برعاية

بوغبا وفق تكتيك مورينيو.. ظالم أم مظلوم؟

بوغبا وفق تكتيك مورينيو.. ظالم أم مظلوم؟

"أخذت وقتا طويلا من أجل إقناعه بالانضمام إلى مان يونايتد. تحدثت معه تلفونيا عدة مرات. لم يكن الأمر سهلا بالمرة". يتحدث جوزيه مورينيو عن عملية انتقال بول بوغبا، ويصفها بالصعبة، خصوصا مع وجود أندية أخرى على الخط، أرادت اللاعب بشدة وحاولت استمالته في العديد من المناسبات. لذلك كانت عملية إعادة الفرنسي إلى بيته معقدة، وفق ما وصفه البرتغالي في حديثه مع موقع "جول" العالمي.

قدم أغلى لاعب في العالم أداءً سيئاً للغاية في الديربي الأخير أمام مان سيتي، وفشل بوغبا في تسجيل أو صناعة أي هدف، بالإضافة إلى عدم تأثيره على نتيجة أو سير المواجهة، حتى بعد التغييرات التي أجراها مدربه بين شوطي المباراة. فالفرنسي لعب الشوط الأول بجوار زميله فيلايني، ثم تعاون مع هيريرا في بقية الفترات، لكن دون جدوى حقيقية، ليخسر اليونايتد على أرضه ووسط جماهيره.

عاب على بول تمركزه الكارثي في الأولد ترافورد، خصوصا حينما يترك المنتصف ويصعد من أجل الهجوم، ويجعل المساحات شاسعة أمام الثنائي سيلفا ودي بروين، صناع اللعب في المركز 8 بالملعب، ليفشل فيلايني تماما في إيقافهم بسبب لعبه بمفرده أمام رباعي الدفاع، لدرجة أن الأمر تكرر كثيرا حتى بعد دخول الإسباني هيريرا.

أعاد بوغبا إلى الذاكرة أداءه المخيّب للآمال مع فرنسا في يورو 2016، بعد أن لعب ديشامب برسم خططي قريب من مورينيو، 4-2-3-1 بتمركز نجم الفريق بعيدا عن مرمى المنافسين، ما جعله أقل خطورة خلال البطولة، بسبب افتقاده إلى الثلث الهجومي، وحاجته إلى بناء الهجمة من مناطق متأخرة، ليعيد التراجع مرة أخرى في إنكلترا، لأن ثنائية فيلايني/ بوغبا لا تختلف عن ماتويدي/ بوغبا أيضا.

بالعودة إلى فترة تألق بوغبا مع يوفنتوس الإيطالي، الفريق الذي احتل الكالتشيو بطريقتي اللعب 3-5-2 و4-4-2، مع اللعب في بعض الأحيان برسم 4-3-3، وقتها حصل اللاعب على دور أكبر في منطقة الوسط الهجومي، بسبب تواجده في أوقات كثيرة برفقة فيدال وبيرلو، ثم أندريا وماركيزيو، وأخيرا برفقة خضيرة وهيرنانيز والبقية، كان الرقم 10 في يوفي بمثابة اللاعب الهجومي ذي الصبغة الدفاعية.

هل بوغبا حقا لا يعرف الدفاع؟ تقول أرقامه في تورينو خلال الموسم الماضي أنه ليس عظيما دفاعيا لكنه أيضا بعيد تماما عن السيئ، بسبب قدرته على أداء العرقلة المشروعة والافتكاك الصحيح دون مشاكل. بول لديه 55 عرقلة و47 افتكاكا خلال 35 مباراة بالدوري، مع تميّز واضح في الألعاب العالية وكرات الهواء.

وبالتالي فإنه يجيد أكثر رفقة وسط يساعده ويقوم بالتغطية خلفه، بكل تأكيد لا يتركهم في الحالة الدفاعية بمفردهم، لكنه ليس المدافع الأول أو الأفضل، فقط عامل مساعد بجوار بقية العناصر. تكتيكيا بوغبا أقرب إلى "البوكس" الهجومي أو لاعب الريشة بين العمق والأطراف، يصعد باستمرار ويعود للمساندة، لكن برفقة غطاء مستمر خلفه، وهذا ما لا يجده حتى الآن في مانشستر.

يقول جيمي كاراغر، في تحليله لسكاي سبورت، "لعب بوغبا بطريقة غير منضبطة أمام السيتي، يصعد دون حساب ويتحول إلى الطرف، مع ترك المنتصف لمروان فيلايني فقط بالشوط الأول. أمام فريق كالسيتي، فكان يجب تواجده قرب المنتصف، في مركز اللعب لتقليل الفراغات بين الخطوط، لكن هذا لم يحدث حتى بعد دخول هيريرا، بسبب ميل الفريق إلى الهجوم دون توازن".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا