برعاية

أولمبياد «ريو» : 10 أبطال يحملون آمال تونس

أولمبياد «ريو» : 10 أبطال يحملون آمال تونس

مضى أكثر من قرن على الدّورة الأولى من الألعاب الأولمبية في شكلها الحديث ومع ذلك فإنّ هذه التّظاهرة الرياضية الكونية ظلّت الأرقى والأسمى رغم "الدّنس" الذي لحقها جرّاء "التسييس" واستخدام المنشطات وشبهات الفساد التي أحاطت بالمشرفين على التنظيم وفضائح العنصرية والانحرافات الخطيرة عن القيم السّامية التي أوصى "أب" ومؤسس الحركة الأولمبية البارون "دي كوبرتان" بإنتهاجها.

ويشارك أقوى الرياضيين في الأولمبياد. وتنزل أعتى الأمم بثقلها لكسب "المعركة" وإقتسام "العكعة" التي عادة ما تتّخذ أبعادا وطنية وإقتصادية وسياسية. وكثيرا ما تتهاوى الأرقام القياسيّة. ويؤتى المتوّج بالميداليات الذهبية وحتى الفضية والبرونزية بمجد كبير سواء كان ذكرا أوأنثى وهو ما نجح في تحقيقه عدّة أبطال أمثال الأكراني "بوبكا" في القفز بالزّانة والعدّاء "بولت" وهو فخر الجمايكا. وشرّفت المغربية نوال المتوكّل كلّ النّساء العربيات والافريقيات في ألعاب "لوس أنجلس" خلال الثّمانينات. ورفعت بعدها بطلتنا الكبيرة حبيبة الغريبي رؤوس التونسيات "الثّائرات" المتحرّرات بعد أن حصدت الإعجاب ومعه الذّهب في الدّورة الأخيرة بعاصمة الضّباب عام 2012.

تاريخيا، ظهرت الألعاب الأولمبية لدى الإغريق. وكان المهرجان الأولمبي يتكوّن في تلك العصور الموغلة في القدم من سباق يتيم بطول 192 مترا. ويشاع أنّ أول فائز يدعى "كوربوس". ويبدو أنه كان "طبّاخا" ماهرا وعدّاء لا يشقّ له غبار.

يعود الفضل الكبير في ظهور الألعاب الأولمبية الحديثة للـ"بارون" "بيار دي كوبرتان". ويعتبر هذا المؤرخ والمدرّس الفرنسي مؤسس الحركة الأولمبية الحديثة ومصمّم أهمّ أركانها مثل الشّعار والعلم. وقام "كوبرتان" بإحياء الأولمبياد الذي ولد في اليونان القديم. وأثمرت المجهودات الخرافية لـ"كوبرتان" تنظيم أوّل دورة أولمبية عام 1896. وكان من الطّبيعي أن تقام في أثينا بحكم أن أرض الإغريق تعدّ المعقل التاريخي والأصلي للحركة الأولمبية التي أصبحت حدثا رياضيا كونيا يجرى كلّ أربع سنوات.

تحتلّ الألعاب الأولمبية مكانة خاصّة في قلوب التونسيين وذلك ليس بسبب قيمها المثالية ونوعية الأبطال المشاركين في هذه التّظاهرة الكونية وإنّما أيضا جرّاء الانجازات التاريخية للغزال الاسمر محمّد القمّودي الذي "بيّض" وجوه كلّ التونسيين في طوكيو مكسيكو ومونيخ. وأذهل العالم. ودوّخ عدّة أبطال معروفين. ورفع ابن سيدي عيش الراية الوطنية عاليا في الألعاب الأولمبية بطريقة جعلت ذكر الخضراء على صغرها على كل لسان. وتولّى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة شخصيا تكريمه على انجازه العظيم الذي أصبح مصدر إلهام وفخر للأجيال المتعاقبة ولكل التونسيين من بنزرت إلى بن قردان.

بدأت المشاركات التونسية في الألعاب الأولمبية منذ عام 1960 في إيطاليا. وتمكنّت بلادنا من الظّفر بعشر ميداليات بين ذهب وفضّة وبرونز وذلك بفضل الألعاب الفرديّة المتألّقة على الدوام رغم التّهميش الإعلامي وضعف التمويل في ظلّ الهيمنة الكبيرة للرياضات الجماعية وبصفة خاصّة كرة القدم التي ستكون غائبة عن دورة "ريو دي جينيرو" البرازيلية بين 5و21 أوت القادم وذلك بفعل جامعة الجريء وماهر الكنزاري ونزار خنفير الذين اغتالوا حلم المنتخب الأولمبي لكرة القدم في بلوغ "الريو".

لم تتمكّن سوى قلة قليلة من أبطالنا في الصعود على البوديوم في الألعاب الأولمبية وذلك دليل قاطع على أن التألق في هذه التظاهرة الكونية التي تستقطب نظريا صفوة الصّفوة يحتاج إلى عمل جبّار يدوم أحيانا عدّة سنوات. ومن الواضح أن البلدان التي فرضت ألوانها وهيمنتها في الدّورات السّابقة آكلة الأخضر واليابس حاصدة المئات من الميداليات مثل الولايات المتّحدة الأمريكية والألمان والطليان والفرنسيين والرّوس والصّينيين لم يصعدوا على منّصات التتويج من عدم بل أنّهم أتقنوا اللّعبة. وأمسكوا بكل قواعد "صناعة الأبطال".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا