الدوري السعودي «حلمي».. و«جحفلت» الذين سخروا من لهجتي!
برز اسم المعلق المصري بلال علام بشكل لافت هذا الموسم خلال تعليقه على مباريات المسابقات السعودية عبر القناة الناقلة "MBC PRO SPORTS"، إذ سرق الأضواء من معلقين كُثر، وعلى الرغم من أن الجماهير لم تعتد على تواجد "معلق مصري" لوصف مباريات الدوري السعودي، إلا أن علام استطاع أن يقدم تذكرة عبوره إلى قلوب الجماهير خلال فترة وجيزة، وجمع بين الجودة في الأداء والتلقائية المحببة وكمية المعلومات الدقيقة عن الفرق واللاعبين والتي تفوق بها على كثير من المعلقين، وساعده في ذلك أنه ولد في جدة وقضى طفولته في أحيائها، وهي المعلومة التي تخفى على معظم المتابعين للمسابقات السعودية، بالإضافة لثقافته الرياضية اللافتة للنظر والحيادية من خلال اعطاء كل ذي حق حقه دون البحث عن ارضاء جمهور على حساب آخر، وكل ذلك اقترن بأسلوبه في التعليق من خلال عدم المبالغة بالصراخ وما الى ذلك.
دوريكم الأقوى عربياً.. و«رجاوي» أحرجتني!.. وصلاح «جوهرة» ثمينة
علام الذي بدأت علاقته مع كرة القدم مراسلاً ووكيلاً لأعمال اللاعبين حتى انتهى به المطاف معلقاً ليس حديث عهد بالكرة السعودية، إذ سبق وأن علق على مبارياتها عام ٢٠٠٨م عبر ART، فيما يعتبر وصفه وتعليقه على المنافسات السعودية "حلماً" يستمتع به الآن، ويؤكد علام بأنه يجيد التعامل مع تعليقات الجماهير السعودية حوله وكلماته ومصطلحاته مشدداً على أن "الطقطقة" ملعب مشترك بيننا كمصريين وسعوديين تحديداً.
المعلق المصري لا يطور نفسه.. وشوبير اكتشف موهبتي
"الرياض" حاورت بلال علام الذي أثار جدلاً واسعاً حوله، قبل أن يثبت بأنه أحد أفضل المعلقين وهو ما جعله يتواجد للتعليق على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الأهلي والنصر، وقلبت معه عدداً من الملفات من خلال الحوار التالي:
في البداية نرحب بك.. ونريد ان تحدثنا عن نفسك وعن علاقتك بكرة القدم؟
بلال أحمد علام، ٣٢ عاماً، بكالوريوس إعلام، متزوج ولله الحمد وعندي عاليا وأحمد، أخ لثلاثة بنات وولدين، والدي خبير اقتصاد إسلامي، وأمي ربة منزل، زوجتي إعلامية سابقة، وأنا معلق رياضي.
يخفى على الكثير انك في وقت سابق كنت وكيل أعمال للاعبين.. ماذا عن تلك التجربة ولما تركتها على الرغم من انها تدر أموالاً طائلة؟
صراحة لم أوفق ولم أصبر.
وما السر وراء اختيارك التعليق من بين المهن الرياضية التي مارستها؟
عشقي منذ الصغر للتعليق، كنت أسير على أقدامي للمدرسة وأنا ذاهب لها أرسم سيناريو شوط أول، وفي العودة الشوط الثاني، ولا ألعب الـ"بلاي ستيشن" بمزاج إلا وحيداً لأعلق لنفسي.
منذ متى بدأت التعليق.. ومن هو الذي اكتشف موهبتك؟
عام ٢٠٠٧م، واكتشفني الكابتن أحمد شوبير.
وبمن تأثرت من المعلقين الرياضيين؟ ومن هو المعلق الذي تعتبره قدوة لك؟
تأثرت بخالد الحربان وعدنان حمد وميمي الشربيني، وقدوتي حاتم بطيشة.
تواجدت هذا الموسم للتعليق على المسابقات السعودية.. كيف كانت التجربة؟
أراها البداية، ولست أنا من يقيمها بل الجمهور، وشخصياً راضٍ إلى حد ما عنها ولكنني أمتلك المزيد الذي لم أقدمه بعد.
بعد تعليقك على أول مباراة وكان طرفها حامل اللقب النصر واجهت كمية سب وشتم هائلة في حسابك بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.. ألم يحبطك ذلك وكيف تعاملت معه؟
نهائياً، بل كنت متوقعاً أكثر منه، لأنه لم يسبق لأي معلق مصري التعليق على الدوري السعودي، فطبيعي عندما تحضر يأتيك ذلك، وقبل أن أحبط قطعت عهداً على نفسي أن أتقبل النقد إلا السب بالألفاظ البذيئة.
كانت لك تجربة سابقة ايضاً في التعليق على الدوري السعودي.. في أي عام واي قناة كانت وما الفرق بين التجربتين؟
عام ٢٠٠٨م مع راديو وتلفزيون العرب ART، والفرق وقتها كان هناك ثلاث قنوات تنقل وبدائل كانت كثيرة، الآن الوضع مختلف فأنا أعلق على قناة تمتلك الحقوق حصرياً.
لكن معظم الجماهير السعودية لم تعرفك الا هذا الموسم.. مع انها تعرف من المصريين حمادة امام والغول وعلي محمد والطيب وغيرهم؟
شيء جيد، الحمد لله الآن يعرفونني جيداً.
وماذا عن مفاوضات MBC PRO SPORTS معك؟
بدأت في شهر رمضان الماضي، بعرض قدم لي مباشرة والموضوع تم خلال ثلاثة أيام بالضبط.
الأمور المادية هل هي من قادتك للتواجد في mbc؟
نهائياً، والله العظيم هذه الفرصة كنت أحلم بها وها هي ولله الحمد أتت وأعيش الحلم الذي لا أريد أن يتحول إلى كابوس.
وهل استشرت احداً من زملائك المعلقين حول المنافسات السعودية في الفترة الحالية وطبيعتها قبل توقيعك؟.. ام انك كنت مدركاً لكافة الأمور؟
استشرت صديقي الروحي عدنان حمد، ابتسم وقالها بالنص: "عمي توكل على الله هناك الجمهور والكرة والمستقبل".
كنت تواجه السب والشتم والاساءات ببرود اعصاب وترد على الجماهير بطريقة فكاهية حتى انك تذكر بعض الكلمات التي توجه اليك مما اكسبك محبة لدى الجماهير.. كيف استطعت فعل ذلك؟
من يشتمك ويسبك إما جاهل أو مندفع أو راعي "شوو" ومنظرة، لا أرد وأكتفي بالحظر، أما الطقطقة فهذا ملعب مشترك بيننا كمصريين وسعوديين تحديداً، ولكن إلى الآن أتحسب كلما سنحت لي الفرصة على شخص تطاول في حق ابنتي قبل مباراة "ديربي" جدة، وهذا لن أسامحه ما حييت.
"المعلق المصري" يعتبر تواجده في المسابقات السعودية أمراً جديداً على الجماهير لأنها اعتادت على المعلق الخليجي.. فهل سبب ذلك لك نوعاً من الصعوبة؟ وهل كانت مغامرة منك؟
بالعكس ولا صعوبة ولا شيء، اللهجة المصرية معروفة وسهلة، لكن طبعاً مغامرة وأنا أعرف ذلك جيداً فمصطلح من دون قصد قد يبعدك عن التعليق نهائياً.
بمناسبة الحديث عن المعلق المصري.. كيف تراه اليوم مقارنة بالخليجي ومعلقي المغرب العربي؟
المعلق المصري لا يذاكر، يقلد، لا يطور من نفسه، ولا يقرأ كثيراً، وهذا يضعه في ذيل الترتيب مع المدرسه الخليجية والمغربية، باستثناء أحمد الطيب الذي وثقّ لنا حضوراً في المنطقة العربية بقوة بفضل مدرسته الخاصة به.
الجماهير السعودية ذوقها صعب ولدينا كمية كييرة من التعصب.. ومع ذلك تمكنت من تقديم أوراق اعتمادك كمعلق مميز يحظى بقبول كبير.. حدثنا عن ذلك؟
أتمنى ذلك وأرجو من الله أن أعجبهم، ولكن أنا في حياتي ضد التعصب فالكل عندي سواسية، ما أراه أقوله.
بعض المصطلحات والكلمات التي كنت تنطقها باللهجة المصرية خلال تعليقك مثل "نقران وقحفلي" اخذت أصداء واسعة.. حدثنا عن ذلك؟
بعض الجماهير لا تعرف كثيراً عن اللهجة كما قلت لك، سخروا في البداية لكني "قحفلتهم" وعلمتهم اياها.
هل كنت تتوقع ان تحقق نجاحاً كبيراً منذ أول موسم مثلما هو الحال الآن؟ ولماذا؟
الحمد لله بفضل دعم الإدارة ومساندتها لي إنزاح عبء كثير عني، ولكن حتى هذه اللحظة لم أر أنني نجحت، فمازلت في أول المشوار.
معظم المباريات التي علقت عليها إن لم يكن جميعها كانت من الاستوديو في دبي.. ما الفرق بين الاستوديو وكابينة التعليق في الملعب؟ وكمعلق ما الأفضل لك ولماذا؟
الفرق الجمهور وأجواؤه، والأفضل لي الملعب بالتأكيد.
تمتلك معلومات ممتازة عن أنديتنا ودورينا ولا نبالغ إن قلنا بأنك تفوقت بها على معلقين سعوديين.. ما السر في ذلك؟
أنا من مواليد جدة، وعشت فيها طفولتي وتنقلت بين شوارعها وأحيائها، وأول كرة ودوري شاهدته وتعلقت به هو الدوري السعودي، أقرأ الجرائد يومياً وأتابع القنوات السعودية منذ أن كنت صغيراً.
دائماً تتغزل بالدوري السعودي.. فهل تراه فعلاً أقوى دوري عربي على الصعيد الفني؟ أم أن إثارته خارج الملعب هي من جعلته الأفضل؟
نعم هو الأقوى عربياً في كل شيء داخل الملعب وخارجه.
بطولة الدوري غابت عن من اعتادوا عليها الهلال والاتحاد والشباب، ففاز الفتح ثم النصر مرتين ثم الأهلي، برأيك من ترشح ليكون بطلاً للدوري في الموسم المقبل؟
الله أعلم أنت أجبت، والإثارة تعلمك درساً مهماً بأن لا تتكهن.
ما أصعب مباراة علقت عليها، وأين تكمن صعوبتها؟
نجران والرائد، لأني كنت أتمنى بقاء الاثنين.
وما الحدث الأبرز في هذا الموسم؟
استقالة رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي.
