برعاية

في الجولة الأولى من المجموعات..وسط كرواتيا الأميز على الإطلاق

في الجولة الأولى من المجموعات..وسط كرواتيا الأميز على الإطلاق

تقدم منتخبات اليورو مستوى جيداً في النسخة الحالية، ويرتفع نسق الأداء من مباراة إلى أخرى، في جولة أولى من دوري المجموعات تبدو مميزة على الصعيدين الفني والتكتيكي، مع نقطة سوداء واحدة تخص الشغب الجماهيري في مدينة مارسيليا، بعد الحرب الإعلامية بين الروس والإنجليز، لكن على أرض الملعب يختفي كل هذا الضجيج، ويركز الجميع على تقديم بطولة مثالية، حتى موعد المباراة النهائية في باريس.

قدم المنتخب الإيطالي العرض الأفضل في المرحلة الأولى من المجموعات، مع فوز مهم ومستحق للمنتخب الألماني على حساب الأوكران، بينما خطف بيكيه الفوز للإسبان في الدقائق الأخيرة، في عرض فني رفيع المقام من جانب الكابتن إنيستا، ليؤكد الثلاثي الكبير أنه سيواصل المنافسة حتى الرمق الأخير في الصيف الحالي.

وبعيداً عن المرشحين الكبار، لعبت كرواتيا مباراة مثالية في كافة تفاصيلها، وحقق المنتخب المميز انتصاراً قوياً على حساب الأتراك، مع تفوق واضح للمدير الفني، أنتي كاسيتش، على الإمبراطور، فاتح تريم، التركي الغاضب الذي فشل تماماً في إيقاف مفاتيح لعب الكروات، وعاد فريقه كثيراً إلى الخلف دون فائدة تذكر.

منتخب تركيا ليس بالفريق الضعيف أو الهزيل، حتى وإن كان أقل فنياً من منتخبات عديدة، إلا أنه ينجح في تعويض ذلك بالروح العالية واللياقة الحديدية، لكن قيمة كرواتيا في أنها أجبرت تركيا على اللعب وفق ما تريد، وحولت المباراة إلى مواجهة فنية بحتة بعيداً عن النواحي النفسية، ليضمن كاسيتش التفوق ويعطيه خط وسطه الأريحية الكاملة، لأنه من أفضل خطوط هذه البطولة حتى الآن.

تلعب كرواتيا بخطة قريبة من 4-2-3-1، لكن مع تنفيذ مختلف وذكي، بوضع أكبر قدر ممكن من اللاعبين في منطقة المناورات بالوسط، ويقوم العازف لوكا مودريتش بدور القائد في هذا المكان، لأنه يتحرر أكثر من البقية، ويتمركز كصانع لعب غير تقليدي، لأنه في الأساس ارتكاز مساند، لكنه يصعد في الفراغات ويمرر من مسافات بعيدة، مع قدرة على التوغل في الثلث الهجومي الأخير من أجل التسديد كما حدث في لقطة الهدف.

لوكا ليس الرابح الوحيد، فزميله إيفان راكيتيتش له أهمية واضحة في التكتيك، على الرغم من أنه يلعب كصانع لعب في المركز 10، عكس مركزه الدفاعي في برشلونة. ويركز نجم برشلونة على الضغط المستمر طلباً للكرة، ويحاول بشتى الطرق تضييق الخناق على لاعب ارتكاز المنافس، من أجل حرمانه من اللعب بحرية، ومحاولة قطع الكرة في نصف ملعبه وتنفيذ المرتدة السريعة، فعلها مع إنان لاعب تركيا، وفي الغالب سيعيدها مع بوسكيتس عندما يلتقي الكروات والإسبان في قمة المجموعة.

تضرب تركيا الأطراف عن طريق كل من بروزوفيتش وبيرسيتش على الورق، لكن هذا الثنائي يدخل كثيراً في العمق، من أجل عمل ما يعرف بالـ "أوفرلاب"، أي دخول الأجنحة إلى الداخل لإتاحة الفرصة أمام الأظهرة في الصعود إلى الخط الجانبي من الملعب، ويظهر هذا الفكر بوضوح مع بروزوفيتش، لاعب الوسط المائل الذي يدخل كثيراً إلى المنتصف، لمساندة مودريتش دفاعياً، وترك الجبهة اليمنى أمام سرنا، الظهير الأفضل هجومياً في هذا المجال.

بينما تصبح مهمة بيرسيتش أكبر في صناعة اللعب من الأطراف، إنه الجناح المركزي في طريقة لعب كرواتيا، حيث يحصل على الكرات في أنصاف المسافات بين العمق والأطراف، وتجده في كافة مناطق الثلث الأخير، مع تحوله باستمرار إلى المركز لتشكيل رباعية الوسط الهجومي، رفقة مودريتش، راكيتيتش، وبروزوفيتش.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا