برعاية

اليوم في الكونغو :رجال «الستيدة» يتحدون «جحيم مازمبي»

اليوم في الكونغو :رجال «الستيدة» يتحدون «جحيم مازمبي»

من قال إنّه لا مجد في افريقيا لمن قلّ ماله؟ من يصادر حقوق الـ»صّغار» في صعود الجبال، ودخول التّاريخ من أوسع الأبواب تحت ذريعة ضعف الحال؟

لقد فنّد فارس قابس وتونس كلّ النّظريات. وكذّب جميع التّكهنات التي تنبأت بسقوط «الستيدة» بالضّربة القاضية في المسابقة القاريّة قياسا بتجربتها الفتيّة في الكرة الافريقية، ومحدودية مواردها المالية، وضعف بنيتها التحتيّة، و»جهلها» التّام بقواعد لعبة الكواليس التي يحذقها «كبار» قومنا وأسياد قارتنا أمثال «مازمبي» «مويز».

في هذا الزّمن الكروي «الذي لا يسمّى»، ظهرت «معجزة» «القوابسية» الذين تخلّصوا من الإنهزامية. وبلغوا المرحلة النّهائية من سباق «الأميرة» التونسية قبل القيام بثلاث «غزوات» قاريّة ناجحة على حساب الماليين والغينيين والزّمبيين، وذلك وسط تصفيق كلّ التونسيين وذهول المتابعين المنبهرين بهذه النّجاحات الاستثنائية في جمعيّة لا عهد لها بالمنافسات القاريّة. وتقتات من فتات المجمّع الكيمائي. و»خذلها» المدعّمون. وفرضت عليها الظّروف جمع «التّبرعات» لإنقاذ حلم الجماهير «القابسية» في كأس الـ»كاف» التي تشارك فيها جمعيات افريقيّة وتونسيّة قويّة. وتتمتّع بـ»الأقدمية».

اليوم يتزوّد فريق عاصمة الحنّاء بالأمل. ويتسلّح بعزيمة الرّجال. ويشمّر على ساعد الجدّ. ويرفع شعار التّحدي في وجه العنيد والقوي «مازمبي» الذي أبكى «شيخنا». وجرح كبرياءه في نهائي أسود في تاريخ كرتنا. وسلب الخصم ذاته من نجمنا الوضّاء لقب «السّوبر» الافريقي. ويدرك أبناء قابس أنّ الأقدار كانت ظالمة ظلم الحكم لوصيف في نهائي الكأس، وأنّ القرعة التي وضعت أبناء لسعد الدريدي أمام «الغربان» الكونغولية كانت قاسية قسوة الظّروف الماديّة التي يعيشها ممثّل الواحات وصانع الأفراح و»المعجزات»، ومع ذلك فإنّ الطّموحات «مشروعة»، والأماني ممكنة أمام خصم لنا معه حكاية طويلة، ومليئة بالإستفزازات والاتّهامات و»الثارات»...

تؤكد كلّ الوقائع أنّ «القوابسية» سيواجهون جمعيّة شديدة البأس. وعانقت العالمية. وتعاقدت مع الكؤوس. وتحذق لعبة الكواليس. وكسرت مرارا وتكرارا شوكة الرؤوس الكبيرة في خريطة الكرة الافريقية. ويقودها رئيس بل «إمبراطور» أشهر من نار على علم. ويملك مال قارون، ولكن سفير تونس آمن بأنّ النّجاح ممكن رغم الضّيق، ورغم الفوارق الواضحة بين المتراهنين على كأس الكنفدرالية. ولاشكّ في أنّ «ستيدة» الدريدي والجماعي و»القوابسية» بل مفخرة كلّ التونسيين من بنزرت إلى بن قردان قادرة اليوم على قهر الصّعاب، والصّمود في وجه «الغربان» المتسلّحين بالتاريخ والنّجوم والمال والجمهور، والمتحصّنين بملعب «لوبومباشي». ومن المؤكد أنّ نجاح «القوابسية» في إقتلاع انتصار تاريخي ضدّ «مازمبي»، أوحتّى الخروج بتعادل ثمين من «لوبومباشي» قد يعبّد الطّريق أمام «الستيدة» للعبور إلى دور المجموعتين خاصّة أنّ رجال ونساء قابس سيقفون كعادتهم وقفة رجل واحد في مواجهة الإياب في تونس، ومن المستحيل أن يتنازلوا عن حقّهم في العبور، وعن حقّنا في الـ»ثأر» من «الغربان» التي كثيرا ما تأذّى سفراء الخضراء من نعيقها المزعج.

كأس الـ»كاف» (ذهاب الدّور ثمن النّهائي مكرّر)

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا