برعاية

سؤال في الصّميم:متى ترتقي التلفزات المحليّة إلى مستوى الانتظارات؟

سؤال في الصّميم:متى ترتقي التلفزات المحليّة إلى مستوى الانتظارات؟

تقتحم الصّورة كلّ البيوت التّونسية من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب. وتكسر حاجز اللّهجات واللّغات. وتستقطب كلّ البشر سواء تعلّق الأمر بالمثقّفين والمتعلمين أوالأميين أوالرياضيين أوالطّفل الصّغير أوالشّيخ الكبير...

وهذه «النّعمة» التي تتمتّع بها تلفزاتنا المحليّة العمومية والخاصّة بفضل «الصّورة التي تعادل ألف كلمة» يهدّدها خطر التحوّل إلى «نقمة» في ظلّ الاستعمال الخاطىء في بعض الأحيان لهذه «القوّة» التي تفتقدها للأسف الشّديد وسائل إعلام أخرى مثل الإذاعات والصّحافة المكتوبة...

نفقات خيالية مقابل بضاعة متواضعة

تقدّر نفقات تلفزاتنا المحليّة القديمة منها والفتيّة بالمليارات على ملف اقتناء حقوق البثّ التلفزي للمقابلات، وامتلاك حقّ الدخول للملاعب. ومن المعلوم أنّ الجامعة التونسية لكرة القدم متعاقدة مع التلفزة الوطنية (وهي القناة الأمّ والشّريك الأهمّ) وأيضا «التّاسعة» و»الحوار التونسي» و»حنّبعل». وكان من المنطقي أن تقدّم هذه التلفزات لمشاهديها بضاعة جيّدة، وصورة عالية الجودة، وتحاليل فنيّة راقية، وتعليقا يسلب الألباب حتّى وإن كانت أغلب مقابلاتنا بلا طعم...

تخلّت تلفزتنا الأمّ عن «البنفسجية» بعد اندلاع «الثّورة التونسية». واجتهد القائمون البرامج الرياضية لإحداث «انقلاب» كبير لتكون البضاعة المقدّمة أكثر جرأة وتميّزا، لكن هذا الحلم مازال بعيدا عن الوطنية آلاف السنوات الضوئية طالما أنّ «إمام النّسابين» مازال يحرق أعصاب المشاهدين بتعاليقه الباردة برودة «موسكو»، وطالما أن «الأحد الرياضي» - وهو أعرق برامجنا ومحطّة مرّ منها أشهر المقدمين والمعلقين – أصبح سوقا مفتوحة للمنشطين والفنيين، وطالما أن كلّ المعلقين والمقدمين يعتمدون في عملهم على «المرجع الأكبر» في الأرقام... وتمّ بعث فقرة جديدة في البرنامج تجمع بين الجدّ والهزل على طريقة ابن المقفّع - وهو استنباط تتنافس فيه تلفزاتنا- ولئن تضمّنت هذه الفقرة بعض اللّقطات الجديرة بالمتابعة، فإنّ الحديث عن ابنة «برلسكوني» في حلقة ليلة أمس الأوّل بتلك الطّريقة الغريبة (تحت غطاء الجرأة والإضحاك) يجعلنا نطرح السّؤال التّالي: هل نحن في تونس الحدّاد وصاحبة السبق في تحرير المرأة أم في بلد خليجي مازال الجدل فيه متواصل حول حقّ المرأة في دخول الملاعب والقاعات الرياضية، و»تحمرّ» فيه العيون لرؤية بنات حوّاء في المدرجات؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا