برعاية

المنصف خماخم لـ«الشروق»: «الكارت بلانش» الممنوحة للبدوي أضرت بـ«السي.اس.اس»

المنصف خماخم لـ«الشروق»: «الكارت بلانش» الممنوحة للبدوي أضرت بـ«السي.اس.اس»

يعيش النادي الصفاقسي في الآونة الأخيرة على وقع جملة من الإنتقادات وردود فعل متباينة من طرف الأحباء على أداء مختلف الأطراف الفاعلة بالفريق خاصة في ظل مغادرة عدة لاعبين وعدم وضوح الرؤية في الميركاتوالصيفي ... مما دفع بالمنصف خماخم نائب رئيس الهيئة المديرة بالفريق إلى كتابة تدوينة على صفحته الرسمية للتواصل الإجتماعي - الفايس بوك - يوضح من خلالها جملة من المسائل للرأي العام الرياضي بجهة صفاقس . « الشروق « إلتقته في هذا الحوار التالي باعتباره الشخصية المؤثرة على الساحة الرياضية وهوالرجل الذي ساهم منذ تسعينات القرن الماضي في بعث وتمويل مركز تكوين الشبان بالمركب القديم بطريق المطار والذي ساهم في بروز جيل كبير من اللاعبين ساهموا في تتويج نادي عاصمة الجنوب بعدة ألقاب محلية وقارية.

لماذا اختار المنصف خماخم الحديث في هذا الوقت بالذات ؟

النادي الصفاقسي ليس حكرا على أي شخص ، ومن حقنا بل من واجبنا أن نشد أزر الجمعية أثناء الأزمات . هناك قناعة كبيرة لدى الرأي العام الرياضي بالجهة أن المنصف خماخم يعشق الفريق حد النخاع وحين يتكلم لا يخفي خطابه أي مصلحة شخصية والتاريخ يشهد بذلك ، وحين اخترت الإبتعاد كان ذلك خدمة الفريق وتجنب المزيد من المشاكل الداخلية التي لا ترجى من ورائها أي فائدة . وأسعى من خلال رسالتي التي توجهت بها على الفايس بوك إلى جمهور السي آس آس href="/tags/2460-%D8%A5%D8%B3-%D8%A5%D9%84">آس إلى الدفاع عن مصلحة الجمعية وتاريخها العريق.

ماذا تقصد بالأخطاء المتراكمة طيلة السنوات الفارطة ؟

لقد قررت العودة للتسيير قبل سنة ونصف من الآن ، عندما استنجد بي رئيس الجمعية لطفي عبد الناظر وذلك لشد أزره آنذاك خدمة لمصلحة الفريق. وبعد اجتماعات عديدة معه في الغرض تم الاتفاق خلالها على خارطة طريق تجعل الفريق دائما في الواجهة مثل مسألة التمويل والأصناف الشابة وفرض الانضباط في المجموعة خاصة في ظل وجود عدة لاعبين خسر الفريق الكثير جراء وجودهم مثل الغاني مامان يوسوفو...

وقد انطلقت في العمل مباشرة إثر فوز قائمتنا في الإنتخابات، وأمسكت بدواليب الأمور من صفاقس بالتشاور التام مع رئيس الهيئة المتواجد دائما بالعاصمة . ولكن ظهرت أحيانا بعض أوجه الاختلاف بيننا في ما يتعلق بتسيير فريق الأكابر . حيث لاحظت وجود صلاحيات مبالغ فيها للمدير الرياضي الناصر البدوي وقد أعلمت رئيس النادي بضرورة الحد منها خاصة في مسألة الانتدابات وطريقة تعامله مع لاعبي الأكابر الذين يعتبرون أجراء في الفريق يتقاضون الأموال على عملهم ويجب بالتالي على الفريق أن يستغل جهودهم على أفضل وجه كما هومعمول به في أعتى الفرق العالمية وأن يفرض عليهم احترام الزي والانضباط وبذل كل الجهود لإعلاء رايته ، لكن تم تجاهل مقترحاتي .

وقد تواصل الأمر على حاله إلى غاية المباراة التي جمعتنا بالنادي الرياضي بحمام الأنف فوق ميدانه الموسم قبل الفارط 2014-2015 وقد كانت مسيرتنا آنذاك وردية ، ولكن حصلت العثرة فيها مع حصول أحداث لا تليق بالفريق ، حيث تخاصم كل من محمود بن صالح ورامي الجريدي على أرضية الميدان ثم أكملا شجارهما داخل حجرات الملابس على مرأى ومسمع من الجميع في مشهد لا يليق بسمعة الفريق . ولم يحرك المسؤولون على الأكابر ساكنا تجاه ما حدث ، علما وقد سبقتها حادثة مشابهة تماما في القيروان حين تشاجر كل من الجريدي ومعلول . وبما أن مقومات النجاح تقتضي أولا وأخيرا فرض الانضباط ، فقد قدمت مقترحا لرئيس الفريق يقضي بمعاقبة اللاعبين المذنبين في ملعب حمام الأنف ومعهما قائد الفريق علي المعلول بسبب عجزه عن السيطرة على الأجواء بين اللاعبين وهوما تقتضيه مكانته كقائد ، ولكن المقترح جوبه مرة أخرى برفض قطعي من الرئيس بإيعاز من المدير الرياضي فكانت تلك أول خيوط الأزمة الحقيقية التي دفعتني إلى الانسحاب. 

لكن انسحابك جاء متأخرا عن تلك الأحداث ؟

لقد تجنبت التسرع في اتخاذ قرار الانسحاب ، حيث اكتملت خيوط الأزمة في مباراة قوافل قفصة في صفاقس والتي أصدرت قبلها بيانا يفيد بعدم لعبها حيث وقع الاستنجاد بلاعبي الفريق من طرف مدرب المنتخب في رحلة اليابان الذين لم يعودوا إلا فجر اللقاء في مقابل إعفاء لاعبي النجم من نفس الرحلة خاصة وأن النجم يخوض مثلنا لقاء في نفس الفترة . ولكن رئيس الفريق رأى عكس ذلك رغم أن كل القرائن والمبررات القانونية كانت في صالحه وكان الأجدر بفريقنا آنذاك أن يدافع عن مصلحته بكل قوة في وسط كروي تشوبه الشوائب. وبما أن النتيجة في تلك المباراة كانت مخيبة للآمال ، فقد شكلت هذه المسألة القطرة التي أفاضت الكأس ، وحتى لا « تكثر الرياس وتغرق السفينة « فقد قررت الانسحاب من مهامي كنائب رئيس للجمعية في صمت ودون ضوضاء حتى لا يؤثر ذلك بالسلب على مسيرة وأجواء النادي . وما زاد في إصراري على هذا القرار تلك الصلاحيات المفرطة للمدير الرياضي الذي فشل في فرض الانضباط على بعض اللاعبين الذين أصبحوا يتصرفون مع النادي الذي منحهم الشهرة بعقلية التمرد واللامبالاة .

ماذا تقصد « بجبهة ترفض الإصلاح « داخل الفريق ؟

يدرك الجميع حقيقة الأمور وما يحدث بالنادي ، هي فئة تريد التمعش من الجمعية وتحاول إيهام رئيس الجمعية بأن الأمور تسير على أحسن وجه بالفريق . حيث يتم التكتم على سوء تصرف اللاعبين ، حيث تمكن كل من يرغب منهم في المغادرة من تحقيق رغبته في ظل العجز عن الإحاطة بهم مثلما حصل مع فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي وحتى اللاعبين الذين بقوا مثل منصر والمعلول فقد فرضوا على الهيئة المديرة الشروط التي أرادوها رغم المعرفة المسبقة بعدم قدرة الفريق على توفيرها عملا بمبدأ « شرط العازب على الهجالة «.  والتاريخ أثبت صحة ما أقول حيث اضطرت الهيئة أخيرا على السمح لهما بالخروج في ظل الأزمة المالية والعجز عن مواصلة تمكينهما من مستحقاتهما المالية .

هل كنت تعتقد بأن الأمور ستصل إلى هذه المرحلة من الأزمة العميقة؟

أكيد جدا ، وإلا ما كنت انسحبت منذ الموسم الفارط . فما يعيشه الفريق الآن كان منتظرا بسبب السياسات الفاشلة في التعامل مع مختلف مكونات النادي وخاصة اللاعبين . لقد سبق لي أن أشرفت على تكوين وتأطير لاعبين أفذاذ مثل المرداسي والنفطي وقمامدية والبرقاوي وصوما نابي ولطفي السعيدي وفاتح الغربي وأمير الحاج مسعود وغيرهم ... ولكن رغم الأسماء الكبيرة فقد كانوا مثالا للانضباط في ظل السياسة التي اعتمدتها معهم آنذاك كما حققت معهم أغلى الألقاب أبرزها التتويج بكأس الكنفدرالية الإفريقية في سوسة ... وهي ثمار وحدة الصف وتكاتف مجهودات مختلف الأطراف في تلك الفترة. 

هل هذه النقاط وحدها سبب الأزمة بالفريق ؟

التسيير الهش يساهم بقسط كبير في أزمة النوادي وهي الظاهرة المتفشية في النادي الصفاقسي في المواسم الأخيرة . كما لا أنكر دور الأزمة المالية في تفاقم حدة المشاكل وغياب الدعم من طرف رجال الجهة . لكن ما أنتقده بشدة هورفض الهيئة المديرة الحالية الكشف عن حجم الديون بوضوح حتى يعرف الراغبون في الترشح لرئاسة الفريق ما ينتظرهم .

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا