برعاية

مدينة الملك فهد الساحلية.. مغلقة للاستثمار

مدينة الملك فهد الساحلية.. مغلقة للاستثمار

تأسست مدينة الملك فهد الساحلية الرياضية العملاقة التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب بمدينة جدة قبل أكثر من ثلاثة عقود على يد شركة ألمانية قامت ببنائها على شاطئ البحر الأحمر, بالإضافة إلى مدينة رياضية أخرى على شاطئ نصف القمر بمدينة الخبر, لتكونا نسخة مطابقة لتلك المدن الرياضية الموجودة في ألمانيا.

وتعتبر المدينة واحدة من أكبر المرافق الرياضية والترفيهية في مملكتنا الحبيبة وكان الهدف من إنشائها هو فتح المجال أمام المواطنين والمقيمين للاستمتاع بقضاء أوقات فراغهم فيما يفيدهم بدنيا ونفسيا مقابل اشتراكات رمزية، إلا أن المدينة في السنوات الأخيرة أصبحت مهجورة وتوقف فيها النشاط بعد تسليمها لوزارة المالية بغرض الاستثمار مما أضاع متنفساً مهماً للشباب والرياضيين دون وجود البديل الذي يعوضهم في مدينة كبرى تحتاج لمواقع رياضية عدة.. (النادي) تابعت القضية في سياق التقرير التالي..

سعد الشباب والرياضيون حينما تم الإعلان عن افتتاح مدينة الملك فهد الساحلية بجدة النادي الحضاري الرياضي المتكامل المدعوم حكوميا عام 1987، الذي احتوى على منشآت وأجهزة رياضية وترفيهية مختلفة وبشكل حديث ومتطور اكتملت فيها المعدات والأجهزة الرياضية، لكل الألعاب المعروفة مع المدربين المتخصصين، بالإضافة إلى مسرح، مطعم، عيادة طبية، مكتبة.. وغيرها من المرافق.

وكانت المدينة تسعى إلى تشكيل فريق محترفين من كل لعبة تنافس به فى المسابقات مع الأندية الأخرى على مستوى المملكة وكان أعضاء النادي يدفعون مبالغ رمزية نظير اشتراكهم السنوي، فى الوقت الذي كان يقدم فيه النادي خدمات وأنشطة تفوق بكثير قيمة ذلك الاشتراك.

يأخذ كل عضو في النادي سنة تحضيرية ليتعرف فيها على الألعاب، وبعد ذلك يتخصص في الرياضة التي يراها مناسبة له، وكان النادي محطة اجتماعية، ثقافية، سلوكية، وطنية، تربوية، تهذيبية، جمعت أناسا من جميع أطياف مدينة جدة، واستطاعت أن تذيب بينهم الفروقات الاجتماعية، وتزودهم بالقيم والأخلاق والمبادئ والمفاهيم التربوية، وساعدت الرياضات وبخاصة الجماعية منها على خلق روح رياضية عالية وعقلية تنافسية متزنة ينخرط فيها الجميع، وكان يوجد صالة رياضية كبيرة وصالة مغلقة لأداء التدريبات والألعاب الفردية.

استفادت الرئاسة العامة لرعاية الشباب من المجمع الرياضي بإقامة بطولات الجمباز والكاراتيه في صالاته وكانت تقام بها أقوى المنافسات التي كانت تحظى بمشاركات كل الأندية، وزاد بعد الإغلاق إرباك صالة رعاية الشباب بسبب كثافة المباريات والمسابقات الرياضية.

كانت بعض الشركات تقيم المنافسات الرياضية للشباب بالمدينة وحظيت صالاتها باهتمام كبير من قبل المسؤولين لأجل الشباب الذين صدموا لأغلاق هذه المنشأة الكبرى التي كانت حلا للكثير من همومهم الذين يقضون أوقاتهم فيها.

أكد مسؤول الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومدير مكتب جدة أحمد الروزي بأن مدينتي الملك فهد الساحلية بجدة والدمام كانتا تابعتين للرئاسة العامة لرعاية الشباب وكانتا أبرز المنشآت التي تقدم خدماتها للشباب السعودي برسوم رمزية وكانوا يمارسون بها الكثير من النشاطات الرياضية والثقافية والاجتماعية, حيث كانت مجهزة لجميع المناشط والفعاليات وكانت تستقطب أكثر من (5000) مشترك سنويا.

وبين الروزي بأن من أبرز ما استضافتة مدينة الملك فهد بجدة برنامج الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الموجهة للشباب (ملتقى شباب مكة) الذي شارك به أكثر من 300 ألف شاب وبرنامج ملتقى المسؤولية الاجتماعية واليوم الثقافي السعودي الأوزبكي الذي نفذته وزارة الثقافة والإعلام وكانت المدينة الساحلية بجدة تنفذ أكثر من 150 برنامجاً من برامج الشباب الخاصة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب هذا خلاف البطولات الرياضية المحلية والدولية وقد صدر توجيه من المقام السامي بتسليمها لوزارة المالية بغرض استثمارها لصالح الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتم بالفعل اخلاؤها وتسليمها لفرع وزارة المالية بجدة قبل ثلاث سنوات تقريبا.

أبدى المشاركون في عضوية المدينة الرياضية استغرابهم من إغلاق النادي وتسليمه لوزارة المالية (قبل عدة أعوام) لتحويله إلى قطع أراض استثمارية تُبنى عليها الأبراج التجارية للاستفادة أكثر من الموقع في النواحي المالية, حيث أصبح النادي مهجورا بشكل كبير ولا يوجد به أحد، بينما لم يتم توفير البديل الذي يستوعب طاقاتهم ونشاطاتهم إلى هذه اللحظة.

كما عبروا عن حيرتهم بعد فقد مكان كان يضم نشاط آلاف الأعضاء غالبيتهم من الشباب, مؤكدين بأن بيت الشباب بجدة رغم أنه يقوم بنفس الدور, إلا أن الكثافة السكانية تحتاج إلى أكثر من مقر رياضي للشباب, حيث تسبب إغلاق مدينة الملك الساحلية في حيرة بعد أن كان الشباب يقضون أغلبية وقتهم في هذا الموقع، دون طرح البديل لهم، فبدل أن يتم افتتاح مدن رياضية كبيرة على شاكلته بجوار بيوت الشباب نهدم مكانا رائعا كان الكل يتنزه فيه وكنا نشاهد كبار السن والأطفال وهم يمارسون الألعاب في هذه المدينة الرياضية الكبيرة.

اتفقت آراء الشباب الذين طالبوا بإعادة النظر في إغلاق المدينة الرياضية حيث يقول أحمد سعيد الغامدي ماذا يحصل بعد إغلاق هذه المنشأة الرياضية التي تحمل هموم الشباب هل يتم تحويلها إلى أراض للاستثمار وهناك الكثير من الأماكن غيرها؟، فهي بالفعل كانت محل اهتمام الشباب والآباء وحتى كبار السن لقضاء أوقاتهم فيها واعتقد أن إهدار هذا الموقع فيه إحباط لطموح الشباب، والبعض منهم لديه إصابة بالسكري وكان يقضي وقته في التدريبات من أجل العلاج مشيرا الى أن الأمر غريب لكن يعتقد أن المسؤولين لن يتركوا الأمر, مناشداً كل الرياضيين بالوقوف من أجل إعادة هذه المنشأة إلى مكانها الطبيعي قبل هدمها وفيها كافة الأنشطة الرياضية وإيقافها بشكل مفاجئ أمر محير.

أكد محمد السميري بأن إغلاق المنشأة أثار دهشتهم وهو أمر غريب ولا يحتاج إلى اجتهادات موضحهم بأنهم كانوا يقضون أوقاتهم في هذه المنشأة الرياضية الكبيرة ولكن أغلقت أفضل منشأة تمنوا أن تبقى بعد أن كلفت الملايين من الريالات، وقدمت إسهامات كبيرة للرياضة والرياضيين بمختلف فئاتهم.

أوضح حمدي العلافي بأن الوضع غريب متسائلاً كيف يتم هدم اهم منشأة رياضية في السعودية عالمية مؤكداً بأنهم يمارسون نشطاتهم في هذه المنشأة ويتطلعون إلى عدم هدمها مطالباً مسؤولي الرئاسة العامة لرعاية الشباب لإعادتها إلى وضعها حيث إن المبنى كان يجمع الشباب الذين يحتاجون إلى مثل هذه الأماكن من أجل ممارسة هواياتهم وألعابهم داعياً أن يتم إعادة النظر في الأمر, حيث إنهم يعيشون في وقت يشكو فيه أغلبية الناس من الأمراض السكري وغيره ويأتون للجري والسباحة, لأن الجسم السليم في العقل السليم ولا بد أن يكون هناك وضع آخر لحياة أفضل لشبابنا الذين يحتاجون إلى مراكز رياضية، فبعد إغلاق الموقع اتجهوا إلى المواقع التجارية التي استغلتهم بمبالغ كبيرة تصل إلى 2000 و3000 ريال وهناك أناس لا تستطيع الدفع ومدينة الملك فهد ساهمت في ممارسة الشباب للألعاب بأسعار رمزية، مناشداً المسؤولين في الرئاسة لإعادة النظر وفتح هذا المركز المميز في موقع استراتيجي جدا ويعتبر أحد رموز جدة.

بيّن سعيد الزهراني بأن الأمر لا يحتاج إلى نقاش وأنهم يبحثون عن المراكز في هذا الوقت من أجل التدريب, مؤكداً بأن وجود مدينة الملك فهد كان يسهل عليهم الأمر كثيرا وكانوا يؤدون التدريبات بشكل رائع وفجأة تم إغلاق المركز ولا يدرون لماذا بعد أن كانت المدينة رائعة ومميزة وكانوا يمارسون فيها كل الألعاب.

وقال سعد العمري إن الأمر يحتاج إلى إعادة نظر وأنهم كشباب ليس لهم سوى هذه المنشآت التي يمارسون بها ألعابهم متسائلاً كيف يتم هدم المنشأة التي كلفت ملايين الريالات بسهولة, متمنياً استمرار اللعب في هذه الصالات الكبيرة والمميزة.

تجولنا بكاميرت (النادي) حول المنشأة ورأينا الحزن والهدوء الذي يسيطر على المنشأة بعد أن كانت شعلة من الحركة وبواباتها كانت مفتوحة ولكن الآن أصبحت السلاسل على أبوابها والطريق للدخول للمنشأة مغلق بشكل واضح وممنوع الاقتراب أو الدخول, حيث إن الأمر أصبح صعبا وتصدعت أرضيات المنشأة بسبب الإهمال كما ان الملاعب غطت عليها الأملاح والصدأ وامتلأت بالقمائم والمتروكات التي تم إزالتها تحت حرارة الشمس الحارقة لدرجة وأصبحت بوابات ملاعب كرة القدم بصورة سيئة بشكل كبير.

وأثناء تجولنا شاهدنا (بوت) جعلنا نتابع ما هو أمر واكتشفنا بأن الأمير فيصل بن فهد "يرحمه الله" قم بإهداء البوت لـ(شباب جدة) من أجل ممارسة الألعاب البحرية, حيث تعتبر مدينة الملك فهد بجدة ساحلية على شاطئ بحري لذلك الكل يبحث عن الاشتراك بسبب الأجواء وجمال الموقع ولكن الآن أصبح (البوت) مهجوراً يريد لفتة من أجل أن يعود بدلا من نسيانه وخسارته.

- أنشئت مدينة الملك فــهد السـاحلية على مســاحة إجمــالية تقدر بحوالي 12000 متر مربــع.

- صالة الألعاب.. وتشمل (تنس الطاولة، كرة السلة، تنس الريشة، الكرة الطائرة) وتبعد هذه الألعاب من الصالة أحيانا لتتحول لملعب سداسيات كرة القدم وتقام عليها بطولات محلية وخارجية.

- المسبح.. متوسط المساحة يتميز بتجهيزاته الكاملة ونظافة مياهه.. كما تقام عليه بطولات في فترة الصيف تحت إشراف مدرب مختص وطاقم من المنقذين.

- صالة البولينغ.. وهي صالة احترافية تحوي 12 مسارا للعب ومجهزة بالكامل وهي تحت إشراف مدرب مختص.

- مبنى الإسكواش.. وهي أربعة ملاعب متجاورة وفيها مكان خاص للمتفرجين.. وتخضع لإشراف مدرب مختص وتقام عليها دواري داخلية فقط.

- ملعب كرة القدم (سداسيات): وهو الملعب الخاص بتمارين كرة القدم (كبار، ناشئين، براعم) وهو ملعب مجهز بالكامل من إنارة ومرامٍ وأرض مستوية تحت إشراف مدرب مختص.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا