برعاية

شهر الحسم | فالنسيا، المغامرة بسمعة نادٍ عريق!

شهر الحسم | فالنسيا، المغامرة بسمعة نادٍ عريق!

تحليل سوق انتقالات الخفافيش واحتياجات الفريق خلال شهر أغسطس ..

    تقرير  | عمرو عبد العزيز    تابعه عبر فيس بوك   

لم يُكمل الباسكي باكو آيستاران شهرين فقط في تدريب العملاق الإسباني فالنسيا كقائمٍ بالأعمال عقب إقالة مديره الفني الإنجليزي السابق "جاري نيفيل" في منتصف الدور الثاني من الموسم الماضي، بيد أن هذا على ما يبدو كان كافياً لإقناع إدارة اللوس تشيز بقيادة الملياردير السنغافوري بيتر ليم، مالك النادي، بتجديد تعاقد المدرب قليل الخبرة ليبقى على دكة التدريب لعامين قادمين في ملعب الميستايا.

ربما يكون فوزه على كلٍ من إشبيلية، برشلونة وإيبار في 3 مبارياتٍ متتاليةٍ بالليجا في شهر أبريل سبباً لتلك الثقة المُبالغ فيها بالنسبة لمساعد مدرب عمل مع كلٍ من رافا بينيتيز وكيكي فلوريس سابقاً، قبل أن يقرر المضي قدماً كمديرٍ فنيٍ ليبدأ مسيرته مع فريق "تيكوس" المكسيكي المتواضع، والذي قاده للترقي من الدرجة الثانية للدوري الممتاز في موسم 2014/13، قبل أن ينتقل في الموسم التالي لتدريب مكابي الذي فاز معه بالثلاثية المحلية في بلاده ومن ثم يعود عام 2015 لتدريب نادي سانتوس لاجونا في الدوري المكسيكي، إلا أنه لم يستمر معه لأكثر من 3 أشهرٍ قبل أن تتم إقالته لتدهور نتائج الفريق، ليعود بعدها لإسبانيا كمساعدٍ لنيفيل في فبراير الماضي قبل أن يتولى المهمة رسمياً في نهاية الشهر التالي.

على اي حال، فإن السبب الأكثر إقناعاً لتجديد عقد آيستاران -53 عاماً- من وجهة نظري يبقى في كونه اسمٌ صغيرٌ في عالم التدريب، لن يزعج الإدارة السنغافورية بمطالبه الكبيرة في سوق الانتقالات الجارية، في ظل سعيها لموازنة ميزانية الفريق الذي يُعاني تحت طائلة قانون اللعب المالي النظيف، خصوصاً في ظل عدم تأهله للمشاركة في أي بطولةٍ أوروبيةٍ عقب إنهائه للموسم الماضي في المركز الـ12، مما حرمه من دخلٍ مُعتبر، قبل أن يزيد اليويفا من الطين بلةً بفرض غرامةٍ قدرها 20,4 مليون يورو على الفريق جراء استفادته من مساعدات غير قانونية من طرف بلدية فالنسيا، وتوفير قروض دون ضمانات كافية وبنسبة فوائد غير مطابقة لقانون الاتحاد الأوروبي أثناء قيامهم بعملية توسيع رأس مالهم.

 نظرة عامة على سوق انتقالات فالنسيا

صدق أو لا تُصدق، بالرغم من الموسم الماضي الكارثي لفريقٍ كبيرٍ بحجم الخفافيش، وتحطيم العديد من الأرقام القياسية في الهزائم خصوصاً تحت قيادة نيفيل، إلا أن الفريق لم يقم سوى بـ3 تعاقداتٍ فقط حتى الآن، اثنان منهما مجانيان تقريباً، ألا وهما كلاً من رديفي ريال مدريد وبرشلونة "ألبارو ميدران" و"مارتين مونتويا" عل الترتيب، فيما كان التعاقد الأبرز لميركاتو فالنسيا حتى الآن هو الجناح الدولي البرتغالي المخضرم لويس ناني، المتوج ببطولة أمم أوروبا مؤخراً مع منتخب بلاده عقب تقديمه لأداءٍ رائعٍ استعاد به ذكريات تألقه سابقاً بقميص العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد، تحت قيادة مدربه التاريخي، سير أليكس فيرجسون.

وتلك الصفقات لا تكفي إطلاقاً لا من حيث الكم ولا من حيث الكيف لضمان استعداد فالنسيا لخوض غمار المنافسة على العودة لأوروبا في الموسم الجديد، خصوصاً في ظل رحيل العديد من لاعبي الفريق هذا الصيف، بالإضافة إلى قوة الفرق الأخرى المنافسة للخفافيش في الليجا، على غرار كلٍ من إشبيلية، فياريال وأثلتيك بيلباو، والتي حافظت على أبرز نجومها بالإضافة لتعزيزهم بأسماءٍ مهمةٍ خلال الميركاتو الصيفي الجاري.

لويس ناني - 8,5 مليون يورو | رحل النجم البالغ عمره 29 عاماً من الباب الضيق لليونايتد قبل عامين بصورةٍ مُهينةٍ على سبيل الإعارة إلى ناديه الأم سبورتنج لشبونة البرتغالي كجزءٍ من صفقة انتقال المدافع الأرجنتيني ماركوس روخو في الجهة المعاكسة، قبل أن يتم بيع ناني في الصيف الماضي بصورةٍ نهائيةٍ إلى فناربخشة التركي، لينضم إلى زميله السابق في اليونايتد روبين فان بيرسي، ويقودان الفريق لوصافة الدوري العثماني في الموسم الماضي بعد منافسةٍ حامية الوطيس حتى الرمق الأخير مع البطل بشيكتاش، ليستعيد ناني بريقه مُجدداً، مُسجلاً 12 هدفاً وصانعاً لـ13 آخرين خلال 47 مشاركة،  قبل أن يتوج موسمه الرائع بتسجيل 3 أهدافٍ وصناعة آخرٍ خلال 7 مبارياتٍ ضمن حملة منتخب بلاده الناجحة للفوز بلقب يورو 2016 قبل شهرين.

بالتأكيد سيحتاج فالنسيا لنجمٍ بحجم ناني على الصعيدين الفني والمعنوي، فالفريق يفتقد للأجنحة هذا الصيف في ظل رحيل كلٍ من الرباعي: سفيان فيغولي، بابلو بياتي، دينيس تشيريشيف ورودريجو دي بول، وجميعهم ينشطون في مركز الجناح، سواءً على الرواق الأيمن أو الأيسر، مما يجعل لاعباً مثل ناني معوضاً رائعاً لهم، بالنظر لقدرته الفائقة على اللعب على الجناحين بنفس الكفاءة، بالإضافة لاحتياج الفريق لقائدٍ خبيرٍ بحجم بطل أوروبا لمساعدته بخبرته الكبيرة والمشاركة مع قادة الفريق وكباره في توجيه أغلب عناصر الفريق التي تتميز بأصغر معدل أعمارٍ في الليجا وربما في أوروبا بأكملها على مدار العامين الأخيرين.

ألبارو ميدران - 1,5 مليون يورو | ابن أكاديمية ريال مدريد، لعب قبل عامين مع الفريق الأول للميرينجي تحت قيادةالإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي لطالما أشاد به، قبل أن تتم إعارته في الموسم الماضي إلى جاره خيتافي الذي سجل معه هدفين وصنع آخراً خلال مشاركته في 20 مباراة، بينما غاب لمدة 4 أشهرٍ عن الخيتا بسبب إصابته بكسرٍ في الساق، فيما لم يتمكن من إنقاذ أصحاب الكوليسيوم ألفونسو بيريز من الهبوط للسيجوندا ليعود هذا الصيف إلى ناديه الأم ريال مدريد، والذي وجده زائداً عن حاجة مدربه زين الدين زيدان، مما دفعه للموافقة على عرض فالنسيا مع وضع خيار إعادة الشراء في العامين القادمين مقابل 6 ملايين يورو.

يمتلك الشاب البالغ عمره 22 عاماً تشابهاً كبيراً في صفاته مع نجم وسط فالنسيا داني باريخو، فهو أيضاً قدم لفالنسيا من خيتافي الذي انتقل إليه من كاستيَّا ريال مدريد، بالإضافة إلى امتلاكه لقدمٍ يمنى حساسةٍ للغاية ونادراً ما تُخطئ هدفها في تنفيذ الضربات الثابتة سواءً المباشرة منها أو غير المباشرة من أي مكانٍ على أرض الملعب، إلا أنه يفتقد للخبرة التي اكتسبها باريخو -27 عاماً- مع الخفافيش، والتي من المؤكد أنها تحتاج لبعضٍ من الوقت ودقائقٍ أكثر من المشاركة شريطة ابتعاد شبح الإصابات عنه، ليكون مشروع خليفةٍ جديدٍ لقائد فالنسيا السابق.

مارتين مونتويا - مجاناً في صفقة انتقال حر | يعول فالنسيا في الموسم الجديد على انفجار ظهيره الأيمن البرتغالي الشاب جواو كانسيلو صاحب الـ22 ربيعاً، والذي يحتاج لصقل الشق الدفاعي من أدائه ليكون مشروع نجمٍ دوليٍ كبيرٍ في ذلك المركز.. ولهذا، فإن الهدف الرئيسي للمدير الرياضي للبلانكونيجروس "سوسو بيتاريتش" كان يتمثل في الاستغناء عن الظهير المتواضع باراجان، وتعويضه بلاعبٍ يمكن المراهنة عليه مع قبوله بالجلوس على دكة البدلاء إذا ما اقتضى الأمر، وهي الصفات المتوافرة في ابن أكاديمية لاماسيا مونتويا، والذي أعاره البارسا في الموسم الماضي إلى كلٍ من إنترناسيونالي الإيطالي وريال بيتيس الإسباني، بيد أنه لم يتمكن من إثبات ذاته خصوصاً في السيري آ، لكي يعود مُجدداً إلى البلوجرانا الذي قام بفسخ عقده لتسهيل انتقاله إلى الخفافيش ضمن ما رجحت العديد من التقارير أن يكون جزءً من صفقة انتقال نجم البرتغال آندريه جوميش في الاتجاه المعاكس.

مونتويا كان مبشراً مع الفريق الأول لبرشلونة في بداياته، إلا أن ضعفه في الجانب الدفاعي ووجود النجم المخضرم داني ألفيش في مركزه أدى لرحيله عن النادي بحثاً عن فرصةٍ للعب في نهاية المطاف، يمتلك اللاعب سرعةً جيدةً وقدرةً لا بأس بها على التحكم بالكرة وإرسال العرضيات بشكلٍ جيد، بالإضافة لقدرته على اللعب كظهيرٍ أيسرٍ ايضاً في الحالات الطارئة كما شاهدنا مع البارسا في بضعة مناسبات، وبالنظر لتكلفته المجانية، فلا يمكن أن يكون فالنسيا خاسراً في صفقةٍ مثل تلك، اللهم إلا إذا واصل اللاعب البالغ عمره 25 عاماً الانحدار في مستواه ولم يتمكن من العودة إلى الأداء الذي أهله للتواجد ضمن كافة فئات منتخبات شباب إسبانيا، بالإضافة لاستدعاء المدير الفني السابق للمنتخب الأول "فيثينتي ديل بوسكي" له لخوض وديتين مع كبار لاروخا في 2011.

أندريه جوميش - برشلونة - 35 مليون يورو + 20 مليون يورو متغيرات بحسب عدد المشاركات + 15 مليون يورو حوافز متغيرة في حال الترشح لجائزة الكرة الذهبية | إذا قسنا انتقال جوميش من فالنسيا إلى البارسا بناءً على موسمه الأول مع الخفافيش -الموسم قبل الماضي- فيمكننا تقدير حجم الخسارة الفادحة والنقص الكبير الذي قد يفتقده وسط ميدان الخفافيش في الموسم الجديد. إذ كان اللاعب قادراً على الحفاظ على الكرة والركض في كل أرجاء الملعب هجوماً ودفاعاً مع صناعة الأهداف وفي بعض الأحيان تسجيلها بنفسه عن طريق قدراته الكبيرة على التقدم والتمركز بشكلٍ جيدٍ داخل منطقة الجزاء مع مهاراته المميزة في التسديد بكلتا القدمين من مسافاتٍ بعيدة.

ولكن إن أخذنا بعين الاعتبار موسمه الأخير المخيب والمشحون بالإصابات المتوالية في الميستايا، والذي شاب أدائه فيه الكثير من الرعونة، الأنانية، البطء في التفكير والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة، ناهيك عن أرقامه المتواضعة كثيراً بالنسبة للاعب وسط ذي نزعةٍ هجومية، مما أدى لفقدان مكانته الأساسية برفقة منتخب بلاده في يورو 2016 لصالح كلٍ من الشاب الواعد ريناتو سانشيز ونجم سبورتنج لشبونة أدريين سيلفا، فيمكن لجماهير فالنسيا اعتبار الصفقة رابحة، والتفكير في تعويضه بلاعبٍ يُساهم في العمل الجماعي بشكلٍ أكبر بدلاً من التفكير في الحل الفردي في أغلب الأحيان.. ولننتظر ما سيقدمه مع البارسا لكي نحكم على مدى نجاح الصفقة من عدمه في الموسم الجديد.

ألبارو نيجريدو - ميدلسبره - إعارة | كان لابد للمهاجم المخضرم -31 عاماً- من الرحيل عن الميستايا، فلم يتمكن الدولي السابق في لاروخا من الظهور بنفس قوته التهديفية البارعة التي ظهر بها سابقاً سواءً في صفوف إشبيلية الإسباني أو مانشستر سيتي الإنجليزي، ليكتفي بتسجيل 18 هدفاً وصناعة 8 آخرين فقط على مدار 74 مباراةٍ شارك فيها مع الخفافيش في الموسمين الماضيين، واللذين شهدا معاناته من الإصابات، انخفاض السرعة، زيادة الوزن وتراجع المستوى، ليصبح بديلاً لهداف الفريق الشاب باكو ألكاثير، ويضطر للعودة إلى البريميرليج في صورة إعارةٍ جافة، علَّه يستعيد مستواه البارع الذي دفع فالنسيا لدفع نحو 30 مليون يورو لضمه من السيتيزينس قبل عامين فقط من الآن.

سفيان فيغولي - ويستهام يونايتد - نهاية عقد | رفض الجناح الجزائري الدولي تجديد عقده مع الفريق في الموسم الماضي، وماطل كثيراً مع مسؤولي النادي في الخلاف على الراتب أثناء مفاوضاته معهم لتجديد العقد، لكي ينتهي الاتفاق عند طريقٍ مسدودٍ ويُقرر الرحيل إلى البريميرليج في الموسم الجديد من بوابة الهامرز، واللذين تأهلوا أيضاً لتصفيات بطولة الدوري الأوروبي.

فيغولي -26 عاماً- كان ركيزةً مهمةً لفالنسيا على مدار الأعوام الأخيرة في مركز الجناح الأيمن، وكان خير معوضٍ للنجم المخضرم خواكين سانشيز في تلك الجبهة، بيد أن عدم تقديره بالشكل الكافي من حيث الراتب أو تجاوزه في الاختيار ضمن قادة الفريق كأحد أقدم لاعبيه أدى إلى تفاقم المشاكل بينه وبين النادي وجماهيره التي ثارت عليه في ظل تراجع مستواه بشكلٍ كبيرٍ في الموسم الماضي الذي أصبح خلاله بديلاً لكلٍ من رودريجو مورينو وسانتي مينا، لكي يقرر في النهاية أن يرحل لخوض تحدٍ جديدٍ من أجل استعادة مستواه في إنجلترا.

بابلو بياتي - شالكة - إعارة | رحل الجناح الأرجنتيني القصير إلى الببغاوات في صورة إعارةٍ مع خيار الشراء في الصيف المقبل؛ بحثاً عن فرصةٍ للعب تحت قيادة مدرب إسبانيول الجديد كيكي فلوريس، بعدما تراجعت فرصه بشدةٍ في أولوية اللعب كأساسيٍ برفقة الخفافيش في الموسم الماضي برحيل البرتغالي نونو سانتو، والذي اعتبره ركناً أساسياً في تشكيلته في الموسم قبل الماضي، والذي احتل فيه بياتي صدارة صانعي الأهداف بين لاعبي الفريق.. خصوصاً أنه فشل في الحفاظ على مستواه العالي لأبعد من هذا الموسم.

أنطونيو باراجان - ميدلسبروه - 2,7 مليون يورو | كان بديلاً للمخضرمين البرتغاليين ميجيل وجواو بيريرا في بداياته مع فالنسيا، قبل أن يتناوب على الأساسية مع مواطنهما الظهير الشاب جواو كانسيلو في الموسمين الأخيرين، بيد أنه قد فشل طوال فترة تواجده على مدار الأعوام الـ5 الأخيرة في إثبات وجوده كظهيرٍ أيمنٍ يعطي الأمان دفاعياً أو يوفر المساندة اللازمة للجناح في الشق الهجومي، مما دعى فالنسيا للبحث عن مخرجٍ له هذا الصيف مع تعويضه مجاناً بمونتويا من صفوف البارسا.

رودريجو دي بول - أودينيزي - 3,1 مليون يورو | وقع موهبة راسينج الأرجنتيني الشاب ضحيةً لصراع وكلاء الأعمال منذ يومه الأول في صفوف فالنسيا، فكان جلب المدير الرياضي السابق روفيتي له سبباً في ضياع مستقبله مع النادي، بعدما دخل الأخير في صراعٍ مع الوكيل البرتغالي الشهير جورجي مينديش، الصديق المقرب لبيتر ليم، والمتحكم الأول في سوق انتقالات الخفافيش من خلف الستار، ليطلب مينديش من صديقه وموكله المدرب السابق لفالنسيا "نونو سانتو" بألا يمنح الفرصة لدي بول، قبل أن يضم جناحين شبان من موكليه مكانه في الصيف الماضي، ألا وهما كلاً من سانتي مينا وزكرياء البقالي، ليتم استبعاد دي بول تماماً من صفوف الفريق ويصبح صديقاً للمدرجات، قبل أن تتم إعارته في يناير الماضي لناديه الأم راسينج  كلوب، ثم يتم بيعه بثمنٍ بخسٍ إلى أودينيزي الإيطالي هذا الصيف.. ومن المتوقع أن ينفجر اللاعب بشكلٍ كبيرٍ في الموسم الجديد من السيري آ، نظراً للمواهب الكبيرة التي يمتلكها في المراوغة، صناعة الفرص، التمرير والتسديد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا