برعاية

"الوطن سبورت" يُعيد نشر حواره مع النني : الأهلي استغنى عنه بدون سبب والزمالك قال له "فوت علينا بكرة"

"الوطن سبورت" يُعيد نشر حواره مع النني : الأهلي استغنى عنه بدون سبب والزمالك قال له "فوت علينا بكرة"

يُعيد "الوطن سبورت" نشر مقتطفات من حواره مع لاعب الوسط الدولي المصري محمد النني، المنشور بتاريخ 23 ديسمبر 2014، وكان النني الذي انتقل اليوم بصفة رسمية لنادي أرسنال الإنجليزي، قد استضاف محرر "الوطن سبورت" في منزله، وتحدث في حوار مطول عن قصة مشواره الكروي منذ البداية وكيف رحل عن الأهلي وقصته مع الزمالك، وكيف احترف في بازل السويسري وواجه جيرارد ورونالدو وأفضل نجوم العالم، وأجاب على الكثير من الأسئلة الأخرى التي تهم متابعيه.

منذ أن خرج من المقاولون العرب والكل يترقب ما الذى سيفعله مع فريقه الجديد فى أوروبا، ستة أشهر فصلته عن رفيق دربه محمد صلاح الذى انضم لبازل قبله، ولكنه نجح فى أن يثبت أقدامه ويضع نفسه كأحد الأعمدة الرئيسية فى الفريق، لتتحول الإعارة إلى انضمام نهائى، ويصبح أحد أبرز اللاعبين المحترفين المصريين فى أوروبا.

محمد الننى الذى ظلمه مركزه، وظلمه الإعلام المصرى بسبب تألق صلاح، يفتح قلبه لـ"الوطن سبورت" ليتحدث عن رحيله من الأهلى ورفضه فى الزمالك، وتجربته مع بازل، وسر تطور مستواه فى الفترة الأخيرة وتأهل فريقه لدور الـ16 فى دورى أبطال أوروبا وأمور أخرى داخل الحوار.

* ماذا يمثل لك اللعب فى بطولة دورى أبطال أوروبا؟

- حلم أى لاعب فى العالم المشاركة فى أمتع البطولات، هى عندى أمتع بطولة شاركت بها فى حياتى، الجمهور مختلف، أسلوب اللعب مختلف، كل شىء بها له إحساس آخر لم أشعر به فى حياتى.

* بشكل عام كيف تتغلب على رهبة اللعب مع الكبار؟

- فى بطولة مثل دورى الأبطال، وأنت داخل الملعب، وعندما تسمع لحن دورى الأبطال تكون موهوماً بكل شىء حولك، الاستاد، الجمهور، اللاعبين، وبعد أول عشر دقائق تغلبت على ذلك، وركزت فيما طلبه منى المدير الفنى.

* هل اخترت رونالدو لتلتقط معه صورة تذكارية؟

- لم أخطط للتصوير مع رونالدو، كانت بالصدفة، ولكنى فى الأساس أشعر بالحرج من التقاط صور مع أى لاعب أو تبديل القميص معه.

- كنت خارجاً بعد المباراة من غرف خلع الملابس فوجدت رونالدو مع باولو سوزا فى الممر المؤدى لغرف خلع الملابس فوقفت معهما لدقائق، لم أكن أفهم عن ماذا يتحدثان باللغة البرتغالية، وعندما كان يضحكان كنت أضحك مثلهما ثم يستكملان كلامهما، فوجدت المدرب المساعد الخاص بفريقى خارجاً من الغرفة فطلبت منه التقاط صورة مع رونالدو، وبعدها فرح النجم الكبير بذلك، على أساس أن لاعباً من الفريق المنافس قام بالتقاط صورة معه وشاهدها على أنها روح رياضية واحترام منى له.

* ماذا قال رونالدو عن فريق بازل؟

- أشاد كثيراً بالفريق وأكد أن من حقه التأهل لدور الـ16 من دورى أبطال أوروبا، وقال أيضاً الفريق منظم ووصفه بالحصان الأسود للبطولة، وأنه أصعب فريق واجهه فى دور المجموعات.

* ما رأيك فى رونالدو كإنسان؟

- رونالدو داخل الملعب إنسان يختلف تماماً عن خارج الملعب،

من يلعب بجواره يشعر بأنه لاعب مغرور وطريقة كلامه مع الحكم عكس طبيعته المتواضعة، خارج الملعب هو شخص بسيط جداً ومتعاون جداً، ولا تشعر بأنه نجم ريال مدريد الذى قابلته فى الملعب منذ قليل، فقد وقف حوالى نصف ساعة مع سوزا بعد المباراة، ولو أى نجم آخر كان سلم عليه ورحل بسرعة.

* ما رأيك فى مواجهة جيرارد؟

- لم أر فى حياتى لاعباً مثل جيرارد، يحرك الملعب بالكامل دون أن يلفظ كلمة واحدة، هو فعلاً الأهم فى ليفربول، يوجد فى كل مكان فى الملعب، وبسيط جداً خارجه، لا يكترث بما حوله ويتعامل معك دائماً وكأنك صديقه، كنت أتمنى أن أحصل على قميصه ولكن الخجل منعنى.

* هل من السهل موافقة إدارة بازل على رحيلك؟

- لا أعتقد، فهذا أمر صعب جداً بسبب تأهلنا لدور الـ16 لدورى أبطال أوروبا، أعتقد أنهم لن يتركوا أى لاعب بالفريق يرحل بل سيدعمون صفوفهم بصفقات جديدة قوية.

* ماذا سيكون موقفك وقتها؟

- لن أشعر بالحزن، سأجتهد أكثر حتى أحصل على عرض أفضل، وسأكمل مشوارى مع بازل، لأنه ببساطة من الأندية صاحبة الفضل علىَّ مثل المقاولون، ولا أستطيع اتخاذ موقف ضدهم، أنا سعيد جداً فى بازل وأتعامل مع إدارة محترمة لدرجة أنهم قاموا بتجديد عقدى ورفع قيمة راتبى دون أن أطلب منهم أى شىء.

* كيف تعاملت مع العنصرية داخل أوروبا؟

- العنصرية فى كل مكان بالقارة، وقابلت لاعبين قالوا لى صراحة نحن لا نحب أصحاب البشرة السمراء، لكنى شخصياً لا أحب أن أركز على ذلك.

* ما طقوسك قبل كل مباراة؟

- أقرأ القرآن فى أوتوبيس الفريق بعد أن أسمع جزءاً كبيراً منه لتهدئة أعصابى، وأدعو الله أن يوفقنى ويساعدنى فى كل مباراة.

* هل استفدت من تجربة محمد صلاح مع تشيلسى؟

- بالتأكيد استفدت منها كثيراً، وأؤكد لك أن كل لاعبى مصر استفادوا من هذه التجربة، سواء محترفين أو محليين، فقد أدركنا أن النجاح لا يكمن فقط فى الانتقال إلى ناد كبير، ولكن من الممكن أن أكون أكثر نجاحاً من خلال الانتقال لنادٍ أقل قيمة واسماً بالمشاركة بصفة مستمرة.

- لم أفكر فى مستقبلى يوماً، أجتهد الآن وأستمر فى العمل وأراعى الله وضميرى وأكيد ربنا سبحانه وتعالى هيرزقنى على قدر اجتهادى وهيكرمنى.

* مع بداية رحلتك إلى سويسرا، هل تخيلت اللعب أمام نجوم فى حجم لاعبى توتنهام وتشيلسى وريال مدريد وليفربول؟

- حقيقة لا، لم أفكر، ولم أكن أتخيل ما وصلت إليه الآن، ما كان فى مخيلتى أننى يجب أن أحارب للمشاركة بصفة أساسية، وأعترف أن مشاركتى كأساسى فى الدورى، والدورى الأوروبى كانت شجاعة يحسد عليها مراد ياكين المدير الفنى السابق للفريق.

* ماذا عن دور والدك ووالدتك فيما وصلت إليه؟

- والدتى (رحمها الله) تعبت معى كثيراً، فقد كانت تذهب معى إلى القاهرة 3 مرات أسبوعياً من أجل الاستمرار فى تدريباتى، وكانت هذه أصعب مراحل حياتى، وكان لها دور مهم فى تعلمى كيفية تحويل النقاط السلبية إلى إيجابية، أما والدى فهو صاحب الفضل الأول بعد الله فيما وصلت إليه، فهو دائماً يقومنى وأحياناً يُعنفنى لأكون أكثر احترافية فهو دائماً يريد أن يرانى بالشكل الأمثل.

* ماذا عن علاقتك بأهلك وأقاربك وأصدقائك فى المحلة؟

- علاقتى بالجميع ممتازة، فأنا أحبهم جميعاً وأتمتع بدعمهم، ففى كل إجازة أعود خلالها من سويسرا إلى مصر، أعود إلى المحلة وأقيم دورة كرة قدم مكونة من أربعة فرق تضم أقاربى وأصدقائى وأبرز اللاعبين فى منطقتى وأصر على الفوز بها دائماً "عشان ماتفضحش".

* لماذا ترفض الانتقال إلى القاهرة؟

- "لو طلعت من المحلة أموت"، فهى بالنسبة لى طفولتى وحياتى، وبها أصدقائى وعائلتى، كما أننى أفضل الابتعاد عن العالم الآخر الموجود فى القاهرة، فأنا لا أفضل التسوق كثيراً أو السهر أو الارتباط بالإعلام بصفة أكثر من اللازم، لا أرغب فى الدخول فى علاقات كثيرة قد تُبعدنى عن طريقى، فالحياة فى القاهرة مُنفتحة بشكل كبير على عكس المحلة التى أظل فيها قادراً على السيطرة على نفسى.

* هل تتذكر تفاصيل انضمامك للنادى الأهلى؟

- فى البداية والدى ووالدتى أصرا على لعبى فى النادى الأهلى، وفى يوم من الأيام كانت مدرسة الكرة التى يمتلكها والدى لديها مباراة مع فريق بالقاهرة، فطلب منى والدى الاستعداد للسفر معه، وقال لى "هعلمك حركتين تقوم بهم أمام المدرب فى النادى الأهلى يمكن يضموك للفريق"، وبالفعل خضعت للاختبارات وقمت بما طلب منى والدى فعله، وبعد دقائق طلب الخواجة الهولندى كروفر توقيع عقد معى، فطلبوا منى الخروج من الملعب، فانخرطت فى البكاء لكن والدى قال لى "وصلنا لهدفنا، فلماذا تبكى؟".

* كم كانت سنك وقت الانضمام للأهلى؟

- كنت أصغر لاعب ينضم للنادى الأهلى، وكان عمرى خمس سنوات، وهذا دفعنى للتدرب 3 أيام أسبوعياً لمدة سنتين قبل الانضمام لفريق الأشبال فى سن السابعة، وكنت وقتها كابتن الفريق بحكم أنى أقدم لاعب.

* ما المشاكل التى واجهتك فى النادى الأهلى؟

- بعد فترة قرر القائمون على الكرة فى ذلك الوقت الاستغناء عن فريق 92 وقاموا باختيار عشرة لاعبين لضمهم لفريق 91، ولم أكن مع هؤلاء اللاعبين دون سبب، وقال لى كابتن عادل عبدالرحمن: "لم أكن أنا سبب خروجك من الفريق وكابتن أحمد ماهر هو السبب".

* كيف جاء انتقالك للمقاولون؟

- بعد الخروج من الأهلى، قدمت 3 أندية عروضاً لضمى، هى الزمالك ووادى دجلة والمصرية للاتصالات، فتوجهت للدكتور محمود سعد المسئول عن التعاقدات فى الزمالك، وقال لى "فوت عليَّا بكرة" فأوضحت له أنى سأسافر إلى المحلة ولن أستطيع العودة فى اليوم التالى، فقال لى إن الموضوع انتهى، وفى طريق عودتى للمحلة قابلت أحد أصدقائى قال لى إن كابتن ريعو يود مقابلتى فى نادى المقاولون، وأقنعنى أن فريق المقاولون يهتم بلاعبيه ويضمهم للفريق الأول بسرعة، وفى أول مقابلة مع كابتن ريعو قال لى لن تخرج من هذه الغرفة قبل أن توقع العقد، وبالفعل انضممت للمقاولون.

* هل مررت بظروف صعبة مع فريق المقاولون؟

- بالطبع، فى البداية ترك كابتن ريعو النادى، ولم أكن ألعب بصفة دائمة مع فريقى بالرغم من بذلى أقصى جهد ممكن خلال التدريبات، وشعرت بالغربة بعيداً عن الأهلى حتى أننى كنت على وشك ترك كرة القدم.

* ما الذى دفعك للاستمرار؟

- فى بداية الموسم الجديد لم أذهب للانضمام لفريقى، ووالدى كان يقوم بمناسك العمرة وبعد عودته أقنعنى أن أعود للنادى وأرى هل توجد أى تطورات أم لا، وبالفعل ذهبت للنادى وشاركت فى مباراة ودية، وأعجبت طريقة لعبى المدير الفنى وأصبحت أشترك أساسياً خلال المباريات، إلى أن انضممت لفريق الكابتن سعيد الشيشينى.

* والوصول للفريق الأول كان صعباً؟

- فى آخر موسم مع كابتن سعيد الشيشينى، طلب كابتن محمد عامر المدير الفنى للفريق الأول وقتها عدة لاعبين، من ضمنهم لاعب وسط، فقاموا باختيارى أنا ولاعب يدعى فييرا كلاعبى وسط، يختار منهما لاعباً واحداً فقط، وقد أجمع لاعبو الفريق الأول على أن فييرا هو من سيكمل مع الفريق بسبب قوته البدنية التى تفوقنى فى ذلك الوقت، ومن ثم لعبنا مباراة وشارك فيها فييرا كأساسى ولم يوفق بها، وقام المدرب بإشراكى مكانه وقلبت المباراة والنتيجة ومن بعدها انضممت للفريق الأول وفييرا عاد لفريق الناشئين.

* كيف جاء انضمامك إلى بازل؟

- فى البداية وما علمته بعد انتقالى لبازل أن التفاوض كان علىَّ ومحمد صلاح، ولكن بسبب طول فترة المفاوضات أرادوا ضم صلاح بسرعة ليكون بديلاً لشاكيرى بعد انضمامه لفريق بايرن ميونيخ، وفى فترة الانتقالات التالية ذهبت إلى سويسرا لخوض فترة معايشة تصل مدتها لعشرة أيام، فعلى الرغم من تأكيد إدارة النادى لى أن انتقالى محسوم، ولكن يفضلون رؤيتى فى عدة أمور فى مكانى بالملعب والتناسق العضلى لدىَّ، وشاركت عشر دقائق فقط خلال مباراة ودية، وهذا الوقت كان كافياً لانضمامى إليهم وقبل انتهاء فترة المعايشة وكان يتبقى تسعة أيام.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا