برعاية

ما بعد المباراة | بيرنلي ضرب المثل، وإلى متى ستستمر اختراعات كلوب؟

ما بعد المباراة | بيرنلي ضرب المثل، وإلى متى ستستمر اختراعات كلوب؟

تحليل لأبرز إيجابيات وسلبيات موقعة بيرنلي ضد ليفربول

في مفاجأة لم تكن متوقعة، سقط ليفربول خارج قواعده على يد العائد حديثًا للبريميرليج "بيرنلي" بهدفين دون رد، في واحدة من مباريات الجولة الثانية.

ليفربول | إلى متى ستستمر الاختراعات؟

قبل التطرق للأمور الفنية والتكتيكية الخاصة بأداء ليفربول في هذه المباراة، دعونا نُلقي ولو نظرة سريعة جدًا على ما قدمه يورجن كلوب مع الريدز في بطولة الدوري الإنجليزي منذ توليه المهمة بعد إجبار الأيرلندي الشمالي برندان رودجرز على ترك منصبه أواخر العام الماضي؟ في تصوري الشخصي.. لم يُضف الكثير، باستثناء بعض النتائج العريضة على خصومه، كما فعل الموسم الماضي بضرب المان سيتي ذهابًا وإيابًا بنتائج كبيرة، ونفس الأمر فعله كذلك أمام تشيلسي في ستامفورد بريدج الموسم الماضي، وهذا الموسم فاجأ الجميع بالفوز الهيتشكوكي على آرسنال في قلعة الإمارات بنتيجة 4-3.

معروف دائمًا أن ليفربول لا ينكسر بسهولة أمام كبار إنجلترا سواء القدامى "آرسنال ومان يونايتد"، أو كبار العهد الحديث "تشيلسي ومانشستر سيتي"، ومعروف كذلك أنه بعد كل انتصار كبير، عادة يكون الاستيقاظ على فصل بارد أمام أحد الفرق المتوسطة أو الصاعدة حديثًا، ومتابعو البريميرليج يعرفون جيدًا أن الأمثلة كثيرة،  وهذا الواقع لم ينجح كلوب في تغييره حتى الآن، علمًا بأن أنصار النادي مُدركون تمامًا أن التعثر أمام الصغار هو السبب الرئيسي وراء ابتعاد فريقهم عن المنافسة على اللقب... فهل سيجد المدرب الألماني الحل في الأسابيع القادمة؟؟؟ دعونا ننتظر

نأتي إلى التفاصيل الفنية.. أولاً الشيء المؤكد أنه لا غُبار أبدًا على كفاءة يورجن كلوب كمدرب متميز في عمله، لكنه اليوم جانبه الصواب ولم يكن موفقًا لا في اختياراته للتشكيلة الأساسية ولا في إدارته للمباراة بعد صدمة استقبال هدفين مُبكرين أمام خصمه الصاعد من تشامبيون شيب بنتائج خيالية.

كلوب أفرط في ثقته في جيمس ميلنر، صحيح مينر لاعب جوكر ويُجيد اللعب في مراكز مختلفة، لكن تلك الأدوار تبقى في الوسط وليس في الدفاع لأن المغامرة في الدفاع تكون في العادة عواقبها وخيمة، وجود لاعب مانشستر سيتي السابق في مركز الظهير الأيسر، أصاب الفريق بشلل تمام في عملية نقل الهجمة من الجهة اليسرى، في كل مرة كانت تصل الكرة لميلنر، كان معها يَهبط الإيقاع بسبب وقته الكبير في التفكير قبل تنفيذ القرار سواء بالاعتماد على نفسه بالاختراق على الطرف تمهيدًا لإرسال عرضيات باليسرى، أو بحل التمرير للخالي من الرقابة، وهذا سهل كثيرًا من مهمة دفاع بيرنلي لمنع أي خطر قادم على الحارس من جهة المنافس اليسرى.

يُعاب على كلوب تأخر قراراته وهو يرى ثغرة كبيرة بين الوسط والدفاع في وجود الثلاثي "هيندرسون، لالانا وفينالدوم"، بالكاد الثلاثي يلعب نفس الدور، باستثناء هيندرسون الذي يُقدم أدوار دفاعية جيدة نوعًا ما عندما يكون في قمته، في المقابل لعب مدرب بيرنلي بأربعة لاعبين في الوسط، وأمامهم جراي الذي صال وجال كثيرًا في المنطقة الفارغة بين الوسط والدفاع، ولا أفهم سر الإصرار على موقفه بالإبقاء على نفس التشكيلة غير الموفقة حتى الدقيقة 65، عندما أجرى تغييره الأول.

أتصور أن ليفربول عانى كثيرًا من غياب لاعب الوسط المحوري القادر على عمل ربط بين الدفاع والوسط، والقيام بأدواره الدفاعية والهجومية على أكمل وجه، وهيندرسون كان بجانبه ثنائي لا يُجيد الأدوار الدفاعية، وعلى الدكة لاعب قادر على القيام بهذا الدور وهو إيمري تشان، وأيضًا لديه البرازيلي لوكاس ليفا، الذي حرمه من فرصة اللعب بصفة مستمرة مع جالطة سراي، والأمر الكارثي أنه أبقى على ستوريدج لمدة 65 دقيقة وبجانبه لاعب متوهج وجائع في نفس الوقت لتقديم أفضل ما لديه، هذا باختصار لا يوجد وصف له إلا "تخبط" أو اختراعات، لأن اللعب بميلنر كظهير أيسر وعدم التدخل لإنقاذ الفريق لفترة طويلة وهو متأخر بثنائية كانت قابلة للزيادة...أشبه بالاستهتار بالمنافس.. وهذا درس لعدم الاستهانة بأي مباراة في البريميرليج في الفترة القادمة.

هذه المباراة أثبتت أن ليفربول بحاجة ماسة لمدافع أيسر كبير، وعلى كلوب أن يجد السبيل قبل غلق الميركاتو، وأيضًا لديه مشكلة كبيرة في مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى، اليوم شاهدنا دفاع أحمر هش يُخترق بسهولة كبيرة، بسبب تباعد المدافعين وتمركزهم الخاطئ، وأيضًا الحارس مينيوليه يُثبت من مباراة لأخرى أنه غير جدير بحمل قميص نادٍ كبير مثل ليفربول، والهدف الأول في هذه المباراة، أظهر ضعفه الشديد في حركة أقدامه وثقله وبُطء ردة فعله.

كوتينيو لا يحتاج مزيد من كلمات الإشادة، هو الوحيد الذي قبل التحدي بسبع تسديدات من خارج المنطقة، لكنه لم يكن موفقًا، لتظهر كل المساوئ أمام كلوب قبل فوات الأوان.

بيرنلي | مثل في الواقعية

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا