برعاية

يورجن كلوب …الرجل العادي الذي فعل ما لم يفعله الرجل المميز 

يورجن كلوب …الرجل العادي الذي فعل ما لم يفعله الرجل المميز 

مضي زمن طويل لم نر فيه وقعاً سببه انتقال مدرب الي  ناد ما كالوقع الذي خلفه انتقال المدرب الالماني  يورجن كلوب الي نادي ليفربول الإنجليزي.حيث اثار هذا الانتقال حماسه المشجعين والصحافه المختصه الانجليزيه منها وغير الانجليزيه  علي السواء في ظاهره نادره جداً في عالم كره القدم عموماً وفي كره القدم في العالم العربي خصوصاً الذي تميل فيه السيطره الجماهيريه للريال والبرشا…لكن كلوب كسر هذه القاعده و استطاع كلوب ان يقوم بما فشل مدربون كبار كمورينيو وانشيلوتي وجوارديولا وسواهم ويعيد ناديه الجديد الي الواجهه حتي دون ان يلعب ؟

اولاً …السمعه والهويه التكتيكيه الواضحه

يمتلك كلوب سمعه عالميه في اعاده بناء الفرق المتهالكه وايصالها الي مراتب عاليه  ، وهو ما فعله مع ماينز الذي اصعده من الثانيه الي الاولي واوصله الي كاس الاتحاد الاوروبي ومع بروسيا دورتموند الذي حوله من فريق علي حافه الهبوط الي احد ابرز الفرق الالمانيه والوحيد الذي استطاع مقارعه بايرن ميونخ لفتره تزيد عن اربعه اعوام _اجمالاً تستطيع مقارعه البايرن لموسم واحد علي الاكثر_ محرزاً بطولتين للدوري وايضاً وصل الي نهائي الابطال ليخسر امام البايرن نفسه  الذي كان من المستحيل هزمه في تلك الفتره. وهو ما اطلق اشعل  الامل لدي ليفربول في عوده فريقهم للامجاد القديمه او علي الاقل الاقل قدماً منذ العام ٢٠٠٥ تحت قياده رافاييل بينيتز .

تكتيكياً يعتمد كلوب اسلوباً قائماً علي الضغط المتواصل علي الخصم والضرب بمرتدات سريعه جداً، وهو ما يعني عملاً متواصلاً بدنياً وفنياً وانضباطاً،اي وجود  شخصيه ظاهره  المعالم علي ارضيه الملعب وافكار واضحه للتطبيق  وهو ما افتقده ليفربول منذ رحيل سواريز ومن بعده سترلينج وتخبط رودرجز بعدهما في ايجاد الهويه المناسبه .

يمتلك الالماني يورجن كلوب شخصيه كارزميه ملفته ميزها الصدق والاحترام الدائم للمنافس والاهم الطرافه والجدليه في التصريحات والتصرفات داخل الملعب وخارجه وهو ما جعل متابعته علي خط التماس مثيراً بقدر مشاهده فريقه علي ارضيه الملعب. ومع الكثير من الفيديوهات والصور التي تداولتها  مواقع التواصل الاجتماعي سابقاً وتتداولها حالياً بعد التوقيع تعززت هذه الشخصيه المحببه لدي جمهور الكره العالمي من كل الشرائح …مما جعل عودته حدثاً سعيداً لكره القدم بشكل عام.

يعتبر ليفربول الانجليزي حاله خاصه جداً في عالم كره القدم ، فهو ناد عريق للغايه بتاريخ كبير جداً وجماهيريه عاليه تصل الي حد الولاء الاعمي. لكنه بالمقابل يبحت عن نفسه منذ العام ١٩٩٠ عندما احرز اخر القابه في الدوري المحلي ليتخلي بعدها عن صداره الالقاب لليونايتد الذي اكتسح الساحه بوجود مدربه الاسطوري اليكس فيرجسون.و من وقتها والفريق يحارب لاستعاده هيبته المحليه والتي اقترب منها مرات عديده لكنه فشل في ذلك حتي بوجود بينيتز الذي قاده للمجد الاوروبي عام 2005. خصوصيه ليفربول الجماهيريه والتاريخيه وعداؤه مع اليونايتد الذي يشكل حاله فريده في عالم كره القدم مع قدوم كلوب الجدلي ايضاً حققت حاله مثيره جداً من كل النواحي للجماهير والاداره والمدرب علي حد سواء .

الخصوصيه نفسها هي التي دفعت كلوب لقبول العرض الاحمر تحديداً علماً انه كان مرصوداً سابقاً من فرق عده ابرزها ريال مدريد، تشلسي، مانشستر سيتي  وحتي بايرن ميونخ نفسه الذي توقع الكثيرون ان يعمل علي التوقيع معه خلفاً لجوارديولا. لكن المدرب الالماني الذي اعلن مراراً رغبته في التدريب في انجلترا _وهو ما الغي  احتمالي ريال مدريد وميلان_ فضل التوجه نحو ناد ذي جماهيريه استثنائيه يكون قادراً فيه علي اعاده البناء  وفق افكاره هو علي الذهاب الي تشلسي او مانشستر سيتي اللذان يتملكان الادوات التكتيكيه الناجحه التي يصعب التخلي عنها مما يحد من امكانيه اطلاق العنان لخياله او علي الاقل سيعمد الي بتغيير كبير  ليطلق هذا الخيال. عدا عن ان الضغوطات ستكون اكبر في النوادي المذكوره اعلاه مما هي عليه في ليفربول حيث سيكون الصبر عنواناً للنهايه الموسم الحالي علي الاقل علي اعتبار انه لم يتدخل في عمليه الاعداد او الشراء . اما بالنسبه لبايرن ميونخ فهو خيار مرفوض لفتره ليست بالقصيره  بالنسبه لمن بني منافسه الابرز في السنوات الاخيره كنوع من الاحترام للذات ولدورتموند .

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا