برعاية

على هامش الفشل الأولمبي حاسبوا المسؤولين قبل الرياضيين

على هامش الفشل الأولمبي  حاسبوا المسؤولين قبل الرياضيين

حين شد 64 رياضيا تونسيا الرحال الى ريو دي جانيرو للمشاركة في 16 الاولمبياد الذي يقام لاول مرة في امريكا اللاتينية قلنا قد تكون هذه الارض طالع خير علينا وان تكون حصيلتنا لاول مرة كبيرة واعتقدنا ان رياضتنا ستكون في مسار تصاعدي فبعد ميداليتين ذهبيتين في اولمبياد لندن 2012 داعبتنا الامال في حصيلة اكبر خاصة ان بعض ممثلينا كانوا من الحجم الثقيل فحبيبة الغريبي صاحبة الذهب في لندن واسامة الملولي اهدانا الذهب في لندن وقبلها في بيكين اما منتخب كرة اليد فاعتقدنا وبعض الاعتقاد خطأ فادح انه سيكون في الموعد ليهدينا على الاقل البرنز ويقطع مع المشاركة السلبية لرياضاتنا الجماعية.

ما كل ما يتمناه التونسيون يدركونه

في انتظار ان نحلم مع ممثلينا في رياضيات الكانوي كاياك التي ستتواصل الى يوم غد والمصارعة التي ستدور منافساتها الى يوم 20 اوت الجاري هي والتايكواندو كان حصادنا في ريو دي جانيرو «عجرودة» فلم تقتلع تونس الا ميدالية برنزية فازت بها ايناس البوبكري في رياضة المبارزة اما بقية المنافسات فكانت تسجيلا للحضور لا غير لتضيع آمال الشعب التونسي في انجاز رياضي فريد من نوعه يليق بتونس ويخفف عن شعبها وطأة غلاء الاسعار وتجاذبات السياسيين وخاب املنا في 53 مشاركا كانوا غثاء كزبد البحر فلاحوا بلا حول ولا قوة امام رياضيين حجتى من بلدان فقيرة ماديا لكنها غنية بعزيمة ابنائها وحبهم لها لننتظر 11 مشاركا مازالوا لم ينهوا منافساتهم فهل يكون الختام معهم مسكا ويحققوا ما فشل في تحقيقه سابقوهم؟

خيبة أمل في حجم الجبل

لئن سعى التونسيون الى ايجاد اعذار لمن فشلوا في كسب الرهانات واثبتوا ان ما انفق من اجلهم من اموال هذا الشعب لم يذهب سدى فانهم اي التونسيين لم يجدوا اي عذر لحبيبة الغريبي التي حملناها آمالنا وطموحاتنا وكنا كلما انسحب احد التونسيين المشاركين نقول لا بأس فلان حبيبة ستمسح دموعه ودموع ابناء بلدها حيثما كانوا وحل يوم نصف نهائي سباق 3000 متر موانع وحلت الغريبي ثالثة فسارعنا الى اطفاء نيران الحيرة بمسكنات من قبيل ان ما قامت به حبيبة يدخل في باب التكتيك وانها «تتكتك» للتألق الكبير يوم النهائي ضجت الالسن بالدعاء لها بالتوفيق رغم ان المخاوف حاصرتنا حين ارادت الغريبي مجاوزة صاحبة المرتبة الثانية لكن «رجلاها» لم تطاوعاها وحل يوم النهائي واشربأت اعناقنا الى شاشات التلفزيونات وصحنا ودعونا وتأملنا خيرا لكن حبيبة قالت لنا في النهاية «لست ماكينة لأتألق في كل مسابقة» واجابها التونسيون ايضا ونحن لا نملك مال قارون لننفق عليك الملايين بالعملة الصعبة ونحجز لك جناحا خاصا في القرية الاولمبية ثم تحلين في المرتبة 12 على 18 متسابقا وبتوقيت «مضحك» لا يليق ببطلة اولمبية وعالمية اذ انهت السباق توقيت 9 دق و 28 ث و75 جزء.

بعد ان فشلت حبيبة الغريبي في تحقيق الامل قلنا لا بأس عندنا اسامة الملولي وان قلق او اصابته الرهبة فوالدته معه ستشد ازره وبعد مشاركة هزيلة في سباق 1500 متر لم يحققها فيها الوقت المؤهل للترشح الى النهائي دفعتنا احلامنا دفعا الى ايجاد الاعذار له واعتقدنا انه في سباق 10 الاف متر سيكون في الموعد تماما كما كان في لندن 2012 خاصة ان هذا السباق يتجنبه كبار السباحين وخاب املنا مرة اخرى ليحل الملولي في المرتبة 12 بتوقيت ساعة و53 دقيقة و06 جزء .. وطبعا سيسارع المسؤولون عن مشاركة الفشل في ريو الى التحجج بكبر سنه لنقول لهم ان الفائز بذلك السباق يفوق الملولي بثلاث سنوات في العمر.

فضيحة كرة اليد والسواعد الخاوية

يبدو ان كرة اليد التونسية لا تقدر على التألق الا افريقياّ - وهذا ايضا ليس مضمونا دائما – فظهر منتخبنا في ريو مفكك الاوصال مهزوزا لا امل يرجى منه ولا ردة فعل يمكن انتظارها لمسح بعض العار الذي لحقه .. نحن لم نطلب الذهب ولا الفضة وكنا نحلم باحتشام في الفوز بالبرنز لكن لم نكن ننتظر مثل ذلك الاداء الموتر للاعصاب فالمنتخب يمثل تونس والراية الوطنية تستحق من اللاعبين بعض العناء على الاقل للانهزام بفوارق غير كارثية الا انهم لعبوا بلا روح فتتالت هزائمهم وكل هزيمة اكبر وافظع من سابقتها وكانما هم سافروا للمتع بجمال ريو دي جانيرو لا غير فكحلوا ناظريهم بروعة المدينة وصدموا اعيننا بادائهم الباهت وان صحت تلك الصورة التي تم ترويجها على المواقع الاجتماعية فان حل المكتب الجامعي ومحاسبة المدرب ورئيس البعثة واللاعبين واجب لان من اتعس التونسيين لا يحق له ان يتمتع بلحظات سعادة في علبة ليلية انفقوا فيها مصروف جيوبهم المقتطع من قوت ابناء هذا البلد.

أكثر من مليارين في مهب الفشل

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا