برعاية

في الصّميم :الكرة التونسية تدفع ثمن الصراع بين الجمعيات والجامعة والوزارة

في الصّميم :الكرة التونسية تدفع ثمن الصراع بين الجمعيات والجامعة والوزارة

ليس من الصّعب على المتابعين للشأن الرياضي في تونس أن يلاحظوا الصّراع المرير والعلني بين الجمعيات والجامعات وبقيّة الجهات المعنيّة على استعراض العضلات واثبات القوّة واستخدامها للأسف الشّديد على الوجه الخطأ.

وتتوهّم جامعة كرة القدم مثلا أنّها «قوّة عظمى»، صلاحياتها واسعة. ويدها طائلة. ولا يقدر أحد على زعزعة أركانها حتى وإن كان أعلى منها شأنا مثل الوزارة واللّجنة الوطنية الأولمبية بل الدّولة نفسها عاجزة عن التّصدي لـ»تغوّل» هذا الهيكل رغم فشله الذّريع وتسبّبه في «كوارث» كرويّة لا عهد لنا بها.

وقعت الوزارة وهي المشرف الأعلى على رياضتنا وشبابنا في الخندق ذاته. وتحرّكت لممارسة نفوذها وخنق الجامعة لتؤكد بذلك أنّها الأعلى في هرم السّلطة لكنّها استغّلت صلاحياتها على الوجه الخطأ. وكدنا نتورّط مع الـ»فيفا» وهي «الفزّاعة» التي تستخدمها الجامعة لحماية ملكها تحت غطاء الفصل بين السياسة والرياضة في بطولة تورّط جميع زعمائها في لعبة السّياسة. ويراسل قائدها الأعلى أقوى الأحزاب في السّاحة. وتلك مفارقة أخرى عجيبة في كرتنا.

رفضت اللّجنة الأولمبية التي من المفترض أن تكون أرقى وأرفع الهياكل الرياضة في البلاد البقاء خارج حلبة الصّراع على اثبات القوّة. وأصدرت الفتاوى. وحشرت نفسها مثلها مثل جامعة كرة القدم والوزارة في خلافات قانونية ظاهرها لا يزيد عن الاصلاح والتقويم وباطنها رغبة في اظهار قوّتها وتأكيد فاعليتها وزعامتها. وتخوض الجمعيات وبصفة خاصّة «الحيتان الكبيرة» التي تحتكر البطولة منذ أكثر من ثلاثة عقود «معركة» ضارية وأزلية حول التتويجات والزّعامات. وتزعم كل واحدة أنّها الأعتى محليّا وقاريّا. وكثيرا من نسمع جعجعة ولا نرى سوى الاخفاقات والخيبات. وإنّ الخروج المذل لفرسان الخضراء من المسابقة الافريقية الأغلى والأهمّ وغيابهم عن المونديال خير دليل على ما نقول.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا