الوسط الذين قدّموا مجهودًا خرافيًا في النصف الأول من المباراة جعلهم بالكاد قادرين على الركض في الشوط الثاني. وهنا أحب أن أُشيد بالمجهود الذي قدمه السوري داوود، والذي تميز في السهل الممتنع اليوم، رغم أنه تراجع في الشوط الثاني شأنه شأن زملائه.

◄لو استغل الألمان الشوط الأول بشكل جيد، لربما خرجوا بنتيجة أفضل بكثير من التي حققوها في النهاية. الفريق كان يعلم جيدًا أن عليه الخروج بالكرة بسرعة فائقة فور استرجاعها من أجل استغلال المساحات في ظهر لاعبي وسط البرسا، لكن هناك خيط رفيع بين السرعة والتسرع، والحقيقة أن لاعبي موشنجلادبخ عادة ما وقعوا في التسرع، ليضيعوا على أنفسهم كرات واعدة جدًا.

◄تأثر بوروسيا كثيرًا بخروج رافاييل والذي رغم أنانيته إلا أنه كان من رجال الشوط الأول. سريع جدًا ومهاري ويجيد خلق المساحات لزملائه، وفور خروجه، فقد فريقه أهم سلاح هجومي يملكه اليوم، علمًا أنه قام بعمل دفاعي كبير، ويكفي أنه كان وراء الهدف الوحيد بقطع الكرة تم تسليمه بشكل سليم للأمام.

◄لعب الجانب البدني دور محوريًا في تراجع بوروسيا مونشنجلادبخ في الشوط الثاني، فالفريق لم يعد قادرًا على الأداء بتلك الحيوية التي كان عليها في الشوط الأول، فأرجع خطوطه للخلف، أصبح بالكاد قادرًا على الارتداد، وأعطى البرسا الفرصة لتوسيع رقعة الملعب وخلق مساحات في خطه الخلفي الذي لم يصل له كثيرًا في الشوط الأول، ناهيك عن تغييرات لويس إنريكي التي خلقت الفارق اليوم.

◄من الأسباب المباشرة لهزيمة مونشنجلادبخ كان عدم توفيق حارس مرماه يان سومر الذي كان بإمكانه القيام بما هو أفضل بكثير في هدف توران، فيما يتحمل مسؤولية كبيرة في الهدف الثاني. لست ممن يحبون تحميل المسؤولية للاعب بعينه، لكن سومر اليوم سهّل كثيرًا من مهمة برشلونة في العودة في النتيجة.

برشلونة | رزمانة أخطاء تم تصحيحها في الشوط الثاني

نبدأ الآن الحديث عن برشلونة، والذي من دون إطالة سنتحول للحديث عن الأسباب التي جعلته يظهر بشكل سيء جدًا في الشوط الأول:

◄نيمار ليس ميسي. إنريكي سقط سقطة كبيرة بوضع البرازيلي كصانع ألعاب اليوم، وهو مركز لم يلعب فيه ميسي نفسه سوى بعد أن أصبح من أفضل لاعبي العالم في قراءة مجريات اللعب، ناهيك عن قدرته على اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم، وهي خاصية يفتقد لها نيمار بشدة. البرازيلي فقد كل خطورته في الشوط الأول، والحقيقة أنه كلما ابتعد عن منطقة الجزاء كلما خفت نجمه، فهو لاعب مهاري قادر على الحسم في الأمتار الأخيرة سواءً بتمريرة حاسمة أو بمراوغة تقوده نحو الهدف، لا الارتكاز عليه من أجل صناعة الهجمة.

◄النقطة الثانية وهي إشراك ألكاثير. المهاجم الدولي الإسباني لم يفد برشلونة في شيء في خطة 4-3-1-2 التي أراد إنريكي لعبها اليوم، بل إنه أثر سلبًا على تحركات لويس سواريز. باكو لاعب نقطة قوته في استغلال العرضيات، وفي التحرك داخل منطقة الجزاء، فهو مهاجم صندوق ما إن يخرج من منطقة الجزاء حتى يصبح وجوده كعدمه. قلة حركية باكو جعلت سواريز مضطرًا للتقليل من تحركاته والالتزام بالجهة اليُمنى، وهو ما أفقده إحدى أهم نقاط قوته وهي تحركه المستمر في جميع أرجاء منقطة الجزاء.

◄النقطة الثالثة وهي السوء الكبير الذي ظهر به سيرخيو بوسكيتس للمرة الثالثة على التوالي. بوسكيتس في رأيي كان بإمكانه أن يكون أهم لاعب في الشوط الأول لو تمكن من إيصال الكرة بشكل صحيح للأمام والحذ من خطورة رافاييل، لكنه بالمقابل كان عكس ذلك تمامًا، فقد كرات كثيرة، أجبر إنييستا وراكتيتس على التراجع مرارًا، وهو ما أثر على أدائهما الهجومي، وتسبب في الهدف ليكون أسوأ لاعبي البرسا في الشوط الأول رفقة نيمار، رغم أن الطريقة التي ظهر بها الألمان ساهمت في ظهورهما بتلك الطريقة.

ماذا تغير في الشوط الثاني؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا