برعاية

اليوفنتوس …نعمة إيطاليا ونقمتها

اليوفنتوس …نعمة إيطاليا ونقمتها

تمكن اليوفنتوس من تحقيق بطولة الدوري الإيطالي بعد الفوز على فيورنتينا بهدفين لهدف وخسارة نابولي أمام روما بهدف متأخر. ليقلب اليوفي معادلات الدوري الإيطالي رأساً على عقب توقعات بداية الموسم التي أوحت بعام كارثي على الفريق الذي خسر أبرز نجومه قبل بداية الرحلة وعانى من انطلاقة بطيئة جداً ، لكنه اليوم بطل إيطاليا المتوج، وأفضل فرقها على الإطلاق.

لفوز اليوفي جانبان ، الأول يدعو للتشاؤم لعدم وجود منافس حقيقي له في إيطاليا، فالفريق ورغم المعاناة والخسائر المتتالية في البداية نهض وانطلق وحقق انتصارات متتالية بالجملة وضعته على قمة الترتيب . لكن ذلك ما كان ليحدث لولا تخبط الخصوم الذين كانوا يسبقونه بمراكز كثيرة على سلم الترتيب وأبرزهم الإنتر الذي تراجع بطريقة غريبة للغاية بعد نصف الموسم، في حين عانى روما من التخبط قبل عودة سباليتي الذي يعمل على إعادة الإمور لنصابها الصحيح لكن طريقه لا يزال طويلاً للغاية. أما نابولي فلم يمتلك النفس الطويل المطلوب رغم تقديمه لكرة ربما تكون الأجمل والأكثر سلاسة في إيطاليا وهو ما انطبق على فيورنتينا كذلك الأمر.وهو ما يعني أن كرة القدم الإيطالية ستبقى بعيدة عن المستوى المطلوب أوروبياً ولفترة غير قليلة وذلك  لعدم وجود فريق قادر على الأقل على مقارعة اليوفي.

عدم قدرة أي فريق في إيطاليا على التمسك بما بمراكزه يعطي دلالة واضحة على ضعف فني وذهني وحتى إداري حيث لا توجد استراتيجية صحيحة للحاضر أو المستقبل . وأكبر مثال على ذلك هو المشاكل بين سباليتي وتوتي في روما والتي تضعضع الفريق وتمنعه من العودة الكاملة إلى الطريق الصحيح ، ولو امتلك روما إدارة بقوة إدارة اليوفي لعرفت كيف تضع حداً لهذه المشاكل ولوقفت بقوة ووضوح في صف المدرب الذي يسعى لإخراج الفريق من ظل لاعب عمره يقارب الأربعين عاماً ويلعب في خط الوسط.

بالمقابل، يعطي اليوفي أملاً لفرق إيطاليا جميعاً بالقدرة على تقديم مستويات مشرّفة دون الحاجة لإنفاق أموال كثيرة جداً كما تفعل فرق أوروبا الكبرى . حيث تمكنت إدارة اليوفي من بناء فريق مميز قادر على مقارعة أوروبا بأكملها وهو ما أثبتته بطولة دوري أبطال أوروبا في العامين الفائت والحالي وبأقل قدر ممكن من الأموال عبر التنظيم الجيد والتصرف بذكاء في سوق الانتقالات. وكان تركيز الإدارة بأكمله على جعل الفريق متفوقاً فلم تنشغل بمهاترات جانبية بين أعضائها كما يحدث في إدارة الإنتر أو في التلاعب على جماهيرها كإدارة ميلان  ولم تسمح للاعبين بتجاوز صلاحياتهم كما يحدث في روما.

اليوفي المتفوق الذي صلح كمثال لكل الأندية الإيطالية ويحطم جميع الأعذار بوجود أزمه اقتصادية تحد من التطور حيث أنه يعاني منها كما يعاني غيره. وعلى أندية إيطاليا أن تنظر للشق السلبي في انتصاره عليها لأنه يكشف أزمتها العميقة دون إغفال الأمل الذي يمنحه لها في إمكانية الوصول لما وصل إليه عبر عمل شاق ومنظم استغرق سنوات عديدة ،إلا أنه بدأ بإرادة صادقة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا