برعاية

بعد أن وضعتنا القرعة في المجموعة الاسهل :المونديال أمل كلّ التونسيين بعد سنوات الفشل

بعد أن وضعتنا القرعة في المجموعة الاسهل :المونديال أمل كلّ التونسيين بعد سنوات الفشل

تعرّفت تونس على هويّة منافسيها في التّصفيات المؤهلة لمونديال روسيا عام 2018 وذلك في انتظار أن تستعيد هويّتها الكروية المسلوبة سلاحها مواهبها التي لا تموت وكفاءة مدرّبها وجماهيرها الوفية رغم الداء. وسيصطدم المنتخب الوطني بغينيا وليبيا الشّقيقة والكونغو الديمقراطية. وتجاوب السواد الأعظم مع هذا الحدث بتفاؤل كبير وارتياح منقطع النّظير بإعتبار أنّ فريق «كاسبرزاك» وقع في مجموعة سهلة على الورق. وتبدو حظوظ تونس من النّاحية النّظرية والمنطقيّة والتاريخية كبيرة لفرض سيطرتها واعلاء كلمتها ورايتها في هذه المرحلة المفصلية من السّباق الأهمّ والأغلى في مشوار الـ»نسور».

تراهن تونس على تقاليدها المعروفة في التّصفيات المونديالية ونجاحها في كسب الرّهان وبلوغ كأس العالم في أربع مناسبات. كانت الأولى بطعم العسل زمن الشتّالي والعقربي وطارق وغميض والكعبي وذويب وبقيّة المبدعين الذين تألقوا في الأرجنتين. وأذهلوا المكسيكيين والبولونيين والألمان. وكانت المشاركات الأخرى مناسبة فريدة لترفرف راية البلاد في بلد الأنوار واليابان وألمانيا. وتنتعش الخزينة التونسية وذلك بغضّ النّظر عن النتيجة التي نقطة يتيمة في كلّ الدورات. كما أن المنتخب يملك في نسحته الحالية جيلا من اللاعبين الموهوبين الذين لا يستهان بإمكاناتهم. ولا جدال حول قدرتهم على تحقيق أحلام التونسيين من بنزرت إلى بن قردان والعبور إلى المونديال بعد غياب طويل وفشل ذريع خلال السّنوات الأخيرة التي كانت خلالها الحصيلة هزيلة بفعل فاعل. ولاشكّ في أنّ هذا الجيل يحمل على عاتقه مسؤولية تاريخية وأمانة ثقيلة بحكم أنّ الجماهير الرياضية متعطّشة للأجواء المونديالية وغير مستعدّة للوقوف كرها في طابور المناصرين لمنتخبات افريقية وعربية أخرى بعد أن خذلهم منتخب بلادهم في دورتي جنوب افريقيا والبرازيل.

قلنا إنّ تونس محظوظة لوقوعها في مجموعة سهلة على الورق ومع منتخبات في المتناول من الناحية المنطقية لكن ذلك لا يعني أبدا أنّ الطريق نحو موسكو ستكون مفروشة بالورود بل أنّها ملغومة بالفخاخ ومزروعة بالأشواك. ولن تكون منافساتها محسومة لفائدة الخضراء كما يتصوّر البعض. ومن المعلوم تاريخ الخصوم متواضع في المونديال مقارنة بما هو موجود في سجل منتخبنا. ومازالت غينيا تطارد حلم التأهل لهذه التظاهرة الكونية للمرّة الأولى في حياتها. وتلهث ليبيا الشّقيقة والجريحة أكثر منّا بفعل الفوضى وراء الهدف ذاته. ويعود آخر عبور للـ»فهود» الكونغولية إلى السبعينات تحت اسم الزائير آنذاك. وأثبتت التجربة في المقابل أنّه لا وزن للتاريخ. ولا قيمة لأمجاد الماضي في كرة القدم التي تلقّت من خلالها الكرة التونسية دروسا قاسية وصفعات قويّة. ويكفي أن نستحضر الجراح العميقة التي أصيب بها المنتخب بفعل بوتسوانا والمالاوي والرأس الأخضر... وغيرهم من المنتخبات التي توهّم المسؤولون والفنيون في جامعتنا أنّها مغمورة ومغلوبة على أمرها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا