برعاية

لماذا يتألق ليفربول مع كلوب في مباريات خارج الديار؟

لماذا يتألق ليفربول مع كلوب في مباريات خارج الديار؟

واصل "الرجل العادي" نتائجه الخيالية مع ليفربول في المباريات الكبيرة، فبعد التفوق على تشيلسي في ستامفورد بريدج، كرر زعيم ميرسيسايد الأفضلية، ونجح في اكتساح مانشستر سيتي برباعية، في قلب ملعب الاتحاد، ليصبح الفارق بينه وبين المتصدر ليستر سيتي مجرد 8 نقاط، ويقترب بشدة من المراكز المتقدمة في الترتيب.

يلعب الليفر بشكل رائع أمام الكبار، لكنه يعاني بشدة أمام الفرق الأقل في المستوى والحضور الإعلامي، لذلك في آخر 4 مباريات في البريمييرليغ، فاز "الريدز" على تشيلسي ومان سيتي، بينما تعادل أمام ساوثهامبتون، وخسر من كريستال بالاس، في مباراتين لعبهما على أرضه ووسط جماهيره في الأنفيلد.

وبالعودة إلى لغة الأرقام والإحصاءات، يعتمد كلوب بشكل أكبر على أسلوب اللعب الخاطف السريع، مع استخدام إستراتيجية "الكونتر برسينج"، أي محاولة خنق الخصم بالضغط من منتصف الملعب، وفي حالة الحصول على الكرة، تبدأ هجمة سريعة خاطفة بأقل عدد ممكن من التمريرات، من أجل الوصول إلى الشباك.

وفي حالة المقارنة بين مباراتي كريستال بالاس ومان سيتي، فإن الاستحواذ حقق رقما متباينا في الحالتين، من 64 % أمام كريستال، إلى 41 % فقط أمام السيتي، ورغم التحول الواضح في نسبة السيطرة، إلا أن النجاعة كانت أكبر، لأن طريقة لعب الليفر تتوقف على أسلوب المنافس بشكل كبير، إذا كان مبادرا للهجوم، ينجح رفاق كلوب في قلب المجريات، لكن في حالة عودته للخلف مع تضييق المساحات، تزيد المتاعب أمامهم بشدة.

يلعب مان سيتي في أغلب مبارياته دون أي حسابات دفاعية، يندفع لاعبوه إلى الأمام، ويقع مانويل بليغريني -رغم كل مميزاته- في نفس الخطأ الخاص بعدم توازن فريقه خلال المواجهات الكبيرة، لذلك تزيد الفراغات في الخلف، ويصبح ضرب الدفاع أمرا سهلا ويسيرا، خصوصاً في حالة مواجهة مجموعة تمتاز بالسرعة والخفة في تناقل الكرات خلال الثلث الهجومي الأخير.

يعتمد كلوب في عمله الهجومي على اللعب الخاطف، نتيجة تواجد ثلاثي متنوع، كوتينهو، فيرمينو، وآدم لالانا، من دون اللعب بأي مهاجم صريح نتيجة الغيابات والإصابات المستمرة. ومن الصعب جداً بل المستحيل تحديد مركزية كل لاعب من الثلاثي في نصف ملعب المنافس، صحيح فيرمينو يبدأ في المركز 9، لكن من الممكن في أي وقت ملاحظة كوتينهو داخل منطقة الجزاء، مع عمل مستمر من جانب لالانا.

وحتى بعد إشراك بنتيكي في الشوط الثاني كما يفعل كلوب مؤخراً، يتحول النسق التكتيكي إلى 4-2-3-1 مع مهاجم صريح في الأمام، البلجيكي مميز في التحرك بين القنوات، ولا يكتفي مثل السابق بتسجيل الأهداف، بل تجده يتحرك باستمرار ويعود كثيراً للخلف، من أجل فتح المجال أمام القادمين من بعيد، كوتينهو وأمثاله.

يعتبر إيمري كان جنديا مجهولا في تكتيك يورغن كلوب، فالتركي الألماني يقوم بمهام عديدة في منطقة الوسط، من خلال عودته لمساندة لوكاس أسفل الدائرة، مع قيامه بدور الريشة هجومياً في الجهة المقابلة لتحركات جيمس ميلنر، بالإضافة إلى تكوينه ثلاثية هجومية رفقة الثنائي فيرمينو وكوتينهو بالكرة، لذلك يلعب إيمري وكأنه 3 في 1.

زوايا التمرير أمر في غاية الأهمية، فتحركات إيمري تصب بالفائدة على كل العمل التكتيكي لفريقه، من خلال قيامه بدور المستقبل للكرات من طرف لوكاس، وخط الدفاع، كذلك الربط بين مورينو وكوتينهو خلال الشق الهجومي، عن طريق همزة الوصل التي لا تتوقف أبداً عن الحركة، لذلك يخلق الرقم 23 زوايا تمرير عديدة أمام زملائه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا