برعاية

دي ماريا..جوهرة بلان التي أهملها الريال وتجاهلها فان غال

دي ماريا..جوهرة بلان التي أهملها الريال وتجاهلها فان غال

نجح نجوم العاصمة الفرنسية في إقصاء تشيلسي في عام 2015، وأعاد المهمة مرة أخرى هذا الموسم، لكن الصعود هذه المرة كان مختلفاً في كل شيء، لا يتعلق الأمر فقط بالفوز ذهابا وإيابا على خصم معقد بحجم الزرق، ولكن بسبب الشخصية الكبيرة التي أظهرها فريق المدرب لوران بلان، ليعلنها الفرنسيون هذه المرة، هذه النسخة ستكون مغايرة في كل شيء، ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أوروبيا أيضا.

ولعب الأرجنتيني أنخيل دي ماريا دور محوري في الانتصار الثمين، خصوصا بعد موسم كارثي مع مانشستر بالسنة الفائتة، لكنه عاد بقوة مؤخرا من خلال بوابة الباريسيين، وكأن هذا اللاعب نقطة اتفاق محورية عند إجراء المقارنة بين العمالقة الثلاثة، ريال مدريد، ومانشستر يونايتد، وباريس سان جيرمان.

فرط ريال مدريد في أكثر من نجم خلال السنوات الأخيرة، مسعود أوزيل إلى آرسنال، هيغواين في نابولي، لكن يبقى رحيل دي ماريا هو القرار الأكثر فداحة بالنسبة لمدراء الملكي، لأن الأرجنتيني أوجد شرخاً واضحاً في تكتيك أنشيلوتي خلال موسمه الأخير قبل الرحيل، كذلك تستمر معاناة الفريق هذا الموسم في بعض المباريات، وتزيد الحاجة لنجم مثل اللاتيني لفك طلاسم الدفاعات، خصوصا أمام أتليتكو سيميوني.

دي ماريا هو أفضل نسخة من الجناح المركزي، لأنه قادر على اللعب في العمق وعلى الأطراف، ويجيد بشدة صناعة الفرص من الرواق، كذلك يستطيع التلاعب بالمدافعين وهزيمتهم عندما ينطلق من الوسط إلى قلب الهجوم، وبالتالي ينجح هذا اللاعب أمام الفرق التي تغلق معظم المساحات في وبين الخطوط، مع نجاحه في اللدغ في جزء من الثانية.

لذلك ريال مدريد أصبح فريقاً أقل قوة هجومية بدون الأرجنتيني، رغم تواجد مودريتش وخاميس رودريغز وإيسكو وغاريث بيل، لأن هذا الرباعي يمتاز بمستوى عالٍ لكن دون توازن حقيقي، فأنخيل يتفوق على كل هؤلاء في السرعة الخاطفة أثناء التحولات، أي الانطلاق من وضع الثبات إلى الحركة مع المرتدات، من الارتكاز إلى الجناح، مع السماح لرونالدو بالقطع إلى عمق منطقة الجزاء.

تمثل فكرة التفريط في دي ماريا كارثة حقيقية في طريقة بناء فريق كرة القدم باليونايتد، فالهولندي لويس فان غال يواصل سجله الأسود من النجوم الكبار، ريفالدو أولا ثم ريكلمي ثانيا، وأخيرا وليس آخرا أنخيل دي ماريا، ليفرط الشياطين الحمر في لاعب كان من المفترض أن يكون نواة مشروعهم الجديد، في مرحلة ما بعد السير أليكس فيرغسون وكل القدامى.

من الصعب تحديد الخطة الرئيسية لليونايتد هذا الموسم، فالفريق يلعب بأكثر من طريقة، مع التباين الشديد في المستوى من مباراة إلى أخرى، لكن الشيء المؤكد أن هذه المجموعة تفتقد إلى أمرين لا ثالث لهما، الأول هو التناغم والانسجام الذي يحول التمريرات المتكررة إلى شكل هجومي حقيقي، ويقلب الأداء من مجرد مجموعة إلى فريق حقيقي قادر على الهجوم والدفاع كوحدة واحدة، أما الثاني فيتعلق بغياب النجم الرئيسي الذي يلجأ إليه البقية عند تعقد الأمور.

لا يزال الوقت طويلاً أمام ممفيس ديباي، أما خوان ماتا فأثبت في أكثر من مناسبة أنه لاعب مميز لكنه لا يرتقي أبدا لمستوى النجم الأول، فالإسباني يعاني من فترات هبوط على مستوى الموسم، مع سقوطه المتكرر أمام الفرق الكبيرة، لذلك افتقد اليونايتد بشدة إلى دي ماريا، اللاعب الوحيد الذي يمتاز باللعب الخاطف السريع، والنجم صاحب الأسلوب الكروي الذي يجعل طريقة فان غال أقل رتابة ومللاً.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا