برعاية

عقود الرعاية تحوّلت إلى كابوس في الأندية

عقود الرعاية تحوّلت إلى كابوس في الأندية

    من حين إلى آخر يطرح التساؤل الأبرز على الساحة الرياضية السعودية، ما مدى استفادة أنديتنا المحليّة من عقود الرعاية التي طوّقت عالم كرة القدم في العالم أجمع، وكانت بمثابة الضوء الآتي من بعيد في ظلام دامس تسببت به الديون والالتزامات المتتالية."الرياض" بدورها حصلت على معلومات وافية تؤكد أن مجال الاستثمار الرياضي في أنديتنا السعودية لايزال يئن ويعاني الأمرين، والأسباب تتعدد.. جزء كبير يتحمله مسؤولو الأندية بعدم إدارتهم للموارد كما يجب، على الرغم من التزام الشركات بدفع المبالغ المالية في وقتها من دون تأخير، بل وفي كثير من الأحيان تقدم دفعات من تلك المبالغ عن موعدها المحدد.

وعلى الرغم من وجود مداخيل أخرى ثابته تحصل عليها الأندية السعودية من دون النظر إلى حقيبة الرعاة، فإن الأندية الكبيرة في الدوري السعودي للمحترفين والتي تتواجد في مقدمة الركب بشكل مستمر تصل مداخيلها السنوية من عقد رعاية الدوري والنقل التلفزيوني ورابطة دوري المحترفين إلى نحو 30 مليون ريال سنوياً، علماً بأن أقل الأندية دخلاً في "دوري جميل للمحترفين" يحصل على 15 مليون ريال سنوياً!.

وكمثال بسيط يترك فيه حريّة التعليق وتقييم الأمور للقارئ العزيز، فإنه يجب التنبيه إلى أن مبالغ عقود الرعاية لاتدخل خزائن الأندية مباشرة، بل إن هناك مبلغاً مالياً ثابتاً يقدّمه من الشركات المسوّقة لحقوق الأندية كما يحدث في أندية الهلال والاتحاد والنصر، مقابل حقيبة من الرعاة الذين تجلبهم إلى النادي ويستفيدوا من اسمه الجماهيري بالحصول على علامته التجارية ووضع الشعارات الخاصة على القمصان ومادون ذلك، أما مايزيد على المبلغ المقدّم إلى النادي، فإن أرباحه الخاصة تعود إلى الشركة التي تكون التزمت بالمبلغ السنوي المتفق على دفعه إلى إدارة النادي الذي مثل الكيان حينها وتتضمن تلك الحقيبة الرياضية "الدخل الجماهيري"، فمهما زاد أو نقص حجم الرعاة فإن ما تحرص عليه الإدارة بشكل أبرز هو وصول الإيرادات المتفق عليها سلفاً، ولايمنع الحصول على مداخيل أخرى بالاتفاق مع المسوّق الحصري، وهو مايحدث في كثير من الأندية السعودية وحول العالم حالياً.

نقطة أخرى مهمة ربما تغيب عن البعض، وهي افتقاد الأندية السعودية لمبدأ الاستمثار بالمبالغ المدفوعة، فكل مايحصّل في الخزينة يدفع مباشرة على استحقاقات وملايين أثقلت كاهل المسؤولين الحاليين، ربما يتحملها من سبقهم وغادر من دون حسيب أو رقيب.

وطبقاً لدراسة مثبته فإن 50 % من مصاريف النادي بشكل عام تصرف على اللاعبين الأجانب، رقم مخيف يتواجد في قوائم الأندية السعودية الخمسة الكبرى حالياً، أما اللاعب السعودي فتبلغ نسبة ما يحصل عليه من الميزانية المعتمدة سنوياً مابين 18 _ 20 %، وهناك مصاريف تشغيل أخرى لحقوق الرعاية ورواتب العاملين والانتدابات تصل نسبتها إلى 15 %، وتختص النسبة الأخيرة بالجهازين الفني والإداري للفريق الكروي " من دون النظر للفئات السنية وباقي الألعاب بشكل عام".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا