برعاية

الهداف الجائع .. هل شبع؟

الهداف الجائع .. هل شبع؟

في علم النفس تختلف الدافعية عن الباعث أو الحافز، الأول هو مجموعة الظروف الداخلية والخارجية التي تحرك الفرد من أجل إعادة التوازن المختل. أما الحافز فهو الموضوع الخارجي الداعي للقيام بسلوك يخلص الفرد من حالة التوتر.

.. ولتقريب التعريفين أكثر، فالجوع دافع باعث، والطعام حافز، وحتى الوصول إلى الحافز، يجب أن يشعر الإنسان بالدافع.

.. في كرة القدم، هناك حافز ودافع، وفيها جوع للإنجاز يسكن اللاعبين، متى ما سكن خفت لمعة الدافع، وخاب الوصول إلى الحافز، والجوع في اللاعبين ليس شرطا أن يكون جوعا للمال والطعام، بل جوع للإنجاز ورغبة في الانتصار وكتابة التاريخ، رغم أن الجوع في معناه المباشر دافع كبير في حياة الرياضيين ولا أدل من ذلك على خروج أغلب نجوم الرياضة في العالم من بيئات جائعة متعطشة للشبع الجسدي والمعنوي.

.. ناصر الشمراني لاعب الهلال، خير مثال للهداف الجائع للأهداف، مهاجم لا يكتفي من هز الشباك، لديه نهم غير طبيعي يسوقه للمرمى، لكنه منذ نهائي دوري الأبطال أمام سيدني وهو يتراجع للخلف، بسبب ظروف تعنيه مباشرة، وأخرى يتشارك فيها آخرون في البيئة الرياضية المحيطة به، والقصد ليس نادي الهلال وحده بل كل مكونات الوسط الرياضي. فماذا حدث للهداف الجائع؟ هل شبع؟

.. ربما، ولكن الإجابة بربما ليست دقيقة تماما، ناصر هداف شره، والشره لا يشبع، والواضح أنه يعاني في العودة لطريق "الدافعية"، لديه اختلال مكشوف في الظروف الداخلية والخارجية التي تشكل في مجملها الدافعية المعنية بإعادة التوازن، فماذا يفعل؟

الشمراني على المستوى الشخصي، رجل بشوش، مبتسم، بسيط جدا، رجل بالغ بقلب طفل أبيض، لا يجيد قيادة نفسه وسط الأضواء، تزل كلمته، أو قدمه لأسباب غير وجيهة غالبا، المسرح من حوله يكبر صعودا منذ انتقاله من الوحدة للشباب وحتى حط رحاله فيما يشبه أضواء هوليود، وبقي الشمراني نفسه فتى مكة البسيط العفوي، الذي يكسر زجاج الشُبّاك بتسديدة بارعة وينطلق فرحا ببراعته غير آبهٍ بالزجاج المتناثر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا