برعاية

شهاب اللّيلي لـ «الشّروق»:«السي آس آس» يراهن على البطولة بـ«عرق جبينه» والتحكيم في حاجة الى اصلاحات

شهاب اللّيلي لـ «الشّروق»:«السي آس آس» يراهن على البطولة بـ«عرق جبينه» والتحكيم في حاجة الى اصلاحات

يفاخر بالانتماء لقرقنة حشّاد وعاشور. ويعتزّ بتقمص أزياء «محيطها» «الهادر»، لكنّه يعتبر حبّ صفاقس عقيد والعقربي والنّجار... أشمل وأكبر وهو ما جعله «يطير» فرحا لحظة تسلّم أمانة قيادة «جوفنتس العرب» الذي يشكّل محطّة فارقة في مشوار شهاب بالنّظر إلى الثّقل التاريخي لفريق عاصمة الجنوب، وقياسا كذلك بالصّبر الكبير الذي تجلّد به اللّيلي لينال هذا الشّرف العظيم متسلحا بخبرة السنوات في ميدان التدريب، ومراهنا على عشقه المجنون لمدرسة الفنّ الأصيل لمنحه أجنحة اضافية يحلّق بها في سماء الابداع مع الجمعية.

ودخل شهاب عاصمة الجنوب، وكلّه اصرار على اثبات الذّات، وتأكيد جدارته بتدريب «جوفنتس العرب» بعد أن كان قد جاب البلاد من الشّمال إلى الجنوب. ولم يخيّب شهاب رجاء «الصّفاقسية» الذين يعيشون فترة زاهية في البطولة المحلية حيث يتزّعم النادي «المحترفين». ويعزف زملاء معلول أجمل السمفونيات الكروية مع ابن الجزيرة الطّامح لحصد أغلى الألقاب، واسعاد المحبين بعد موسم «جاف» مع الحرص على صناعة اللّعب والفرجة، وتحقيق «التميّز» تماما مثل أيام زمان والكلام لمدرّب عاصمة الجنوب شهاب الذي «أضاء» الطّيب المهيري. وفتح أيضا قلبه لـ»الشّروق» في هذا الحوار المطوّل.

بلغ «جوفنتس العرب» أعلى الرّتب. وصنع العجب في المسابقات المحلية والقارية زمن الهولندي «كرول»، وذلك قبل أن تتراجع أسهمه. ويخفت بريقه نسبيا خاصّة في ظلّ رحيل أكثر من نجم، وكذلك غياب الاستقرار على مستوى الفنيين. وتنازل الفريق خلال الموسم الماضي عن أحلامه. وتراجع خطوة إلى الوراء ليتقدّم ألف خطوة إلى الأمام. ووجدت هيئة عبد الناظر ضالتها في ابن الجهة وهو شهاب اللّيلي لإعادة البناء، وتكوين فريق كامل الأوصاف، ودون ارتجال وحرق للمراحل. ويتحدّث شهاب عن البدايات في صفاقس قائلا:» لقد شكّلت مسيرتي مع النادي الصفاقسي لحظة تاريخية فارقة بحكم أنّني وضعت استراتيجية مدروسة تقوم على ضرورة التدرج وعدم التعجّل. وعملت على اكتساب الخبرة اللاّزمة. ودرّبت في الرابطة الثالثة ثمّ في الثانية قبل اقتحام دائرة «المحترفين». و»قاتلت» واجتهدت من أجل ترك بصمة في كلّ المحطات التي عبرتها. ولم أستعجل اللّعب تحت الأضواء. وفضّلت السير ببطء في طريق النّجاح. وكنت أنتظر طبعا أن أحصل على شرف تدريب فريق عريق وكبير مثل «السي .آس .آس» بعد تجارب طويلة في عدّة جهات وجمعيات، وهذا فضلا عن مسيرتي مع المنتخبات. ولم أشكّ لحظة واحدة في أن الفرصة آتية خاصّة أن اسمي كثيرا ما يقع تداوله بقوة كلّما تمّ فتح ملف المدرب في عاصمة الجنوب. وقد يقول البعض إن هذه الفرصة قد تأخرت نسبيا. وقد يذهب آخرون إلى الحديث عن «جبهة معارضة» لشهاب، أو وجود «فيتو» يمنعه من التدريب في عاصمة الجنوب غير أنني لم أهتمّ بما يقال. وحرصت على النّجاح في كلّ المحطات لأدخل صفاقس من الباب الكبير وهو ما حصل على أرض الواقع بقرار من لطفي عبد النّاظر الذي كان حاسما في الموضوع، وواثقا من تحقيق الهدف المأمول. ويعرف القاصي والداني أن اشرافي على حظوظ «السي .آس .آس» لن يكون مجرّد تشريف بل هو تكليف ومسؤولية جسيمة وأمانة ثقيلة. أنا لا أراهن على عشقي للنادي الصفاقسي، أو على تجربتي الثرية في عالم التدريب فحسب بل أنني تحمّلت الأمانة وفي البال تحقيق طموحات «الصّفاقسية» وهي النتائج الايجابية والمراهنة على الألقاب وتقديم أداء يليق بتاريخ وسمعة «السي .آس .آس» الذي يملك تقاليد أشهر من أن نذكّر بها على مستوى الامتاع والاقناع.

من المعلوم أن «جوفنتس العرب» يعدّ حالة استثنائية في الكرة التونسية على صعيد العروض الفرجوية التي تميّزه منذ عقود عن كلّ الخصوم. ولا يمكن الحديث عن صفاقس «كريستيك» و»محجوب» و»كرول»... وذويب والعقربي والسويح دون أن نطالب بأداء راق وفنّ جميل و»تكتيك» عال. فهل حقق شهاب رغبات الجمهور الذوّاق لـ»السي .آس .آس»؟ سؤال يجيب عنه شهاب عاصمة الجنوب على النحو التالي:» تسلمت مهمّة تدريب «جوفنتس العرب» منذ أشهر معدودة. وعملت أوّلا على استعادة الثّقة المفقودة والهيبة المهدورة. وزرعنا في الفريق حبّ الانتصارات مهما كانت الصّعوبات والوضعيات. وأرفض شخصيا النّظرية القائلة بلعب ورقة الهجوم أو اقامة «جدار اسمنتي» والافراط في الدفاع. وأؤمن بالتوازن حتى أن الأرقام وهي لا تكذب تشير إلى أن نادينا يملك حاليا أفضل خطّ هجوم بـ 40 هدافا، وترتيبه جيد أيضا في الدفاع (14 هدفا ويجلس خلف النّجم الساحلي والنادي البنزرتي من حيث الصّلابة الدفاعية). ويتمتع فريقنا في نسخته الحالية بقوة شخصيته. كما نجح في تكريس روح المجموعة، وهذا فضلا عن استفادته من «الجوكارات» الذين بوسعهم اللّعب في مراكز مختلفة. ومن المؤكد أن المتابعين لاحظوا أيضا أن فريقنا يدافع ويهاجم كـ»رجل واحد» أي أن كلّ اللاعبين انخرطوا في الذّود عن مرماهم. ويقومون في الوقت ذاته بالمشاركة في الهجوم على اختلاف خططهم ومواقعهم وهو ما تجسّم في عدّة مواجهات أكد خلالها الفريق أن قادر على صناعة الخطر من كلّ الجهات سواء عبر معلول أوالحناشي أو ايزيكال أو منصر أوسوكاري... وأظن أننا نجاحنا في حصد الانتصارات. وقدّمنا أيضا أداء في مستوى تطلعات الأنصار، وذلك رغم حملات التشكيك التي انطلقت منذ اللّقاء الأوّل في سباق البطولة المحلية ضدّ «القوابسية». وقد لا يختلف اثنان حول نجاح «السي .آس .آس» في تكذيب كلّ التكهنات التي تنبأ أصحابها بإنهيار فريقنا في البطولة التي يتصدر «جوفنتس العرب» ترتيبها عن جدارة واستحقاق. وأؤكد أننا جعلنا الحصول على البطولة من الأهداف غير المعلنة أي أننا اتفقنا على اعتلاء منصة التتويج، لكن دون التصريح بذلك. ولابدّ من الاشارة إلى بقية العوامل التي ساهمت في هذه المسيرة الوردية في البطولة المحلية. وتتمثل بالأساس في الطرق العلمية التي نتبعها داخل الجمعية، حيث تعاقدنا مع شركة مختصة في الاحصائيات وهو ما يساعدنا على اكتشاف كلّ الهنات اعتمادا على معطيات وأرقام دقيقة عن أداء كل عنصر في المقابلات الرسمية. ونستغل هذه الاحصائيات لتطوير المردودية. وحرصت الهيئة المديرة من جهتها توفير جميع سبل النّجاح كما أن أننا نعمل في أجواء نقية، وفي انسجام واضح بين مختلف الأطراف المتداخلة من محبين ومسؤولين واطار موسّع يضمّ في صفوفه عبدكم المتواضع وأنيس الجربي ومحمود المصمودي وفؤاد الفتايتي وأنيس الزريبي ومحمود الرباعي وحسام بوصرصار والحبيب العشّ ورضا اللّجمي والمدير الرياضي طارق سالم... بالاضافة إلى المسؤولين عن الأثاث والأمن... لقد آمنا في صفاقس بأن العمل الجماعي هو مفتاح النجاح. ولم نغفل أيضا عن تأطير الشبان الصاعدين وحرصنا على توجيه الدعوة لخمسة عناصر للتدرب أسبوعيا مع الفريق الأول. ولاشكّ أن المتابعين عن كثب لنشاط الجمعية يدركون أن فريقنا يملك عدة لاعبين واعدين. وسيكون لهم حتما شأن كبير مستقبلا أمثال نسيم هنيد ووليد القروي... وسنعمل على منح الفرصة للشبان في الوقت المناسب وبطريقة مدروسة. ونأمل أن ننجح في تجاوز بعض الثغرات التي يمكن أن نختزلها ضرورة التركيز طيلة فترات اللقاء وأنا مرتاح لأداء الهجوم وقد أختلف في الرأي مع الأطراف التي قالت إن نادينا في حاجة إلى مهاجم. وأرحّب بالنّقد شرط أن يكون بناء و»بريئا» لأنني لاحظت أن عدة أطراف تهاجما لغاية في نفس يعقوب. وقد أفاجىء البعض لو قلت إنني سعيد باللّوم الذي يوجهه لي المحللون على خلفية استخدامي اللغة الفرنسية في تصريحاتي ذلك أن هذا النقد دليل آخر على أن النادي ناجح، وأن المنتفدين أصبحوا يتحدثون عن «الكماليات»، مع العلم أنني مستعدّ لفعل المستحيل لحماية أبنائي من التأثيرات الجانبية لموجة الانتقادات التي توجه بين الحين والآخر ضدّ صفاقس.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا