برعاية

حصاد الأسبوع:«تكّبر» أديبايور والخزري، اعتذار الحرباوي و«غرور» عبد النّور

حصاد الأسبوع:«تكّبر» أديبايور والخزري، اعتذار الحرباوي و«غرور» عبد النّور

عاشت الكرة العالمية أسبوعا حزينا بعد أن رحل أحد أساطير الزّمن الجميل والتكتيك العالي، وأحد الأسماء المحفورة في قلوب الهولنديين و"الكاتالونيين"، وكلّ عشّاق الفنّ الأصيل "يوهان كرويف".

وترجّل فارس الكرة الشّاملة بعد أن أذهل العالم بأسره بفضل موهبته الخارقة. وخلّد "كرويف" اسمه بحروف ذهبية في سجلات "الأجاكس" و"البرصا" و"فاينورد"، ومع منتخب "الطواحين" الذي لم يشهد له مثيل رغم أنّه معقل اللاّعبين الأفذاذ، ومنهم المدرب الحالي لفريق "باب الجديد" "رود كرول"، وأيضا "كومان" و"غوليت" و"نيسكنس"... وغيرهم كثير. لقد رحل "كرويف" وسط صدمة الملايين من عشّاق فنّه في اللّعب والتدريب، ولكنه ترك خلفه إرثا كرويا عظيما، وفلسفة سيعيش بها تلامذته عشرات السنين تماما كما يحصل مع كلّ العباقرة في جميع الميادين. ألم تصلنا فلسفة "سقراط" من الزمن الغابر، وتفرض نفسها بقوّة في العصر الحديث؟ وقديما قيل "اللّي خلّف نبات ما مات". ولا شكّ أن "كرويف" سيظلّ خالدا في وجدان عشاق الجلد المدوّر لأنه زرع في النّفوس والملاعب فلسفته في الكرة وهي الأفضل على الإطلاق حسب ما جاء على لسان النّجم السّابق للـ"برصا" "تشافي هرنانداز".

يعدّ الفريق الطوغولي من المنتخبات الافريقية التي تستمدّ شهرتها من "النّجم الواحد" تماما كما كان الحال بالنسبة إلى ليبيريا زمن الأسطورة الحيّة "جورج وياه". ولا شكّ أن الحديث عن "صقور" الطّوغو قد يذكّرنا بمشاركة هذا المنتخب في مونديال ألمانيا. وقد نستحضر بمرارة صور لاعبيه وهم يذرفون الدموع ليلة انطلاق "كان" أنغولا عام 2010 عندما تعرضت حافلتهم إلى هجوم مسلّح من قبل جماعة متمرّدة في اقليم "كابيندا"... وقد تقفز إلى أذهاننا صورة ضربة الجزاء التي أهدرها خالد المولهي في يوم أسود في مشوار الـ"نسور" عام 2013 ضدّ هذا الفريق... والثابت أن كلّ المتابعين للكرة الافريقية يربطون اسم الطوغو بالنجم المشاغب "أديبايور". والحقيقة أن ليبيريا والطّوغو قد يشتركان في صفة المنتخب صاحب "النّجم الواحد"، لكن الفرق شاسع بين "مستر" "جورج" و"أديبايور" بل هو كمن يقارن بين الثرى والثريا. لقد شرّف "وياه" ليبيريا وافريقيا بأكملها في الملاعب الأوروبية، ومع أشهر الجمعيات العالمية. وسجّل أحد أجمل الأهداف في الكرة الأرضية. وقدّم دروسا بليغة في الوطنية حتّى أنه كان يتكفّل بجزء من مصاريف منتخب "النّجم الواحد". وفي المقابل اشتهر نجم الطّوغوليين بشغبه. وعرف بتمرّده. وشوّه صورته بنفسه. ورفض "أديبايور" التحوّل إلى المنستير لمدّ يد المساعدة لفريقه في مواجهته ضد "نسور قرطاج" في تصفيات "كان" الغابون 2017 يوم الجمعة الماضي. ويبدو أن الطوغوليين اختاروا مسايرته بدل معاقبته. وقاموا برحلات مكوكية، ومفاوضات "ماراطونية" لإقناعه بخوض مباراة العودة اليوم في "لومي". وقد تزامن تمرّد "أديبايور" على "صقور" الطوغو مع الجدل الكبير الذي أثاره كالعادة نجم "سندرلاند" واللاعب الموهوب للـ"نسور" وهبي الخزري، وكأنهما اتفقا في الأسبوع ذاته على القيام بالتصرّف نفسه. ومن المعلوم أن "هنري كاسبرزاك" وجّه له الدعوة للخزري ليتنّجد مع بقية زملائه القادمين من مختلف الجمعيات والقارات لتحقيق أحلام التونسيين، وقطع خطوة عملاقة على درب العبور إلى "كان" الغابون لعلّها تنسينا مهزلة الـ"شان". وتخلّف الخزري عن معسكر الـ"نسور" لدواع قيل إنّها صحيّة. وكان من الطبيعي أن تحوم حوله الشّبهات لأنه صاحب "سوابق" مع المنتخب. ومن المؤكد أن "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، لكن نخشى أن يقع وضع الملف الطبّي للخزري في الأرشيف. ويضيع حقّ المنتخب.

جنّ جنون أحد الزملاء الأعزاء في الإذاعة الوطنية بعد لقاء المنستير بين "نسور قرطاج" و"صقور" الطوغو. وقصد زميلنا مدافع المنتخب ومحترف فالنسيا الاسباني أيمن عبد النّور الذي احتفت مختلف الإذاعات والتلفزات والصّحف والمواقع الالكترونية التونسية بإنتقاله صيفا إلى "اللّيغا" في صفقة خيالية. وقد كانت صدمة زميلنا كبيرة بعد أن امتنع عبد النّور عن الكلام المباح. وخيّب رجاء محاوره الذي انتظر من أيمن أن يجيب على كل الاستفسارات والتساؤلات برحابة صدر وهو واجب النّجم الحقيقي هذا إن كان يوجد في الأصل من هو جدير بلقب النجم في منتخبنا الوطني الذي تخرّج منه ديوة و"عتّوقة" وطارق وليمام والعقربي وعقيد والشتالي، وأين المساكني وعبد النور والمثلوثي وبقية "أشباه" اللاعبين و"أنصاف" النجوم من هؤلاء العمالقة؟ لقد عانى الإعلام التونسي الأمرين من "ديكتاتورية" "روجي لومار"، ومعاملاته الفوقية. وانتهج ياسين الشيخاوي في بعض الفترات الأسلوب ذاته مع الإعلام الذي من حقّه النّفاذ إلى المعلومة، ومحاورة كل عنصر له صفة رسمية في المنتخب أوالجامعة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا