برعاية

أعيدوها داخل الملعب

أعيدوها داخل الملعب

تشهد الساحة الرياضية صخبا وجدلا كبيرين ليس لهما علاقة مباشرة بما يحدث داخل الملعب؛ فالضجيج يعلو خارج المستطيل الأخضر، بينما التجهيز وحسن الإعداد في الفئات السنية الجهد فيهما قليل ولا يكاد يوازي كمية الجهد والمتابعة والأموال المهدرة، هذا يشابه قصة العبرة فيها أبلغ وصف لما أريده أن يصل من خلال هذه الحروف، فالقصة تدور حول عرف وعادة سارت عليه بعض الجامعات الأوروبية بأن يلتقي طلابها بعد فترة من تخرجهم والشروع في حياتهم الوظيفية ليتعرفوا على أحوال بعضهم، ومن أجل زيادة أواصر العلاقة بينهم من جديد، غير أن هذا اللقاء تم هذه المرة في منزل أستاذهم السابق، وحين انتهى الجميع من إبداء التأفف والضجر من ضغوط الحياة وتعقيداتها غاب عنهم الأستاذ وتركهم يواصلون الحديث عن خلجاتهم وخفايا شؤونهم ليعود حاملا عددا من أكواب القهوة المختلفة في التصميم والمتباينة في الألوان والأشكال وأخرى عادية جدا من الأكواب الموجودة في كل بيت، ومن ثم طلب منهم شرب القهوة؛ فذهب الجميع لتلك الأكواب الجميلة وتجنبوا الأكواب العادية، وهنا وقف ليخاطبهم من جديد مفسرا لهم ما قاموا به بأنه طبيعي كونهم يبحثون عن الأفضل، وهو ما يسبب لهم القلق والتوتر ليعود لهم بدرس مهم من جديد، قائلا إن ما يحتاجون إليه هو القهوة، وليس الكوب، وعلل هذا مخاطبا لهم بقوله لقد تهافتم على الأكواب الجميلة والثمينة وبعد ذلك ظلت أعينكم تراقب الأكواب التي في أيدي الآخرين؛ هذه هي حالة الصراع والصخب في الوسط الرياضي فقد تركوا البناء، وهو الأساس وطريق العمل الصحيح وما يحتاجون إليه فعلا والركيزة القوية للبناء وحصد البطولات وظل الجمع يطارد بعضه بعضا ويترصد الجمع للجمع الآخر كل يريد التشفي أو خطف المميز والاستحواذ عليه فبات العمل خارج المستطيل الأخضر هو المسيطر، وباتت وسائل التواصل حيث لا حسيب ولا رقيب مع ضعف كبير في معرفة الحقوق الأدبية، وكيف يكون التعامل مع من يخرق حقوقها ويجعلها متنفسا وساحة لتصفية الحسابات وعملا منظما للتشكيك أو مهاجمة الحكام وحتى محاربة نجوم الفرق المنافسة وإيجاد مناخ سيئ يعيش فيه البعض من أجل إضعاف تركيزه وإخراجه من ميدان المنافسة ليسقط في وحل لا يستطيع الخروج منه؛ فتموت موهبة ويذبل غصن كاد أن يكون له ثمر، فمتى تتعدل المسيرة وتتبدل الخطوات ويكون التنافس داخليا بين أعضاء النادي أيهم كان الأجدر والأقدر على تأسيس البناء من أجل أكبر نفع وانتفاع للكيان بدلا من التفرغ للدسائس وحبك المؤامرات بين الأطراف المتنافسة؛ فالتطلع للتفوق والتميز هو الهدف والمأمول، فالبعض ليس لديه مشكلة في أن يخسر طالما منافسه يخسر ولا يبذل أي جهد من أجل مناقشة ومحاسبة من تسبب في فقدان فريقه للنقاط وللكيان بالبطولات ورحيل أعضاء الشرف الداعمين.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا