برعاية

محمد بن سلمان.. مواقف تسعد الوطن وتحفز الشباب على الإبداع

محمد بن سلمان.. مواقف تسعد الوطن وتحفز الشباب على الإبداع

    لم يكن دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للرياضة ووقوفه مع شباب الوطن مستغرباً، أو شيئاً خارجاً عن المألوف، أو أمراً جديداً على الأدبيات المتعارف عليها بين هذا الوطن وقيادته وشعبه، فوقفته كما جاء في تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب (ماهي الا امتداد للرعاية التي يحظى بها شباب ورياضيو المملكة من القيادة، وتجسيد حقيقي لرؤية الوطن وقادته تجاه أبنائهم الرياضيين).

هذا القائد الشاب يؤمن بتنوع الهوايات والمناسبات الشبابية وضرورة تقدمها وتألقها وأهمية توفير الأجواء وتذليل الصعاب حتى يشق الرياضي في المملكة طريقه نحو ما يمكنه من تسجيل درجات التفوق في ميدان المنافسة الشريفة وملاعب كرة القدم والصالات الرياضية، وما يميزه أنه كما هو ديدن القيادة -حفظها الله-، يعيش واقع الشباب وملم بظروف المجتمع وقادر على معايشة ومواكبة التطوير ومعانقة آفاق المستقبل، ومدرك لمتطلبات الرياضيين والانطلاقة بهم من جديد إلى واقع مختلف يميزهم ويبرز شباب الوطن وينهض بهم إلى حيث الواجهة الدولية وناصية التنافس العالمي، خصوصاً وأن الرياضة تحولت إلى احتراف وأصبحت صناعة ومجالاً مربحاً بدليل وصول عوائدها لدى الإدارات الناجحة مليارات الدولارات، وقبل ذلك فهي رسالة سلام ووسيلة تعارف ولغة تسامح بين شباب العالم ورابط قوي بين البلدان.

بالأمس كان الشارع الرياضي السعودي وجلاً وهو يقرأ الاخبار ويستمع ويشاهد الفضاء يبث خبر انسحاب منتخب وطنه من ملاقاة منتخب فلسطين في تصفيات مونديال روسيا 2018 ونهائيات كأس آسيا 2019، اعتصره الألم والحزن وهو يتخيل المشهد الرياضي العالمي الآسيوي يخلو من منتخب بلاده لظروف فرضها التمسك بالمبادئ الراسخة التي تسير عليها القيادة السعودية والوطن والشعب ككل، ولكنه في الوقت ذاته فخور بموقف وطنه وعدم الانصياع والخنوع من أجل نتيجة مباراة، الأمير محمد بن سلمان القائد الشاب والرجل الطموح والإنسان المدرك لكل صغيرة وكبيرة، رفض مشهد انسحاب منتخب بلاده، وفرص المحاولات متاحة والحلول ممكنة فكان موقفه القوي وتدخله الإيجابي، وبين لحظة وأخرى تحولت الحسرة إلى فرح والأزمة إلى انفراج، وهكذا هم رجال المواقف والمبادئ والقرار يعرفون متى يتدخلون ويدركون ماهي النتائج.

مثل هذه المواقف والتدخل في اللحظات الحاسمة هي من يعزز روح المواطنة والتحفيز لدى الشباب وعشاق الرياضة ويبث فيهم الحماس والعمل قدر الإمكان أن تكون النتائج متوافقة وطموح القيادة، لذلك كان الإجلال والاكبار لهذا الموقف الوطني المشرف الذي احتفل به وباركه جميع شباب الوطن والمجتمع السعودي.

شكراً محمد بن سلمان، شكراً ولي ولي العهد، شكراً المسؤول الشاب، على جهدك الذي تكلل بالنجاح، وتحركاتك التي انتهت بتجنيب منتخب بلدك الانسحاب من تصفيات تظاهرتين كرويتين تعدان هما الأكبر على مستوى العالم والقارة الآسيوية، أما وقد شاهدنا موقف القيادة تجاه الشباب ورياضاتهم، فلابد أن يكون لدى القيادة الرياضية في رعاية الشباب واتحاد الكرة المبادرة على التغيير وترتيب الاوراق، وجعل دعم ولي وولي العهد كما هو دعم القيادة الانطلاقة الحقيقية نحو ثوابت رياضية جديدة تخلع ثوب الفوضى وعباءة التهاون، وجلباب عدم القدرة على حسم الأمور، اليوم ربما تتدخل القيادة وتنقذ الموقف على الصعيد الرياضي وقد فعلت ذلك من قبل في مواقف ومناسبات عدة، وغدا ربما تكون مشغولة بما هو أهم، لذلك القيادة الرياضية أصبحت أمام مسؤولية كبيرة لابد أن تدركها وتعمل من أجل تحملها وتأديتها على أكمل وجه، لا أن تبقى في المربع الأول من دون تحريك عجلة التقدم والقدرة على اتخاذ القرارات التي تنهي الفوضى وتحرر كرة القدم والرياضات الأخرى من العشوائية، التي تجعل رياضتنا واتحادها الكروي يقفان في موقف الضعف في الكثير من المناسبات، وقد شاهدنا وتألمنا من ذلك في مواقف عدة آخرها عدم حسم مصير مواجهة فلسطين، قبل أن يتدخل ولي ولي العهد ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

لسان حال كل رياضي يسأل (إلى متى والكرة السعودية يهوي بها تخطيط عشوائي وعمل ارتجالي ومجاملات لا تنتهي من اتحاد الكرة ولجانه؟)، المسؤول الرياضي المخلص لابد أن يستشعر اهتمام القيادة بالشباب وحرصها على تفوقهم وبقائهم في الواجهة دائماً، البقاء في دائرة الإخفاق وعدم تحمل مسؤولية التطوير ونفض غبار الكسل لا يعمد إليه إلا العضو المفلس والشخص الذي تهمه مصالحه الخاصة بعيداً عن المصلحة العامة.

نقولها بكل صراحة الرياضة السعودية وكرة القدم بحاجة إلى اعادة ترتيب وقرارات تأخذ بيدها إلى حيث كانت تتسيد القارة الآسيوية لا بكثرة المشاركات وعدد الأعضاء غير المؤثرين في الاتحاد القاري، ولكن بالإنجازات الدولية والتأثير في صناعة القرار الصحيح، من الممكن أن يكون لديك الأموال وانواع الدعم والعدد الكبير للاتحادات والأندية، ولكن ما الفائدة إذ كان المسؤول الرياضي غير قادر على الاستثمار الصحيح؟!، ما نشاهده حاليا أمر لا يباركه الا من أراد لنفسه الرضوخ للوهن والقبول بالتراجع عن الصفوف الأولى، فدعم القيادة لابد أن يواكبه وجود عقول في اتحاد الكرة تعرف كيف تعالج السلبيات وتتخذ القرارات في الوقت المناسب، وتخرج من الحالة المتردية، عقول لا تُحْرج وتضعف أمام البت بعقد لاعب وإقالة مدرب وإبعاد إداري وايقاف الخارجين عن النص، والاستسلام للضغط الاعلامي والجماهيري والانحياز للأندية صاحبة الصوت الأقوى، والورطة في تأجيل مباراة والضعف في مواقف تتطلب القوة من حيث اتخاذ القرارات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا