برعاية

مواجهة حاسمة للمنتخب في الــ «شان» أمام النيجر:هذا يوم العبور يا«نسور»

مواجهة حاسمة للمنتخب في الــ «شان» أمام النيجر:هذا يوم العبور يا«نسور»

اختارت التلفزة الوطنية خلال الفترة الحالية تمرير ومضة «ورائية» سريعة تقشعر لها الأبدان. وأيقظت فينا الحماس خاصّة أنه يظهر فيها «الغزال الأسمر» محمّد القمودي، و»قرش قرطاج» أسامة الملولي، وأيضا منتخب «كاسبرزاك» في نسخته الأصلية والنّاجحة خلال تسعينات القرن الماضي، عندما صنع العجب في جنوب افريقيا. وأسعد كلّ التونسيين بعد «نكسة» «كان» 1994.

هذه الصّور المؤثرة عن الانجازات و»الفتوحات» التونسية في كلّ الرياضات والاختصاصات، وفي البرّ وفي عرض البحر، تشاهدها الجماهيرية الرياضية بشعور ممزوج بالفخر على ما تحقق، وبالحزن على الواقع الأليم لبعض الرياضات، وخاصّة منها اللّعبة الشّعبية الأولى في الجمهورية التي يظل فيها العشق الأكبر للجلد المدوّر، حتى وان تواصل بقاء الـ»نسور» في مستنقع الفشل بقرار من أهل الدار، وأصحاب القرار.

قد يكون من الجميل أن نفتح بين الحين والآخر الأرشيف. ونسترجع الذكريات الخالدة. ونعدّد انجازاتنا الرياضية على قلّتها وندرتها في المنتخب الوطني الأوّل لكرة القدم. ومن المفيد أن يستلهم الجيل الحالي من الأبطال السابقين، والرّجال «الصّناديد» قيم الصّمود والعطاء، و»القتال» في سبيل اعلاء الراية الوطنية في كلّ المحافل الدولية، حتى وان كانت «ثانوية» في نظر البعض مثل بطولة الافريقية للاعبين المحليين في الملاعب الرواندية، والمهم أن نتعلّم من دروس الماضي، لكن دون العيش في أسره. لقد تحوّل منتخبنا الوطني بلاعبيه المحليين الى «كيغالي» وسط جدل كبير، وعقيم حول انعدام الجدوى من المشاركة هذه المسابقة «الصغيرة»، وهذا فضلا عن المشاكل والعراقيل التي واجهها فريقنا الوطني جرّاء غياب المدرب الأوّل «كاسبرزاك» لأسباب صحية، و»تطاول» نجوم آخر زمان، و»تكبرهم» على تونس نورالدين ديوة وكانون وشقرون وبن عثمان والشتّالي والشايبي والعقربي وطارق و«عتّوقة» و«السبعة الحية»...

اليوم لا وقت للعتاب، وأيضا الحساب لأنه عسير. وقد لا نجد شيئا واحدا في ميزان اللاعبين والمسؤولين الصّامتين على تجاوزاتهم، ليغفر لهم الجمهور «الذنوب» التي اقترفوها في حقّ المنتخب، وهو السّفير الأول والأهم لهذا الوطن، والذي من المفترض أن تكون كل القلوب اليوم معه في رواندا. اليوم يواجه منتخب المحليين فريق النيجر المغمور في اطار الجولة الأخيرة، والحاسمة على درب العبور الى الدور ربع النهائي من «شان» رواندا. وكان منتخبنا الوطني قد اكتفى بتعادل مخيب للآمال في الحوار الأول أمام الغينيين. ونفخ خلال المباراة الثانية في صورة الـ»نسور» النيجيرية. وجعلها في حجم جيل «ياكيني» و«أمونيكي» و«أوكوشا»... قبل أن يكتشف أبناء الميساوي أن هذا المنافس «صناعة محلية». وكان في متناول «نسور قرطاج»... وأضاعت تونس نقاط الانتصار من جديد. ورضيت للمرّة الثانية بنتيجة التعادل بـ»تواطؤ» من الحكم «بوندو» الذي خرج عن الطريق المستقيم. وظلم المنتخب بعد حرمانه من هدف شرعي.

ورغم تواصل رحلة العذاب في المنتخب، والتلاعب بأعصاب الجمهور، فان أبناء الميساوي بوسعهم اليوم تحديد المصير، والعبور بسلام الى الدور القادم من الـ»شان» دون حاجة الى «الهدايا» المعتادة من قبل الخصوم خاصة أن «صديقنا» التشاد لا يشارك في الـ«شان». ويكفل الانتصار لتونس المرور الى ربع النهائي. كما أن التعادل قد يضمن كذلك الترشح والفرح (شرط انهزام غينيا في اللقاء الثاني من هذه الجولة أمام نيجيريا، أو تعادلها على أن يكون تعادل تونس أمام النيجر بفارق أكبر). ونأمل أن يكون فريقنا الوطني في مستوى الانتظارات، وأن لا يخذل جمهوره المهموم، والمصدوم من الوضع الأليم الذي تعيشه البلاد وهو ما يجعله في أمسّ الحاجة الى فرحة، ولو «صغيرة» قد تصنعها الأقدام في «شان» رواندا، وسواعد منتخب كرة اليد في الـ»كان» على أرض قاهرة المعز. ونتمنى أن يشعر المنتخب بـ»الاستحياء» من نفسه. ويفك «العقدة». ويحصد أول انتصار في الـ»شان» تجنبا للمزيد من العار، خاصة أنه لا يعقل أن يفشل الـ»نسور» في التظاهرات الكبيرة، وأيضا في المسابقات «الصّغيرة». كما أنه من المخجل أن يتطاول علينا منتخب ضعيف ومغمور. ويتذيل الترتيب، وغير مهتم أصلا بالنجاح في الـ»شان»، حتى أن لاعبيه فضلوا النّوم، والتجول في رواندا على التدرّب.

بطولة افريقيا للاعبين المحليين (الـ«شان»)

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا