برعاية

ارتباط الجمهور

ارتباط الجمهور

    تحدثت في مقال سابق عن ثقافة الجمهور وكيف أنها السبب الرئيس في حضور المباريات، أو العزوف عنها، وذكرت قصتي مع المشجع الانجليزي الذي حضر معي إحدى مباريات الدوري الانجليزي، وحدثني عن ثقافتهم وأنها تحثهم على حضور مباريات فرق منطقتهم دعما وتشجيعا للفرق في المقام الأول ترفيهاً وتسلية لهم في المقام الثاني، وهذه الثقافة اعتادوا عليها جزءا رئيسا من حياتهم.

وفي المقال ذاته تحدثت عن أن ثقافة الحضور الجماهيري لدينا ضعيفة ومقتصرة على المباريات الكبيرة والنهائيات، وطالبت بتغيير هذه الثقافة لنتعامل مع أنديتنا وحضور مبارياتها بتعامل الانتماء والارتباط بغض النظر عن الفوز والخسارة، وأن نحضر المباريات دعما لأنديتنا وترفيهاً لأنفسنا لنصل لأعلى مراحل النضج الرياضي.

مقال اليوم سيركز بشكل أكبر في الجماهير وارتباطهم بأنديتهم، فالجماهير عندما ترتبط بأنديتها فإنها تحضر المباريات بشكل مستمر بعيداً عن النتائج التي كانت ومازالت تتحكم في قرار المشجع السعودي لحضور المباريات من عدمها.

وانديتنا للأسف مقصرة جداً في هذا الجانب، إذ إنها لا تهتم كثيراً بجماهيرها ولم تبن معهم علاقة وثيقة لربطهم في النادي ولم تفكر في تصميم برامج خاصة للجماهير بل الأدهى والأمر أن انديتنا لا تملك قاعدة بيانات عن جماهيرها.

ولو قارنّا بين علاقة انديتنا مع جماهيرها وعلاقة الأندية الاوروبية بجماهيرها لوجدنا بونا شاسعا، فهناك يعرفون ادق التفاصيل عن جماهيرهم لأنهم جمعوا بيانات مسبقة عن مشجعي النادي كالعمر والجنس والحالة الاجتماعية والحالة الوظيفية والدخل الشهري والسكن، وارقام التواصل وتفضيلات الجماهير، وغيرها من المعلومات التي تساعد الأندية على التواصل مع الجماهير والتفاعل معهم ومع تفضيلاتهم لتقوية ارتباط المشجع بالنادي وتزويده بالبرامج التسويقية الجذابة والعروض التشجيعية المميزة.

ولنوضح أهمية هذه البيانات وانعكاسها ايجاباً على علاقة النادي بمشجعيه، إليكم، قصة النادي الانجليزي الذي صمم برنامج ادارة علاقات كرة القدم (FRM) وهو البرنامج الذي يشتمل على ادق تفاصيل كل مشجع، وهذا البرنامج يعطي تقريرا مفصلا عن الجماهير في عدة نواح، من ضمن هذه النواحي عدد المباريات التي حضرها المشجع في الموسم، ووجد النادي أن أحد مشجعيه كان يحضر جميع المباريات، ولكنه غاب عن مباراتين متتاليتين فاتصل به النادي للاطمئنان عليه وسؤاله عن سبب غيابه عن المباراتين، وتبين لهم أنه مصاب بكسر في القدم ولا يستطيع الذهاب للملعب لانه لا يملك سيارة ولا كرسي متحرك، هنا عرض عليه النادي توصيله للمباريات المقبلة مجاناً مع توفير كرسي متحرك يساعده على الحضور، هنا فرح المشجع فرحا شديدا ليس لان النادي وفر له الكرسي والسيارة بل لانهم حسسوه بأهميته وقيمته من خلال المبادرة بالسؤال عنه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا