حكيم شاكر: المهمة المقبلة صعبة والنجاح فيها يحتاج إلى تأهب خاص

مشددا على أهمية تحقيق ثورة في الإعداد

علينا الوقوف على أسباب الصورة المشوشـة للوطني

شدد مدرب المنتخب الوطني الأسبق حكيم شاكر على أن كرتنا بجناحيها، الوطني والاولمبي، بحاجة إلى وقفة جادة لإعادة عجلتيهما إلى (سكة) العطاء الجيد، واصفا واقع الحال، الذي، تمر به تشكيلتنا بـ(غير الجيد)، مشيرا في الوقت ذاته، إلى أن المُهمتين في التصفيات الحاسمة المؤهلة لمونديال روسيا 2018 والنهائيات الاولمبية في ريو دي جانيرو، لن تكونا يسيرتين، بل ستكونان غاية في الصعوبة. “الملاعب” سجلت هذه الوقفة مع المدرب حكيم شاكر وأطلت من خلال باحتها، على حوار كانت الصراحة في الإجابة على علامات الاستفهام، عنوانا بارزا فيها.

* ما تَقول عن صورة منتخبنا في التصفيات الأخيرة؟

- الصورة، التي ظهر فيها منتخبنا في التصفيات الأخيرة المؤهلة للمحطة المقبلة للمونديال الروسي، كانت “مشوشة” ولم نَجد من فريقنا فيها سواء على الصعيد الخططي أو الفردي، ما يُشعرنا بان الأداء سليم، بل على العكس فقد جاءت الأفكار الأدائية (مشتتة)، ولم نر مستوى جماعيا يُمكن الاعتداد به، وكذلك الحال على المستوى الفردي، حيث بدا الأداء العام باهتا، وتعثرنا في محطات لم يكن من الإنصاف التعثر فيها، وحتى فوزنا في لقاء فيتنام تحقق بصعوبة.

- الأسباب عديدة، ولعل رحلة الإعداد “المربكة” وأيضا عدم الاستقرار على تشكيلة بذاتها كان في طليعة ذلك، لأننا كنا نجد في كل مباراة هنالك تَغيير من 7 إلى 8 لاعبين، وهو أمر صادر الاستقرار عن التشكيلة، وجاء لها بعدم الانسجام، وبالتالي الإخفاق في هضم أساليب الأداء.

* لكن حتى “النجوم” لم يقدموا المستوى المتوقع؟

- هذا أمر مُتفق عليه، وليس الوطني فقط لم تكن الرحلة فيه يَسيرة، وإنما الاولمبي، هو الآخر كان يعاني أيضا، فهو وبرغم تأهله إلى اولمبياد البرازيل، لم يأت بحال أفضل، ومع نيله (بطاقة) المرور إلى النهائيات، إلا انه عانى كثيرا ولم يقنع المتابعين بان مسيرته كانت ناجحة بصورة مميزة، وبرؤية شخصية أَرجع الأمر إلى عدم التخطيط للاستحقاقات الخارجية، بالمستوى المطلوب وإتباع سياسة التأهب السريع.

وبصدد اللاعبين، التقي معك، أن اغلب الأسماء، الذين يُمكن وضعهم في خانة النجوم، لم يقدموا في الاستحقاقات الأخيرة الصورة، التي تَعكس إمكاناتهم الفنية الحقيقية، وبرأيي أن ذلك يعود إلى الضغوط النفسية العالية، التي “أربكت” حساباتهم وأخذت منهم التركيز في الأداء، وشخصيا، كمتابع مختص لم أجد من يونس وعلي وضرغام وهمام المستوى، الذي اعرفه عنهم، فهم لاعبون كبار بينما أداؤهم في التصفيات الأخيرة لم يأت مُنسجما مع أسمائهم ومكانتهم!.

* وهل من معوقات أخرى؟

- إلى جانب، ما ذكرت من رحلة الإعداد القلقة والضغوط النفسية العالية وتَحميلهم وزر أي تعثر، فان هؤلاء اللاعبين يحتاجون إلى أسلوب أداء خاص يكون فيه بقية اللاعبين داعمين ومستثمرين لإمكاناتهم، وهذا الذي َركزت عليه، عندما تصديت لمهمة تدريب المنتخب الوطني، حيث كنت أَضع أساليب تَنسجم مع قدرات جميع اللاعبين، بحيث يَكون احدهم مكملا للآخر وأحرص باستمرار على منح كل لاعب فرصة حقيقية للتعبير عن قدراته، ليكون عونا وسندا للاعب صاحب الخبرة، لا أن يَعتمد الأداء فقط على اجتهاد، اللاعبين (الكبار).

* البعض يرى أن الوقت أزف لاعتزال يونس وأسماء أخرى؟

- صدقني يونس من اللاعبين الاستثنائيين، وأداؤه غالبا لا يَخضع للعمر، فهو اسم مُجتهد ونجم يَصنع الفوز ولكن عندما يكون أداة بيد مدرب يَعي الفلسفة الأدائية الحقيقية ليونس ويعرف كيف ومتى يَستثمر وجوده، ولو تحقق ذلك في المحطات الأخيرة، لرأينا من محمود واقعا مغايرا جذريا، لذلك لا أَجد مبررا في الوقت الراهن للاستغناء عنه، لكن علينا أن نَفهم أسرار عطائه، وكذا الحال مع سلام شاكر، الذي أعتبره من اللاعبين الجيدين وان اعتزاله لم يأت في وقته، طالما انه لا يَزال يَحتفظ بمقومات نجاحه، وربما يكون دافع قراره، نفسيا وليس فنيا.

* المقبل، ما هي رؤيتك له؟