برعاية

كلاسيكو الكرة المصرية.. "حرب فنية" بين "المبروك" و"البروفيسور"

كلاسيكو الكرة المصرية.. "حرب فنية" بين "المبروك" و"البروفيسور"

"لا يمكننا تخطي فريق يلعب بالسحر، ويعتمد علي الاعمال السفليه، ابعدوا عنا جامايكا"! هذه الكلمات السابقه ليست جزءا من سيناريو فيلم كوميدي، او مسلسل خيال علمي، بل هي تصريحات مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك، في حديثه الاخير قبل "الديربي"، حينما اتهم منافسه الاهلي بالاعتماد علي السحر من اجل الفوز.

وبعيداً عن لعبه "البيضه والحجر" التي يستخدمها الرجل الذي يفتخر بمحاربه جماهير اللعبه مرارا وتكرارا، فان القمه الاشهر في الوطن العربي تستحق مزيداً من الضوء، خصوصاً علي الصعيدين الفني والتكتيكي، في محاوله جديده لاعاده الروح الي الجسد، وتعديل مسار الكره المصريه، حتي تعود مره اخري الي سابق عصرها، وتساهم في اسعاد ملايين العشاق في مختلف انحاء الوطن العربي الكبير.

بين شد وجذب الجماهير الاهلاويه، اتخذت اداره الاهلي قرارها الحاسم بتجديد الثقه في المدرب فتحي مبروك لموسم اخر، لاعب الاهلي القديم ورجل الطوارئ كما عُرف عنه، يريد لنفسه دورا جديدا هذا الموسم مع اصحاب القميص الاحمر، فالمبروك تمرد اخيراً علي شخصيه "الرجل الثاني"، وانتزع افيش البطل رغم انف منتقديه، ليكون علي راس الطاقم التقني لقلعه الجزيره خلال الفتره المقبله.

يشارك مبروك مجاذيب الاهلي حبهم وعشقهم للكيان، لكنه لا يُشبههم علي طول الخط، انها دراما الزمان التي جعلته ينتمي الي زمن اخر، يختلف في كل تفاصيله عن سمات العصر الحالي، حيث ان الكلمه العليا لصوت الشباب، الفئه الاكثر حضورا وسط مدرجات "التالته شمال"، الخاويه حالياً بفعل فاعل.

فتحي هو المبروك امام الزمالك، خطف منهم الدوري في الموسم الماضي، وهزمهم بجداره هذا العام رغم فوز ابناء ميت عقبه بالبطوله المحليه في النهايه. انه الشيخ العجوز الذي لا يُغيّر قناعاته، ويلعب دائماً علي المضمون، ويميل فقط للثوابت، دون الاخذ في الاعتبار بفكره التغيير والميل الي عامل المفاجاه.

لذلك يلعب الاهلي في الاغلب بخطه 4-2-3-1 دون تغيير، رباعي دفاعي صريح مكون من باسم علي، نجيب، سمير، وحسين السيد. ومع غياب حسام غالي، يدخل فتحي في القائمه الاساسيه بجوار عاشور كمحوري ارتكاز، بينما يتكفل الثلاثي سليمان، السعيد، رمضان صبحي بالعمل الهجومي، خلف راس الحربه المتقدم عمرو جمال.

لعبت الاصابات دورا في الوصول الي هذا التشكيل المحتمل، لكن في معظم الاحوال، يحافظ الفريق الاهلاوي علي معظم عناصره، مع الابقاء علي الصفقات الجديده كاوراق رابحه عند الحاجه، وبالتالي من الممكن ان نشاهد جون انطوي اذا تعثرت الامور، او احتاج نادي القرن الافريقي الي عون جديد.

ينادونه بالبروفيسور، في دلاله واضحه علي هدوئه المريح لنجومه، والمستفز لخصومه، انه جوزفالدو فيريرا، الرجل الذي تولي مهمه تدريب الزمالك، وقاده في النهايه الي لقب الدوري بعد سنوات عجاف. ورغم كل محاولات رئيس ميت عقبه مرتضي منصور، من اجل ابعاد الرجل او تقليل نفوذه، فان البرتغالي يسير بخطي ثابته وبهدوء يُحسد عليه، حتي هذه اللحظه قبل ساعات قليله من "ديربي" الكاس.

فيريرا مدرب يهتم بالتكتيك، ويحاول بناء نظام تكتيكي رئيسي، يهدف من خلاله الي فتح الملعب عرضياً عن طريق اكثر من لاعب، من اجل خلق الزياده العدديه 2 ضد 1، 3 ضد 2، وحتي 2 ضد 2، علي الخط الجانبي من المستطيل الاخضر، بالتحديد في انصاف المسافات بين لاعبي الفرق المنافسه.

لذلك يعتمد البروفيسور علي خطه 4-3-2-1، بتواجد ثلاثي وسط ملعب، واحد بالعمق امام الدفاع، وثنائي علي اليمين واليسار، من اجل الربط مع الاظهره، والتحرك في المناطق المزدوجه بين الارتكاز والاطراف، مع اعطاء الحريه الكامله لثنائي صناع اللعب، خلف المهاجم المتقدم داخل منطقه الجزاء.

جنش في الحراسه، مع حازم، جبر، كوفي، وطلبه في الدفاع، بينما طارق حامد هو الاقرب لشغل مركز الارتكاز المتاخر، رغم ان لاعبا بقدرات ابراهيم عبد الخالق سيكون انسب، رفقه كل من عمر جابر ومعروف يوسف، مع الضرب في الامام باصحاب المهارات الخاصه، كهربا وحفني بالتعاون مع باسم مرسي.

يتذكر جمهور الكره المصريه بكل خير نهائي الكاس 2007 بين الكبيرين، الاهلي والزمالك علي ملعب القاهره الدولي، قمه الاهداف الغزيره بين ثنائي تدريبي من العيار الثقيل، مانويل جوزيه وهنري ميشيل، خلال المباراه التي انتهت بفوز المارد الاحمر، بنتيجه اربعه اهداف مقابل ثلاثه، بعد الوقت الاضافي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا