برعاية

صحيفة عكاظ | العالم الرياضي | السحر في ملاعبنا.. «ما يمشي»

صحيفة عكاظ | العالم الرياضي | السحر في ملاعبنا.. «ما يمشي»

تطل ظاهرة «الدنبوشي» بين الحين والآخر على ملاعبنا الكروية، وتدور معها التكهنات والاتهامات، والتخوف من تفشيها، وتنقسم الجماهير الرياضية بين قوة الإيمان بها والسخرية منها.

وعبر هذه السطور نناقش مع عديد من الرياضيين تفشي تلك الظاهرة وظهورها بين الحين والآخر.

«كنت أطلب من مسؤول الملابس تغيير الزي الخاص بنا خشية الدنبوشي، وكنت أعلم بوجود مثل هذه الأمور وأنها تحدث في كل الأندية تقريبا، حيث هناك اعتقاد سائد بأنك لن تفوز ما لم تستخدم الدنبوشي»، بهذه العبارات برهن قائد الهلال السابق صالح النعيمة على وجود الدنبوشي في المجتمع الرياضي من خلال تصريحات سابقة لوسائل الإعلام. ويوافقه لاعب الأهلي أمين دابو، فعلى الرغم من أن السحر يعد مجالا منفصلا عن الرياضة ولا يمت لها بصلة من قريب أو بعيد كون الرياضة تعتمد في مضمونها على المهارة والقوة والإمكانيات البدنية التي تعتبر الفيصل في تمييز طرف على آخر في اللعبة، إلا أن «الدنبوشي» ظل يتردد في الأوساط الرياضية وهو الأمر المنافي تماما لأخلاقياتها التي تعتمد على التنافس الشريف وبذل جهد معتبر من أجل تحقيق النجاح والوصول للهدف.

ونتيجة للتطور في شتى المجالات بما فيها العلم وتوسع المدارك وتلاشي الجهل شيئا فشيئا غابت مثل هذه الأفكار عن الأجيال الحديثة التي لم تعد تلقي بالا لتأثير السحر وأهميته في تغيير نتائج كرة القدم وتحميله أسباب الخسارة أو الفوز، إلا أن الأحداث المتجددة تخبىء بين وقت وآخر قصة تكشف عن بقاء ثلة ممن ما زالوا يعملون به ويؤمنون بتأثيره على نتائج المباريات، وهي ظاهرة أعادها المحللون النفسيون والخبراء الرياضيون لأسباب عدة.

يقول المحلل النفسي والمتخصص في الدراسات والقضايا الأسرية والمجتمعية الدكتور هاني الغامدي إنه من العجيب حقيقة أن يتم تلويث الرياضة في مختلف مجالاتها ببعض المؤثرات اللا ما ورائية مثل السحر أو ما يعرف بالدنبوشي وسواه، كونه في هذه الحالة يتنافى مع موضوع المهارات ويقتل جزئية الزهو النابع من الذات الخارج من المهارة القوية للاعب أو للفريق ومن هنا نتعجب لمن يلجأ لمثل هذه الجوانب.

ومن الناحية النفسية فإن هذه الخطوة لا تعطي إحساسا بالإنجاز كونه مبنيا على عدم وضوح وأساس مختل ولا يمت بصلة إلى ما يعرف بالمثابرة والوصول إلى الهدف وبالتالي ستسحب هذه الأحاسيس والمشاعر الجميلة من داخل النفس حينما يتم الاعتماد على آخر ليست له علاقة بالإنجازات الذاتية الخاصة بالفرد أو الفريق ومن خلال هذا المنطلق تبقى علامة الاستفهام الكبيرة عندما يضرب مفهوم المثابرة والفرح بتحقيق المنجز أو الوصول للهدف المراد بالتفوق في المهارة والإمكانيات سواء كان هذا التفوق فرديا أو جماعيا، من خلال الاعتماد على مؤثر خارجي.

وختم الدكتور هاني الغامدي حديثه بقوله: اللجوء لمثل هذه الأمور يتم من خلال أمرين أولهما اهتزاز ثقة اللاعب أو الفريق وبالتالي يلجأ إلى مؤثر خارجي ليغطي هذا النقص، والأمر الآخر هو البعد عن الاعتماد والتوكل على الله وهو الأساس في كل أمور الحياة، وبناء عليه يكون غشا وتدليسا ويحاسب عليها اللاعب أو الإداري أو غيره كونه يعلم يقينا بأنها من الجوانب المحرمة شرعا، والمجتمع الآن واع بشكل كبير بأن هذه الأمور ليس لها تأثيرات وابتعد كثيرا عنها وهي التي كانت مسار البعض على مدى 40 سنة ماضية ولا يمثل الآن سوى نسبة ضئيلة من الجهلة في ما يخص الاعتراف بهذا الجانب وتأثيراته على النتائج الرياضية لأن المجتمع تسلح بسلاح العلم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا