برعاية

من نار الحروب إلى "ريو": قصة 10 لاجئين يحملون راية "السلام" فى الأولمبياد

من نار الحروب إلى "ريو": قصة 10 لاجئين يحملون راية "السلام" فى الأولمبياد

«سفير السلام» هكذا يصف الجميع الرياضة، خاصة أنها أحد أهم أسلحة تعزيز السلام بين الدول، حيث تلعب دوراً بارزاً فى التقريب بين الشعوب والمجتمعات، وترجمت اللجنة الأولمبية الدولية الشعار إلى واقع ملموس، بعد قرارها التاريخى بتشكيلها لأول فريق للاجئين للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية بمدينة ريو دى جانيرو البرازيلية، التى انطلقت أمس الأول، الجمعة.

الفريق مكون من 10 لاعبين يضم 6 رياضيين و4 رياضيات من سوريا وجنوب السودان والكونغو وإثيوبيا، فى منافسات ألعاب القوى والسباحة والجودو، لتتيح لهم الفرصة لنشر قضيتهم، ولفت الأنظار إلى أزمتهم ومنحهم فرصة ليصبحوا أملاً مشعاً لذويهم الذين يعانون من نفس أزمتهم، مواجهين الحروب فى بلادهم، ورغم مشاركتهم بأسمائهم غير ممثلين لبلادهم، إلا أن تكريمهم الحقيقى سيكون بعزف النشيد الوطنى الأولمبى خلال مشاركتهم التى يسجلونها رافعين العلم الأولمبى، و«الوطن» تلقى الضوء على قصص العشرة أبطال الذين يصنعون التاريخ مقدمين نموذجاً للعالم بأكمله فى تحدى الصعاب ومواجهة الحرب بالرياضة.

رامى أنيس: بطل عكس التيار

واجه البطل السورى الذى فر من مدينة حلب هارباً من القصف المستمر بصحبة عائلته أواخر عام 2011، ليستقر معهم 4 سنوات بمدينة إسطنبول التركية، ليقرر مع شقيقه اللجوء لإحدى الدول الأوروبية، ليواجها خطر الموت معاً بعد أن انقلب أحد قوارب اللاجئين ليضطرا للسباحة فى بحر إيجة، لمدة ساعة ونصف الساعة حتى استقر بهما المطاف فى بلجيكا التى منحتهما حق اللجوء، ليجد البطل السورى الذى يحمل أفضل رقم لبلاده فى سباق 100 متر فراشة نفسه سابحاً عكس تيار الأزمات، بادئاً حياة جديدة، حافراً اسمه بأحرف من نور فى أهم المحافل الرياضية العالمية.

جيمس نيانج: الطفل الهارب يجد ضالته

قبل أن يتم عامه الثالث عشر، وجد جيمس نيانج نفسه مضطراً للهرب من منزله بجنوب السودان بعد مقتل والده بالحرب، هارباً من مصير الخطف والتجنيد بالقوة كحال باقى الأطفال حينها، ليختار البطل صاحب الـ28 عاماً الفرار إلى أحد مخيمات اللاجئين بكينيا، لينضم لمدرسة العدائين ويكتشف موهبته ليجد بعد ذلك ضالته فى مواجهة واقعه ويصبح أحد المشاركين بأولمبياد ريو دى جانيرو ضمن سباق الجرى فى منافسات 400 متر تحت راية فريق اللاجئين.

يسرا ماردينى: «متحدية الغرق» تنافس العمالقة

تعد اللاجئة السورية يسرا ماردينى أبرز اللاعبات المشاركات بالدورة الأولمبية، بعد أن ألقت العديد من الصحف العالمية الضوء على قصتها الإنسانية الشهيرة، حين أنقذتها العناية الإلهية من الغرق خلال محاولتها الهرب من الحرب فى سوريا من أجل اللجوء إلى ألمانيا هى وشقيقتها، العام الماضى.

وبعد سفرهما إلى لبنان ومنها إلى تركيا، حاول الثنائى مرور البحر فى قارب مطاطى يحمل إلى جانبهما 18 لاجئاً، ما جعل محرك القارب يتعطل لتضطر إلى القفز من القارب بصحبة شقيقتها ليجدا نفسيهما أمام مصير مجهول ليسبحا لمدة 3 ساعات ونصف الساعة نحو شاطئ جزيرة ليزبوس اليونانية، ليصلا فى نهاية المطاف إلى مدينة برلين، لتجد بعدها يسرا التى أصبحت أيقونة الشجاعة لدى اللاجئين نفسها واحدة ضمن أفضل رياضيات العالم فى لعبة السباحة فى منافسات 200 متر حرة.

بوبول ميسنجا ويولاند مابيكا: الثنائى المكافح

يبدو أن مصير الثنائى اللذين ولدا فى الكونغو الديمقراطية واحداً منذ نشأتهما بنفس المنطقة، ليدفعا ثمن الصراع الذى عاشته بلادهما أواخر التسعينات ليتم تربيتهما بأحد ملاجئ الأطفال بالعاصمة كينشاسا، ليقررا معاً تعلم رياضة الجودو، وبعد اختيارهما لتمثيل منتخب بلادهما ببطولة كأس العالم بالبرازيل عام 2013، كانت نقطة التحول فى حياتهما بعد أن طلبا اللجوء فى البرازيل متهمين المسئولين فى المنتخب باحتجازهما داخل غرفتهما دون أكل أو أموال وبالفعل حصلا على اللجوء عام 2014، ومن المقرر أن يشارك «بوبول» صاحب الـ24 عاماً فى منافسات الرجال وزن 90كجم، فيما تشارك مابيكا فى منافسات وزن 70كجم بالأولمبياد.

باولو لوكورو: حارس الماشية بطلاً

فى جنوب السودان كان يعمل «باولو» فى حراسة الماشية مع أسرته، لم يكن يعرف شيئاً عن العالم سوى وطنه، ولكن مع اشتداد الحرب، اضطر البطل صاحب الـ24 عاماً إلى الفرار إلى كينيا، ليخرج طاقته فى التدريب على العدو فى مدرسة العداءة الكينية الشهيرة تيجلا لوروب، التى تحمل أهم الأرقام القياسية العالمية، ليدخل «باولو»، الذى لم يكن يجد حذاءً يتدرب به فى يوم من الأيام، تحدياً جديداً فى حياته حين ينافس فى مسابقة الجرى بمنافسات 1500 متر بالعُرس الأولمبى.

تيش بور بيل: من الحرب الأهلية إلى «ريو»

عام 2005 اضطرت عائلة تيش لاصطحابه معها إلى مخيم كاكوما للاجئين، هرباً من الحرب الأهلية التى شهدتها جنوب السودان حينها، ليكتشف اللاجئ السودانى موهبته بعد عشرة أعوام كاملة من استقراره فى كينيا، حيث بدأ البطل صاحب الـ21 عاماً تدريبات الجرى والفوز بالمسابقات، ليتحول إلى بطل شعبى بعد اختياره ضمن فريق اللاجئين لينافس فى سباق الجرى فى منافسات 800 متر بالأولمبياد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا