برعاية

الرامي «الأحول»

الرامي «الأحول»

ليست المرة الأولى التي يمتنع فيها لاعبو فريق سعودي عن لعب مباراة بسبب مستحقاتهم المالية، قصة أجانب النصر في موسم 2014، ليلة مواجهة الهلال في ديربي الرياض، ما تزال قريبة من الأذهان، السبب والمتسبب والأبطال هم نفسهم عدا بعض التفاصيل وطريقة المعالجة.

القصتان متشابهتان تماما، وعود بسداد الرواتب، لم يف صاحبها بها، تحولت إلى ما سمي "تمرد"، وهو في حقيقته ليس تمردا، بل مطالبات شرعية استخدمت أدوات غير مقبولة، ربما كانت لصاحبها آخر الحلول، بعد أن عُدمت أي حلول أخرى.

في حادثتي النصر والاتحاد، اختلفت المعالجة، الأول أبعد اللاعبين المتذمرين عن المعسكر، وألغى عقد المحرض باستوس، وبسطت الإدارة هيبتها في النادي.

في أصفر جدة تمت تغطية الحادثة، وحين انتهت المباراة بخسارة قاسية، صدّرت بيانا غريبا قطع كل حبال الوصل بين اللاعبين وإدارتهم ومدرجهم كل على حدة، وفتحت المعارك في النادي جبهات متعددة، بين مؤيدين لما فعله اللاعبون، ورافضين، وآخرون يلومون الإدارة ويدافعون عن اللاعبين، وفئة اتحادية ثالثة لا تلوم ولا تهاجم، تصفق كفا بكف، تبكي حال العميد وما وصل إليه من فرقة وتكتلات مزقته أوصالا في مواجهة المنافسين وفي مدرجه الكبير.

.. كل الأندية لديها متأخرات مالية، ليس الاتحاد وحده، فلماذا حدث في الاتحاد ما حدث، دون غيره من الأندية؟ سألت واحدا من الممتنعين عن اللعب في الحادثة الحالية فقال: "في عهد إدارة سابقة، كانت مرتباتنا تتأخر، وصلت في موسم إلى عشرة أشهر، كان الفرق أن تلك الإدارة لم تكذب علينا تقول لنا الحقيقة كاملة لا تبيع لنا الوهم ولا تكذب لتكسب مزيدا من الوقت"، ويواصل: "أحترم تلك الإدارة ولا أحبها، احترامي لها نابع من احترامها لنا، اجتمعت بنا قبل إحدى المباريات، قال مسؤول فيها للاعبين: "نعترف أننا مقصرون، مرتباتكم تتأخر، ونحن المعنيون بسدادها، ولكننا نمر بفترة مالية صعبة، أي لاعب لا يريد لعب المباريات، ويكتفي بالتمارين لن نلومه، هذا من حقه، ولكن لنا طلب ورجاء خاص، من يستطع أن يقف مع الاتحاد فلا يدخر جهدا، ونعدكم ببذل كل الجهود لتوفير سيولة مالية".

.. الصدقية والشفافية بين أي طرفي عملية تعاقدية، تفرض الاحترام وتمهد لديمومة العلاقة، في المقابل الوعود الكاذبة والتذاكي من طرف تجاه آخر، تصرفات تشرخ العلاقة، وتقطع الجسور لاحقا، فلا لقاء عندئذ، وهذا ما سيحدث في الاتحاد الكبير.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا