برعاية

كلاوديو رانييري.. هل يتذوق الثمار أخيراً في ليستر؟

كلاوديو رانييري.. هل يتذوق الثمار أخيراً في ليستر؟

إن سألوك عمن يتصدر البريميرليغ، قل انهزم السيتي وأرسنال.. ها نحن نشهد حدثاً غريباً في أغلى دوري في العالم حيث بات فريقٌ أزرق آخر غير تشيلسي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز وهو ليستر سيتي الذي يقوده كلاوديو رانييري.

"التينكر مان" تسلم قيادة النادي الإنجليزي في يوليو/ تموز الماضي ليقوم بانتدابات مميزة أبرزها جلب شيني أوكازاكي من ماينتس بينما كان جلب روبيرت هوث من ستوك سيتي، بمبلغ بخس قل قليلاً عن الـ 3 ملايين جنيه إسترليني هو أبرز انتداب له من أندية البريميرليغ.

بشكل عام يتمتع رانييري برؤية ثاقبة في عملية الانتدابات؛ فمنذ بداياته وهو الرجل القادر على جلب أو تصعيد لاعبين يكون لهم شأن كبير في المستقبل، فمن ينسى أنه أول من منح جيانفرانكو زولا الفرصة للظهور وخلافة دييغو أرماندو مارادونا.

وإن توقفنا عند مسألة النظرة في اللاعبين، فإن المدير الفني الإيطالي يعد ضمن الأفضل في هذا الصدد، فهو من جلب سانتياغو كانيزاريس إلى فالنسيا وهو من جلب فرانك لامبارد إلى تشيلسي.

وعلى ذكر تشيلسي، فإن رانييري كان الرجل الذي وضع القدر على النار الهادئة ليصنع تدريجياً فريقاً قوياً لتشيلسي بدأه بتصعيد جون تيري وجلب إيمانويل بوتي وويليام غالاس وأكثر من لاعب مميز آخر قبل أن يحضر رومان أبراموفيتش الذي ساعده لإضافة المزيد من اللاعبين المحنكين أمثال داميان داف وجو كول وكلود ماكليلي وأدريان موتو.

لكن البلوز كان صورة عملية لرانييري، الرجل الذي يزرع ويشرف على نمو النبتة ليرحل قبل أن يقطف ثمارها، ويتزامن هذا الرحيل أحياناً مع نحس غير طبيعي بعد أن اصطدم في موسم اختبار أبراموفيتش الأول بأرسنال الذي لا يُقهر فلم يكن المركز الثاني، الأفضل للبلوز في 49 عاماً، كافياً ليحافظ الرجل على وظيفته قبل أن يقتطف جوزيه مورينيو الثمار لكن قبل أن يرحل رانييري عن البلوز كان قد ضمن عملياً صفقتين من العيار الثقيل للبلوز بعد أن أوصى بالتعاقد مع ديدييه دروغبا وآرين روبين.

نحس رانييري لم يكن موجودا في تشيلسي فقط؛ بل كان حاضراً وبقوة مع روما الذي بدأ معه موسم 2009 /2010 بشكل كارثي بعد أن كان في المركز الـ 14 ووصل الفارق بينه وبين المتصدر الإنتر إلى 14 نقطة، قبل أن يقوم بانطلاقة مجنونة بدأت في ديسمبر/ كانون الأول خلف "نيراتزوري" مورينيو تمكن فيها من تجاوزه، إلا أن خسارة مفاجئة في مباراة لا تتكرر قبل 4 جولات في الأوليمبيكو أمام سامبدوريا أفقدته صدارة سهلة وأضاعت عليه كسر سيطرة الإنتر منذ "الكالتشوبولي" ومنحت مورينيو ثلاثيته.

وإن عدنا لحصد الثمار فإن رانييري حدث معه في فالنسيا نفس ما حدث في تشيلسي حيث كان أول من بدأ لبنات بناء فالنسيا الذهبي وأعد فريقاً رائعاً ارتكز فيه على تقديمه لشكل مختلف لعدة يافعين من أبناء النادي، كجايثكا مندييتا وفارينوس وخافيير ميجيل أنخيل أنغولو، وإجراء صفقات ذهبية كضم كلاوديو لوبيز وأميديو كاربوني، ليحصد بهم كأس إسبانيا في موسمه الأخير مع الفريق ويتأهل به إلى دوري الأبطال، حيث بدأ الخفافيش رحلتهم إلى النهائي الأوروبي في الموسم التالي، لكنه كذلك كان موسماً تالياً مع مدرب آخر بعد رحيل رانييري قبل أن يحصد الثمار بالكامل تاركاً هيكتور كوبر يكمل ما بدأه ويطور منه.

واليوم .. العين تبدو مركزة على ليستر سيتي ومدربها الذي لم يحاول إبعاد الفريق عن شكله الإنجليزي الكلاسيكي لكنه أضفى عليه لمسة فنية أكثر حنكة.

فمع خطة 4/2/2/2، ما زال الفريق الأزرق يعتمد على الأطراف بشكل رئيسي عن طريق تثبيت لاعبي الوسط درينكووتر وكانتي اللذين يعتمد عليهما الفريق في منح تلك الحرية الكبيرة للجزائري المرعب رياض محرز، قائد الهجمات والعقل المفكر للفريق والذي يقوم بدور يشبه دور دافيد سيلفا مع مانشستر سيتي حين كان يلعب الأخير بمهاجمين وذلك بالتحرك من الجناح، الأيمن في حالة رياض الأيسر في حالة سيلفا، إلى قلب الملعب ليمارس دور صانع الألعاب رقم 10 مانحاً الفرصة للظهير الأيمن سيمسون، الذي ربح الرهان في المباريات الأخيرة على حساب ريتشارد دو لي، للتقدم للأمام وخلق خطورة كبيرة من الجبهة اليمنى بينما يلتزم مارك ألبرايتون بدور كلاسيكي كجناح يلعب على الخط بدون فلسفة كبيرة لكن بتأثير واضح.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا