برعاية

ألتراس تونس.. كابوس يؤرق أمن الملاعب

ألتراس تونس.. كابوس يؤرق أمن الملاعب

قوانينهم صارمة ودقيقة ونظامهم أشبه ما يكون بالنظام العسكري، طرقهم في التشجيع خارجة تماما عن السائد ومتمردة عن العروض المألوفة والهادئة.. أولئك هم "ألتراس الملاعب" أو مجموعات المشجعين "المتطرفة" التي عرفت طريقها إلى تونس وباتت كابوسا يؤرق السلطات.

وتعني كلمة "ألتراس" -وهي لاتينية الأصل- "المتطرفين"، وتعبر عن المشجعين المعروفين بالانتماء التام والتعصب الأعمى للأندية الرياضية والصدام المتواصل مع السلطات.

وظهر الألتراس لأول مرة في المجر عام 1929 عبر مناصري نادي "فرنكفاروش"، لتنتقل العدوى إلى أميركا الجنوبية عبر مجموعة "تورسيدا" في البرازيل.

وفي تونس، لا تزال ريادة "الألتراس" محل خلاف شديد بين مجموعة "أفريكان وينرز" للنادي الأفريقي التي يقول أعضاؤها إنها ظهرت عام 1995، وبين مجموعة "ألتراس مكشخين" للترجي التونسي التي يزعم منتسبوها أنهم وراء نشأة أول ألتراس في العالم العربي وحتى في أفريقيا.

ونشأت هذه المجموعات في الأحياء الشعبية من قبل مشجعين معروفين بحضورهم الدائم لمباريات فرقهم، قبل أن تتأسس مجموعات خاصة تحمل أسماء ذات دلالات ثورية ومناهضة للسلطات بحسب مراد البجاوي عضو ألتراس "سوبراس" المنتمي للترجي التونسي.

يقول البجاوي إنه بعد ظهور "ألتراس مكشخين" عام 2002 تزايد ظهور المجموعات تباعا، وظهرت "تورسيدا" و"سوبراس" وكورفا سود" و"الدم والذهب" وغيرها من المجموعات التي صنعت الفرجة على المدرجات وساهمت في إشعاع ثقافة الألتراس في بعض الدول العربية.

في المقابل يرى العضو السابق لمجموعة "أفريكان وينرز" للنادي الأفريقي نبيل الزعلوني أن مجموعات الألتراس تحكمها مبادئ صارمة على كل الأعضاء الالتزام بها كشرط وحيد للحفاظ على العضوية داخلها.

وحسب الزعلوني، تعتمد تلك المجموعات على التمويل الذاتي ولا تقبل المساعدات والهبات، كما أن مداخيلها متأتية من الانخراطات السنوية أو بيع الأقمصة والقبعات الحاملة لشعارها.

وكشف أن المبادئ الأساسية للألتراس بوجه عام تقتضي عدم الجلوس والتشجيع المتواصل مهما كانت نتيجة المباراة، كما تقوم بعروض على المدرجات باعتماد لافتات عملاقة تبرز شعار المجموعة وتسمى "الباش". ومن قوانين الألتراس أن كل مجموعة تعلن عن حل نفسها فورا إذا سُرق "الباش" الخاص بها.

يذكر أن مجموعة "تورسيدا" المنتمية للترجي أعلنت حل نفسها ووقف نشاطها بعد سبع سنوات من العمل والتشجيع، وذلك على خلفية سرقة "الباش" الخاص بها في المغرب في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وقد ساهمت مجموعات الألتراس في مجريات الثورة بتونس، فقد كان مشجعو الملاعب في الصفوف الأمامية عند اندلاع الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي يوم 14 يناير/كانون الثاني 2011.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا