برعاية

فن الحرب – (2) حكاية دييجو كوستا: الكسل والتبجح والنجاح.. وذكرى ميدو

فن الحرب – (2) حكاية دييجو كوستا: الكسل والتبجح والنجاح.. وذكرى ميدو

حينما وصل دييجو إلى البرتغال لم تكن الأمور بالنسبة له في أفضل حال؛ فرغم عدم وجود عائق لغوي وكثرة مواطنيه من البرازيليين هناك، إلا أنه شعر بالملل كثيرا! لم يكن لديه حينها الالتزام الكافي لدرجة الاحتراف.

FilGoal.com يقدم ترجمة لكتاب دييجو كوستا "فن الحرب" والذي تم نشره باللغتين الإنجليزية والإسبانية بقلم الكاتب فران جيين بعدما حصل على حق نشر قصة مهاجم تشيلسي.

يمكنكم قراءة الحلقة الأولى: فن الحرب – (1) دييجو كوستا يحكي: قصة البطة السوداء.. وأول لكمة "غير شرعية".. (اضغط هنا)

كان هناك مكالمة أجراها كوستا مع والده وأخبره فيها بأنه يرغب في العودة إلى البرازيل وترك البرتغال.

ولكن الأخير بعدما أدرك أن نجله أصبح بالفعل في أوروبا وربما يحقق حلمه بأن يصبح شخصا من نسله نجما كبيرا في كرة القدم بكى وطالبه بالاستمرار، واستجاب دييجو.

لم يمر وقت كثير على كوستا في صفوف الفريق الثاني لسبورتنج براجا حتى أثار إعجاب روي بينتو مدرب بينافييل بدوري الدرجة الثانية البرتغالي لذا قرر استعارته.

يقول بينتو: "حينما شاهدته أدركت كونه لاعبا مختلفا، مثل ماسة تحتاج للصقل، تلك كانت النوعية التي أحتاجها في فريقي".

بدأ دييجو يشق طريقه في (لا ليجا دي أونرا) أو دوري درجة الثانية البرتغالي في النصف الأول من موسم 2006-2007 ، حتى التقطته أعين أحد كشافي أتلتيكو مدريد.

يقول خابيير هيرنانديز أحد أهم كشافي أتلتيكو مدريد "أول مرة شاهدته فيها كانت في مواجهة بين تشافيس وبينافييل. خبرتي تقول إن الموهبة موجودة في أي مكان، حتى في مباراة تقام على ملعب له مدرج واحد وأرض غير مستوية".

وتابع "ذكرياتي الأولى عن كوستا؟ شاهدت شابا جيدا من الناحية الفنية، قوي بدنيا ولكنه كان بدينا بعض الشيء ولديه جسد غير متناسق، ربما بسبب سوء التغذية".

ثم استدرك "لكن المهم أنه كان يتحرك بوحشية ويحتك بكل من حوله، لدرجة أنني تسائلت: هل عمره حقا 17 عاما".

نقل هيرنانديز هذه المعلومات بالطبع لخيسوس جارسيا بيتارتش، المدير الرياضي لأتلتيكو مدريد في تلك الفترة لذا قرر الذهاب لمشاهدة كوستا بشكل مباشر مع السكرتير الفني للـ"روخيبلانكوس" حينها خوليان مونيوز وأثار إعجابه لذا قرر الاجتماع مع اللاعب ووكيله جورجي مينديش.

وانتهى الأمر بالاتفاق على ضمه.

يقول بيتارتش حول تفاصيل الصفقة: "اتفقنا على شراء 50% من حقوق اللاعب وترك الباقي لسبورتنج براجا".

وأوضح "كنا نرغب في شراء اللاعب بالكامل لكن ناديه رفض تماما.. فقمنا بلعبة أخرى".

وحكى "50% من قيمة اللاعب كانت عبارة عن صناديق استثمارية، فقمنا بالحصول عليها. حينها دفعنا في شاب لم يلعب سوى مباريات قليلة في دوري الدرجة الثانية البرتغالي مليون ونصف مليون يورو تقريبا".

كانت المهمة الثانية بعد امتلاك 50% من حقوق اللاعب تتمثل في إنقاذه من دوري الدرجة الثانية البرتغالي، لذا عاد إلى سبورتنج براجا في النصف الثاني من الموسم.

حول الفترة التي قضاها كوستا في صفوف الفريق الأول لسبورتنج براجا يقول حارس الفريق الإسباني في تلك الفترة داني مايو: "لم يواجه مشاكل كبيرة في التأقلم بسبب وجود الكثير من البرازيليين، لكنه كان متهورا بصورة كبيرة بل يمكن القول إن الأمر وصل لحد التبجح".

وأفصح "دائما ما كان يستمع للموسيقى هنا وهناك، ويشاكس هذا وذاك، حتى جواو بينتو الذي كان الكل يحترمه بصورة كبيرة".

يضيف مايو "في الملعب كان مثل الخل اللاذع. كان مثل الآن؛ دائم الاحتكاك ويبالغ في سقطاته ويمكنه توجيه ركلات رهيبة للخصم".

وأتم حينما كان يتعرض هو للركل لم يكن يبالي. هذا الأمر كان ملفتا للانتباه، لأنه باستثناء مهاجمي بورتو وبنفيكا في تلك الفترة، فإن مهاجمي باقي الفرق البرتغالي كانوا يسقطون من لمسة واحدة".

تعرض كوستا عقب مشاركته في سبع مباريات مع الفريق الأول لسبورتنج براجا لكسر في المشط توجب خضوعه لجراحة أبعدته عن الملاعب لمدة ستة شهور، حيث رأى أتلتيكو مدريد أن هذه الآن هي لحظة جلبه لإسبانيا.

يقول كشاف الأتلتي، خابيير هيرنانديز: "كانت توصيتي الأولى هي أن يتم إرساله للفريق الثاني للأتلتي والتركيز على بنيته العضلية ونظامه الغذائي وأقلمته على نظام اللعب الجماعي".

وتابع "حسنا حينما وصل للمطار لم يكن أحد يعرفه تقريبا. كان يوما في غاية البرودة ولكن مندوب الفريق الذي ذهب لاستقباله يقول أنه كان يرتدي بنطالا قصيرا وصندلا. هكذا بدأ مسيرته في إسبانيا!".

من الطريف أن رئيس النادي في المؤتمر الصحفي لتقديم اللاعب قال إنهم تعاقدوا مع "كاكا الجديد"، فيما أن أي من الصحفيين لم يكن يعرف من هو كوستا أصلا، كما يقص الصحفي سرخيو بيريلا.

لهذا اضطرت إدارة أتليتكو لتوزيع اسطوانة مدمجة للإعلاميين بها بعض اللقطات الخاصة بكوستا لكي يتعرفوا عليه.

قلنا من قبل أن هذه هي قصة البطة السوداء التي لم ترغب في التخلي عن القبح ولكنها تحولت في النهاية لطاووس وهذا ليس من فراغ.

يقص بيتارتش واحدة من أغرب الحكايات عن كسل كوستا في بداية تواجده مع أتلتيكو مدريد قائلا: "في ذلك الصيف كان كوستا تعافى منذ وقت قليل، ولكنه كان يتدرب دون ربط الحذاء وكان يركض بالتدريبات في مسار المضمار الأقرب للملعب توفيرا للوقت والجهد".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا