برعاية

على مسؤوليتي:الفساد... الأدلّة والصمت

على مسؤوليتي:الفساد... الأدلّة والصمت

أصبحنا نخشى أن يأتي يوم «أسود» في رياضاتنا التي تعيش أصلا في ظلام دامس نردّد فيه كلمات الانهزام والاستسلام التي قالها الأديب العالمي نجيب محفوظ» إننا نستنشق الفساد مع الهواء فكيف تأمل أن يخرج من المستنقع أمل حقيقي لنا؟».

جميعنا يتذكّر بكل أسف مظاهر الفساد التي طالت رياضتنا في العهد البائد. ولا أحد ينكر شبهات التلاعب بالنتائج، وشراء الذمم، والتحكم في صافرة و«أرواح» الحكام، وهذا فضلا توظيف نجاحات الجمعيات ومختلف الرياضات والاختصاصات لتلميع نظام بن علي والدعاء له في المساجد والملاعب والمسابح... وهذا فضلا عن التسبّب في قتل الأبرياء والعمل على طمس الحقائق، ووضع اليد على الهياكل الرياضة، والمنتخبات الوطنية وتطويع القوانين خدمة للمصالح الشخصية...

هذا جزء يسير من تاريخ طويل وغير «مشرف» للرياضة التونسية، وعلى رأسها اللّعبة الشعبية الأولى في الجمهورية التونسية والعالم وهي كرة القدم.

جاءت ثورة جانفي. وقلنا في قرارة أنفسنا «الثائر الحقّ هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد». وبادرت الجرائد والتلفزات والاذاعات بفتح الملف «الأسود» و«الأخطر» في الرياضة التونسية. وساهمت العديد من الأطراف في «حملة النظافة» خاصة بعد أن تحررت الاقلام، ووصل صاحب «القدم الذهبية» طارق ذياب إلى وزارة الشباب والرياضة. وأعلن بأعلى صوت آنذاك عن اعتزامه «محاربة» الفاسدين في وزاته وما جاورها. وعقد «امبراطور» الكرة الافريقية والتونسية ندوة صحفية وصفت بـ«التاريخية»، كشف خلالها تورط ما لا يقل عن 3 وزراء و8 موظفين، وشملت التحقيقات والأبحاث أيضا شركة النهوض بالرياضة (وجميعنا يتكر لغز الصندوق الأسود) كذلك الحي الوطني... ثم توقفت التحقيقات فجأة، وعاد إلى رفوف النسيان لأكثر من سبب.

لقد توفرت في تلك الفترة الارادة السياسية لـ»محاربة» الفاسدين، لتستعيد الرياضة التونسية «نظافتها» و»شرفها». كما أفرزت اجتهادات وتحركات بعض الشخصيات الرياضة الفاعلة عن مسك خيوط اللّعبة. كما فعل رئيس الافريقي سليم الرياحي عندما تمّ الكشف غن التسجيلات الصوتية، وفتحت آنذاك الجامعة التونسية لكرة القدم والجهات القضائية مكاتبها لاجراء التحقيقات واستنطاق «المتورطين» صباحا مساء ويوم الأحد في التلاعب بنتائج المقابلات. ولم يقتصر الأمر على رابطة «المحترفين» بل حصلت قضايا مشابهة في بقية الرابطات والجهات...

لقد توفرت الارادة السياسية (وزارة طارق ذياب). وتحصلت الجهات المعنية على الأدلة المادية لـ«جرائم» الفساد في كل الرياضات والرابطات والاختصاصات دون النجاح في القيام بمعالجة جذرية لهذا الملف، بل أن الأصوات تعالت مؤخرا دفاعا عن «رموز الفساد» في نطاق ما سيعرف مستقبلا بـ«المصالحة الرياضية» اقتداء بما يحدث في بقية القطاعات الأخرى.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا