برعاية

ماذا بقي من لقاء تونس ـ غينيا ؟أخطاء دفاعية فادحة والعكايشي يكذّب التكهنات

ماذا بقي من لقاء  تونس ـ غينيا ؟أخطاء دفاعية فادحة والعكايشي يكذّب التكهنات

رغم «التقزيم» الواضح لبطولة رواندا للاعبين المحليين، وحالة الانهزام التي أظهرها البعض، فإن التّونسيين كانوا كعاتهم خلف الـ«نسور». وانتظروا الخبر السّعيد من «كيغالي» حيث ترفرف الراية الوطنية بين أعلام 15 دولة أخرى افريقية، وهذا سبب كاف لوحده لمتابعة الـ«شان»، و»التّضخيم» في شأن هذه المسابقة القارية حتّى وإن كانت ثانوية.

وانتظرنا أن «يثور» منتخب المحليين على واقعه الأليم، وأن يتغلب على أوجاعه، ومشاكله الكبيرة جرّاء غياب المدرب الأوّل «كاسبرزاك» لدواع صحية، واحتجاب عدّة عناصر مؤثرين لأسباب «شرعية»، وأخرى لم تعد خافية على الجماهير الرياضية التونسية التي تتقد ذكاء. ولا يمكن أبدا للـ»متمردين» و»المزايدين» على النّجمة والهلال أن يستبلهوا شعبا كاملا استأمنهم على المنتخب. وأحسن بهم الظن، فكان الجزاء الفشل تلو الفشل مع حفظ «الضّمائر» في الثلاجة طالما أن كبيرهم نفسه متورط من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه في العار الذي لحق الـ«نسور».

كان منتخب المحليين بقيادة مساعد «كاسبرزاك»، والمدرب «المؤقت» للـ«نسور» حاتم الميساوي في طريق مفتوح بل مفروش بالورود لاكتساح الغينيين وهم من «المستضعفين»، ومن المنتخبات التي لم يسبق لها أن نالت شرف التتويج بـ«الكان» والـ«شان». وقد لا يحفظ الجمهور التونسي شيئا من المسيرة الغينية المتواضعة غير ابداعات تلك الجوهرة الكروية، والحديث هنا عن «باسكال فايندونو». لقد كان الخصم في متناول «نسورنا» المحليين رغم المشاكل الكثيرة، والعراقيل الكبيرة التي اعترضتهم. وتأكد هذا الأمر عندما عانق أحمد العكايشي الشباك بعد نصف ساعة من انطلاق المواجهة. وتوقع الجميع أن يسحق فريق الميساوي الغينيين. ويضمن بداية مثالية في هذه المسابقة القارية التي دخلتها تونس بذكريات جميلة صنعنها منتخب الطرابلسي في دورة السودان عندما تحصل منتخبنا على اللقب آنذاك. وأسعد كلّ التونسيين «الثائرين» في شتاء ساخن من عام 2011. لقد قام المنتخب بالمطلوب في لقاء أمس الأول. وافتتح النتيجة، لكنه وقع في الأخطاء المعتادة. وفوّت على نفسه انتصارا سهلا، وثمينا لبقية المشوار. وتكرّرت الأخطاء في المنطقة الخلفية وهو أمر عودّنا به المنتخب سواء في تصفيات الـ»شان» (هزيمة بـ 3/2 أمام المغرب في رادس)، أوأيضا أثناء المواجهة المكرّرة ضد الموريتانيين في اطار تصفيات مونديال روسيا 2018، وكذلك في تصفيات «كان» الغابون، وحتى في الوديات كما حصل في رادس أمام «فهود» الغابون بقيادة «أوباميانغ»... والغريب في الأمر أن منتخبنا تقدم في مناسبتين في النتيجة، لكنه عجز عن المحافظة على السبق. ورضي بتعادل مثير ومخيب للآمال (2/2)، بالنظر إلى ضعف الخصم، والكم الهائل من الفرص المهدورة، وقياسا كذلك بالطريقة التي اهتزت بها شباك رامي الجريدي. وتلقت الشباك التونسية الهدف الأول بطريقة غير مقبولة في منتخب يضم في صفوفه خيرة اللاعبين المحليين في بطولتنا. وينشط السواد الأعظم منهم مع الـ»كبار». ويمتلك أغلبهم خبرة قارية لا يستهان بها بفضل مشاركاتهم مع المنتخبات الوطنية، وسفراء تونس في المسابقات القارية، والكلام هنا عن الجريدي والدربالي ومعلول والعواضي ومنصر والعكايشي... ولعل الطريف في الأمر أن الهدف الأول للغينيين جاء وسط بهتة ما لا يقل عن سبعة عناصر من منتخبنا. وتكرّر المشهد أثناء عملية الهدف الثاني حيث عانق الغينيون الشباك في الوقت الذي فضّل فيها ما لا يقل عن 8 لاعبين تونسيين التواجد في منطقة الجريدي، والاكتفاء بالفرجة على الهدف المضحك عوضا عن الضّغط على حامل الكرة، وهدم العملية الهجومية.

العكايشي «يثور» رغم الضغوطات والاحترازات

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا