برعاية

(قصتي).. نادال والعم توني (2)

(قصتي).. نادال والعم توني (2)

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار عالم الرياضه ونجومه، وندخل معاً الي الكتاب الخاص بنجم التنس الاسباني رافائيل نادال.

كان توني (نادال) يحلم بان يكون بطلاً للتنس. برع في هذه الرياضه منذ صغره، واصبح احد افضل لاعبي التنس في مايوركا، وكذلك خلال فتره كان افضل لاعب تنس طاولة في الجزيره. كان يتمتع بلياقه بدنيه وعقليه جيده، ولكن عندما غادر الجزيره ليصبح محترفاً اكتشف انه يفتقد للدفعه التي تمكنه من مقارعه الكبار، ليكرس جهوده للتدريب.

في الوقت الذي يبرز فيه المدربون اهميه التحكم في الكره، كان توني يشدد علي اهميه القوه الهجوميه للضربات الساحقه، وكانت هذه النصيحه الاولي التي اعطاها لابن اخيه في بدايه مشواره مع اللعبه عندما كان في الرابعه من عمره.

بعد ذلك كرس جهوده لمهمه اصعب، اعداد منافس محصن ذهنياً، وقد بدا في معامله ابن اخيه بصوره غير عادله مقارنه بزملائه، ولكن دون ان يسمح له بالشكوي. كان زملاء نادال يتذكرون ان توني كان يامر نادال صارخاً عندما كان يتلكا، كي يجمع الكرات او يمسح الارض، والفتي يحني راسه ويطيع.

وعندما كانا يتدربان بمفردهما كان يطلب من رافا اللعب في نصف الملعب المواجه للشمس، وبعدما يبدان اللعب بكرات جيده، في منتصف التمرين يجعله يلعب بكره قديمه، وعندما كان نادال يشكو فان توني كان يقول له "قد تكون الكرات من الدرجه الثالثه ولكنك من الدرجه الرابعه".

وفقاً لتوني، فان قسوته كانت في مصلحه نادال، فهذه اللطمات التي وجهها لمعنوياته، والانضباط التام الذي كان يُطلب من نادال كان له هدف استراتيجي: تدريبه علي الصمود، والذي افتقر اليه عمه وحرمه من التخرج من المدرسه الداخليه حيث ترجّي والديه لاخراجه منها، وكذلك من استكمال دراساته الجامعيه في مجال الحقوق والتاريخ.

ويقول توني "المشكله الحاليه هي ان الابناء اصبحوا في بؤره الاهتمام. يستثمر الاباء جهداً كبيراً في تعزيز تقديرهم لانفسهم لدرجه يشعرون معها انهم متفردون بطبيعتهم، من دون ان يفعلوا شيئاً. يعيشون مرتبكين لا يفهمون ان الناس ليسوا متفردين بطبيعتهم، وانما بما يفعلونه".

ويضيف "لا بد من التحلي بالتواضع، وانتهي الامر. التحلي به ليس محل ثناء. لا استخدم كلمه متواضع لوصف رافائيل. هو يعرف مكانه في العالم، والجميع ينبغي عليهم معرفه اماكنهم في العالم.. الناس يبالغون احياناً في موضوع التواضع. انها ببساطه مساله معرفه اين نحن، وان العالم سيظل كما هو ولن يتغيّر من دوننا".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا