ما بعد المباراة | الريال بمهارات فردية دون صمود ومعضلات متشابكة
التحليل الفني لمباراة ريال مدريد أمام شاختار في "دونباس أرينا"
حقق نادي ريال مدريد فوزًا صعبًا على شاختار دونيتسك بأربعة أهداف مقابل ثلاثة وذلك في المباراة التي أقيمت على أرضية ميدان "دونباس أرينا" لحساب الجولة الخامسة من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا ليعزز بذلك صدارته للمجموعة الأولى.
ريال مدريد كان متفوقًا حتى الدقيقة ال 78 بأربعة أهداف نظيفة، لكنه لم يستطع مواصلة التركيز بعد ذلك وانهار ذهنيًا على مستوى الخطوط الخلفية بارتكاب أخطاء فادحة أدت إلى استقباله 3 أهداف ولولا الحظ لكان قد ضيع الفوز وسقط في فخ التعادل.
ريال مدريد | مهارت فردية دون هوية ومعضلات متشابكة
بعد الخسارة القاسية على يد برشلونة برباعية نظيفة في الليجا، دخل النادي الملكي مباراة شاختار بنية الانتقام وإثبات الذات لمصالحة الجماهير، فنسج المدرب الإسباني "رافاييل بينيتيز" تشكيلة اعتمد فيها على سياسة المداورة بين اللاعبين لإعطاء فرصة لكافة لاعبيه ليتشكل خط الوسط من كاسميرو في الخلف وأمامه كل من مودريتش وكوفاسيتش ثم في الخط الهجومي الثلاثي إيسكو رونالدو وبيل.
محاولات ريال مدريد لم تكن كثيرة والأداء كان محتشمًا في الشوط الأول كما أن خط الوسط كان واضحًا أنه لا يزال يعاني من معضلة افتكاك الكرات بشكل واضح رغم تواجد كاسميرو والدليل أن شاختار وجد أريحية كبيرة في خلق الفرص التي كادت أن تهز شباكه لولا براعة كاسيا.
هذا السيناريو لم يتغير إلا قليلاً بعد الهدف الذي سجله رونالدو والذي كانت لمسة الكرواتي "مودريتش" فيه واضحة جدًا عندما أرسل كرة طويلة بدقة وبراعة جعلت بيل ينسل في العمق من دفاع الخصم .ليمررها هو الأخر لرونالدو الذي لم يفلت الشباك
فبعد التقدم في النتيجة لم يجد ريال مدريد سهولة في خلق فرص أخرى يعزز بها النتيجة، بل على عكس ذلك ضايقه الخصم بتقدمه الكبير والذي لم يجد له أبناء بينيتيز الحل حتى عبر الهجمات المرتدة التي ظهر فيها بطء كبير واحتفاظ اللاعبين وخاصة "إيسكو" بالكرة محاولاً المراوغة وذلك في ظل تواجد إحدى أسرع لاعبين في العالم "بيل " و"رونالدو".
تفجر الريال تأجل حتى الشوط الثاني الذي كانت بدايته نارية بالفعل وتألق كل من رونالدو، مودريتش وكاربخال أعطى بالفعل ثماره بهدفين كان للمجهود الفردي دور كبير فيهما، لكن في نفس الوقت يوضح مدى أهمية بعض اللاعبين ككاربخال الذي يتبث في كل مقابلة أن صفقة دانييلو الباهضة لم تكن سوى تبذير للأموال خصوصًا مع الأداء المخيب الذ بصم عليه ويواصل به إشعال أعصاب جماهير الميرينجي.
فالبرازيلي ذو ال 31 مليون يورو ونصف لم يفلح اليوم كذلك في تعويض فاران المصاب وقدم مستوًا أكثر من سيء، حيث أنه تسبب بشكل غير مباشر في الهدف الثاني عندما فشل في التغطية ومراقبة مواطنه دينتينيو لحظة تنفيد الركنية كما أنه كان سببًا رئيسًا رفقة بيبي في الهدف الثالث عندما تراجعا وتركا مساحة للتسديد للقادم بسرعة تيكسيرا.
كاسيميرو كذلك لم يقدم المنتظر منه وارتكب العديد من الأخطاء في التغطية ولم يفتك العديد من الكرات كما أنه كان عنيفًا وتسبب في ركلة الجزاء التي أعلنت عن الهدف الأول
بيل كان نقطة مضيئة اليوم واستغل سرعته في التوغل واستقبال الكرات ليصنع هدفين لزميله رونالدو كما أنه حاول عبر التسديد في العديد من المناسبات ليكون بذلك مردوده جيدًا على العموم.
كخلاصة من الممكن القول أن ريال مدريد لديه العديد من اللاعبين المميزين واللذين استغلوا مهاراتهم الفردية بشكل كبير في مباراة اليوم، لكنه لا يزال يعاني من العديد من المشاكل كضعف الضغظ المتواصل وخنق الخصم في مناطقه مع عدم فقدان التركيز في المناطق الخلفية، قلة فعالية خط الوسط الدفاعي في افتكاك الكرات والتغطية على أخطاء الدفاع إضافة إلى نقص القوة الذهنية التي تجعل الفريق متماسكًا ومترابطًا حتى وهو متقدم بنتيجة عريضة.
ليفانتي | شجاعة هجومية واستغلال ممتاز لأخطاء الخصم
