برعاية

ما بعد المباراة | جوارديولا يُدمر مورينيو تكتيكيًا ويجرحه معنويًا!

ما بعد المباراة | جوارديولا يُدمر مورينيو تكتيكيًا ويجرحه معنويًا!

لماذا انتصر مانشستر سيتي على أولد ترافورد؟ وما الهفوات التي اقترفها مانشستر يونايتد؟

أضاف جوزيب جوارديولا المزيد من الأرقام المثيرة إلى سجلاته في عالم التدريب، عصر اليوم السبت، بفوزه المثير على جوزيه مورينيو في ديربي مدينة مانشستر، الذي لعب ضمن مباريات الجولة الرابعة من الدوري الإنجليزي الممتاز على ملعب أولد ترافورد.

مانشستر سيتي فرض كلمته على الديربي منذ البداية بهدف رائع حمل إمضاء البلجيكي «كيفن دي بروينه» من صناعة كليشي إيهيناتشو، وبمساعدة دي بروينه سجل إيهيناتشو الهدف الثاني من متابعة ناجحة لكرة ارتطمت في القائم الأيمن لدي خيا.

عودة مانشستر يونايتد في المباراة بهدف زلاتان إبراهيموفيتش قبل دقائق من نهاية الشوط الأول لم تمنحه الأفضلية التي كان يتطلع لها في الشوط الثاني، فقد واصل السيتي استحواذه ولعبه بنفس الشخصية القوية التي بدأ بها اللقاء، ليتصدى لكرة الفرص.

واحتفل جوارديولا بفوزه الثامن على جوزيه مورينيو مقابل ثلاث انتصارات فقط للمدرب البرتغالي، كما أصبح ابن كتالونيا رابع مدرب في تاريخ البريميرليج يحقق الفوز في أول أربع مباريات بالمسابقة بعد كل من «مورينيو وأنشيلوتي وجوس هيدينك»، وأصبح المدرب الوحيد الذي يتمكن من هزيمة مورينيو في ست مسابقات مختلفة «الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا وكأس سوبر إسبانيا وكأس سوبر أوروبا».

والآن نحلل لكم أسباب تفوق مانشستر سيتي على مانشستر يونايتد، وسر المستوى الباهت للشياطين الحمر أمام أنصارهم، وذلك على هيئة نقاط إيجابية وسلبية.

«1» التعقل وهدوء الأعصاب من لاعبي مانشستر سيتي على مدار الشوطين، الفريق كان يعرف جيدًا ما الذي يقوم به بين الخطوط وعلى طرفي الملعب، والأهم الاستخلاص المثالي للكرة دون ارتكاب أخطاء تمنح الخصم فرصة للتنفس وتهدئة إيقاع اللعب للعودة إلى أجواء المُقابلة، مانشستر سيتي لعب بطريقته المفضلة ولم يسمح لمانشستر يونايتد ولو لخمس دقائق فقط أن يُفسد استراتيجيته وخطته التي ينتهجها.

«2» تثبيت جوارديولا للظهيرين «بكاري سانيا وألكسندر كولاروف» على خطي التماس، هذا التكتيك لم يتوقعه جوزيه مورينيو منذ بداية المباراة ولم يجهز له بالقدر الكافي.

مورينيو لعب بالثلاثي واين روني وجيسي لينجارد ومختاريان خلف إبراهيموفيتش، وهذا الثلاثي لا يُجيد الاختراق من العمق مثلما يُجيده مارسيال وهيريرا وخوان ماتا.

اعتقاده بأن جوارديولا سيواصل اللعب بنفس الأسلوب الذي اعتمده في المباريات الماضية بإدخال ظهيري الجنب لعمق الوسط كان خاطئًا، وجوارديولا تعامل بذكاء وتصدى للأجنحة الطائرة بإمتياز عن طريق تثبيت سانيا وكولاروف ودعمهما برحيم سترلينج ونوليتو بين الفينة والأخرى.

«3» دور دي بروينه وسيلفا في الضغط والافتكاك الصحيح للكرة في منطقة الوسط، لجوارديولا لمسة واضحة على أداء هذا الثنائي دونًا عن باقي أعضاء الفريق، فكيف استطاع تحويلهما من مُجرد صناع ألعاب إلى لاعبي إرتكاز وبوكس تو بوكس بهذه السرعة في غضون 3 أشهر فقط؟.

دي بروينه كان يسترجع الكرة ويخطفها من أمام فيلايني وبوجبا بمنتهى البساطة، وسيلفا رغم قصر قامته وهشاشة جسده كان وحش كاسر في كل إلتحام وتدخل على روني وخيسي لينجارد.

تميز هذا الثنائي بالسرعة في التمرير وعملية نقل الهجمة وتحويل الفريق من الوضع الدفاعي للوضع الهجومي، أحد أهم الأسباب التي أنجحت خطة جوارديولا في السيطرة والتحكم بوسط ميدان مانشستر يونايتد «غير المتنوع».

«4» دفاع مانشستر سيتي من أهم العلامات الإيجابية في هذه المباراة، ليس فقط من ناحية كبح جماح إبراهيموفيتش وإحكام السيطرة عليه ومنعه من التحرك بأريحية في العمق وقطع الكرات العرضية من أمامه بل من ناحية الخروج السلس بالكرة من الخلف إلى الأمام والتمرير الصحيح وبثقة على طرفي الملعب واللعب مع فرناندينيو الذي كان رمانة ميزان ذكرتني بأيام زيدان مع ديل بوسكي وبوسكيتس مع جوارديولا.

«5» كليشي إيهيناتشو، طبق دور المهاجم الوهمي على أكمل وجه، ظهر في دور المحطة التي يرتكز عليها مانشستر سيتي في كل محاولاته على مرمى دي خيا بخروجه المستمر من المنطقة لتوزيع الكرات على كلا الطرفين وتمهيد التمريرات الذكية للقادمون من الخلف للمساندة الهجومية، وهذا ما حدث في لعبة الهدف الأول لدي بروينه، ارتقى رغم قصر قامته ووضع الكرة بدهاء أمام دي بروينه الذي راوغ بليند من وضع الحركة ليتوغل ويسدد على يمين دي خيا.

ولم يقتصر دور المهاجم النيجيري عند هذا الحد، فكان يتحرك بين مدافعي مانشستر يونايتد بالذات في الثغرة الواضحة ما بين دالي بليند ولوك شو وبين بول بوجبا ومروان فيلايني.

«6» التناغم الحركي وقرب المسافات بين لاعبي السيتي وبعضهم بعض، عندما يمرروا أكثر من 30 تمريرة في حوالي دقيقتين بمنتصف الشوط الأول دون أن تقطع منهم فهذا دليل دامغ على تكامل المنظومة وتلاحم الصفوف واللعب ببساطة دون تعقيدات، على النقيض من وضعية مانشستر يونايتد الذي كان يجد صعوبات حقيقية في تبادل 3 أو 4 كرات صحيحة بين الأقدام بسبب التباعد الحاد بين الثلاثي «روني ولينجارد ومختاريان» وثنائي الوسط الدفاعي «بوجبا وفيلايني» اللذين غاب عنهما التفاهم اللازم للتصدي للاندفاع البدني الرهيب من دي بروينه على وجه التحديد.

«1» الضغط الضعيف جدًا من زلاتان ومختاريان وروني بشكل مُبكر على حائز الكرة من منتصف ملعب مانشستر سيتي، أوتاميندي وستونز كانا يخرجان من الخلف إلى الأمام دون مشاكل كبيرة، وهذا سهل على لاعبي وسط السيتي مأمورية الاستسلام والتسليم من وضع الحركة.

«2» عاب على الجناح الآرميني «هنريخ مختاريان» المساندة الدفاعية لأنطونيو فالنسيا على الرواق الأيمن، وكل تمريراته مثله مثل واين روني ولينجارد كانت مكشوفة. ولا أدري السر الذي دفع مورينيو نحو البدء بمختاريان وهو عائد من إصابة في الفخذ تعرض لها أثناء مباراة آرمينيا وجمهورية التشيك الودية قبل 10 أيام وكان المهدد رقم 1 بعدم اللعب لهذا السبب، بينما كان ماتا جاهز تمامًا للعب من الناحية البدنية والفنية، وقد أظهر إمكانيات كبيرة في المباريات الثلاث الماضية، وحصل على فترة راحة متميزة خلال فترة التوقف الدولي لعدم استدعائه لتمثيل إسبانيا مع المدرب الجديد لوبتيجي.

«3» في المباريات الصعبة والكبرى تظهر الحقيقة دائمًا. الانتصارات الثالث الماضية لمانشستر يونايتد أمام بورنموث وساوثامبتون وهال سيتي أخفت الوهن والضعف الذي يُعاني منه الفريق في منطقة قلب الدفاع الذي لا يزال نقطة الضعف الأبرز والأهم دون علاج وحل جذري من جوزيه مورينيو بعد.

دالي بليند لاعب فنان ورشيق، لمسته للكرة جميلة، تمريراته مميزة وعرضياته أميز، كما يتسم بالسرعة ويجيد عملية التغطية العكسية، لكن كل ما ذكرته لا يؤهله للعب دور قلب الدفاع في الدوري الإنجليزي، لافتقاده للقوة التي يتمتع بها أوتاميندي في تدخلاته ولافتقاره المُبادرة في قطع الضغط على الخصم ولنسيانه الدائم بأنه قلب دفاع وليس لاعب وسط دفاعي أو ظهير، أي أنه آخر لاعب في الخط الخلفي، بالتالي فعليه أخذ الحيطة لأي تمريرة بينية مثل تمريرة إيهيناتشو التي جاء منها الهدف الأول، والتركيز على ضبط مصيدة التسلل كما في لعبة الهدف الثاني. بليند يتحمل مسؤولية الهدفين فقط، لكنه لا يتحمل مسؤولية الخسارة بطبيعة الحال، فهناك فيلايني وبوجبا وثلاثي الخط الأمامي الذين لم يأت للمباراة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا