برعاية

أنا زلاتان (29) الإصابة الخطيرة وترنح الإنتر

أنا زلاتان (29) الإصابة الخطيرة وترنح الإنتر

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره، وعالم نجومها، وندخل سويّاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي، زلاتان إبراهيموفيتش.

اصبحنا مجددا في صداره الترتيب بعد عقد التسعينيات الكئيب، الذي ابتعد فيه الانتر عن الالقاب. الفريق كلهُ ارتقي لمكانه جديده عندما وصلت له، لهذا حصلت علي الفرصه، ومينو رايولا كان في موقف جيد للمفاوضات. الان حان وقت اعاده المفاوضات بين الطرفين لتحسين العقد ولا يوجد اي شخص يفعل ذلك افضل من مينو. لقد قام بممارسه كل خُدعه ضد موراتي. لا اعرف كيف تم الحديث بينهما لانني لم اكن موجوداً معهما قطّ في تلك المفاوضات، لكن كانت هناك احاديث عن رغبه الريال بالتعاقد معي، ومينو استغل ذلك وقام بالضغط بقوه علي موراتي. وفي الحقيقه، لا اعتقد انه كانت هناك حاجه ماسه لفعل ذلك فالاحداث تغيرت الان. عندما وقّعت مع الانتر كنتُ اريد بشده الخروج من نادي اليوفنتوس، وموراتي استغل ذلك بسهوله. في هذا المجال دائما تحاول ان تضرب نقاط الضعف لدي خصمك. هذا جزء من اللعبه. تضع السكين علي حلقه. اتذكر ان موراتي قام بتخفيض مرتبي اربع مرات لكنهُ كان يعرف ما الذي سيحدث فانا ومينو وافقنا علي الانتقال للانتر رغم ذلك.

لكن موراتي لم يعد قويا في المفاوضات كما كان، بالنظر الي اهميتي في الفريق، لم يكن يستطيع ان يتحمل خسارتي. لم يمر وقت طويل قبل ان يقول " اعطوا الفتي ما يريده". حصلت علي عقد رائع بالفعل ولاحقا عندما تسربت بعض الاخبار عن ارقام عقدي الجديد، كان يبدو انني كنت صاحب اعلي مرتب في العالم. في البدايه لم يكن احد يعرف بالامر لان من طلبات موراتي في العقد الجديد هو ابقاء الارقام بشكل سري لمده تتراوح بين 6-7 اشهر، لكن الاخبار تسربت علي الفور بعد ذلك. كنا نعرف في الحقيقه ان هذا سيحدث والامر الجلل في ما حصل بعد ذلك لم يكن المرتب نفسه، بل الضجه الكبيره التي احدثها الاعلام عنه، بسبب ارتفاع الراتب.

ضغوطات كبيره ؟ احب هذا. احب ان يكون هناك ضغط كبير مفروض عليّ. قمت باستغلال ذلك الضغط وواصلت العمل. في منتصف الموسم كنت قد سجلت عشره اهداف والهستيريا كانت مستمره حولي " ابرا.. ابرا ". في ذلك الموسم كان يبدو اننا قمنا بتامين الاسكوديتو منذ شهر فبراير/شباط. لم يكن يتضح وجود اي فريق قادر علي ايقافنا.

في الدور الثاني من دوري الابطال، واجهنا ليفربول في المباراه الاولي في ملعب الانفيلد. كانت الاصابه التي اعاني منها في الركبه تحد من قدراتي. قدمنا مباراه كارثيه وانتهي اللقاء بخسارتنا 2-0. كنت بحاله سيئه للغايه. بعد ذلك اللقاء لم احتمل الامر، لهذا قمت بالفحوصات، والاخبار جاءت بسرعه: لدي التهاب في وتر الرضفه. وتر الرضفه هو امتداد لعضله الفخذ. تغيبت عن المباراه المقبله في البطوله ضد سامبدوريا، وتعادلنا بصعوبه كبيره في النهايه.

لم اكن اشعر بركبتي. كنت اشك في انني قادر علي التحكم بقدميّ كلاعب كره قدم، وكان مانشيني لا يجرؤ علي المخاطره بعدم اشراكي في اللقاءات. انت تصبح مثل البرتقاله: النادي يقوم بعصرك حتي تنتهي، ومن ثم يقوم ببيعك. ربما يبدو الامر قاسيا، لكن هذا هو الواقع. نحن مملوكون من قبل الانديه، ولسنا هُناك من اجل الاهتمام بصحتنا بل من اجل الفوز. وفي احيان كثيره انت لا تعرف حتي موقف الاطباء في الانديه: هل هم ينظرون لك كمريض، ام ينظرون لك كمنتج خاص بالنادي؟

دوري الابطال اصبح هاجساً صغيراً بالنسبه لي. اردت الفوز بتلك البطوله الملعونه لكن بما اننا خسرنا الذهاب، كان يتوجب علينا ان نحقق فوزا كبيرا لنتاهل، وبالتاكيد، فعلنا كل شيء نستطيع القيام به. قاتلنا، لكن لم نتمكن من اللعب بطريقتنا المعتاده، وانا لم اكن في افضل حالاتي علي الاطلاق. خسرتُ بعض الفرص وفي الدقيقه الـ 50 تعرض بورديسو للطرد. كان تصرفاً لا قيمه له، لكن بعد ذلك كان يجب علينا ان نقاتل بشكل اكبر لكن هذا لم يساعد، حينها شعرت بالامر اكثر فاكثر: هذا مستحيل، سادمر نفسي وفي النهايه حدث هذا. وخرجت من الملعب بالم كبير ونسيت الامر. جماهير الخصم كانوا يصفرون ضدي، وهذا امر مؤلم بالتاكيد. كنت اسال نفسي : العب ام اخرج؟ كم انا مستعد للتضحيه من اجل هذه المباراه؟ لم اقل هذا لانني اعلم ما الذي سيحدث. في النهايه، كل ما حدث هو اننا خسرنا بهدف دون مُقابل والاصابه ازدادت سوءا.

وضعت صحتي علي المحك، ولم نكسب اي شيء. المشجعون الانجليز كانوا يصرخون ضدي. انا والجماهير الانجليزيه، والصحف الانجليزيه لم نكن علي وفاق قَطّ. والان باتت الصحف الانجليزيه تطلق عليّ : " اكبر لاعب مُضخم في اوروبا ". عاده هذه الامور تحفزني.

كانت هناك فكره واحده في مخيلتي : ان اعود الي اللعب بشكل جيد في اقرب وقت. اتذكر انني ذهبت الي طبيب المنتخب وجعلته يكشف علي اصابتي. غضب مني وقال كيف يمكن ان تلعب كل هذه المده بالحقن المسكنه ؟ في ذلك الوقت كانت بطوله امم اوروبا 2008 علي بعد شهرين، وكان يبدو ان مشاركتي في خطر ايضا في تلك البطوله. دفعت نفسي الي اقصي ما يمكن، كان يجب عليّ ان اعود للعب. بسرعه اتصلتُ بريكارد داهان. داهان كان اخصائي علاج طبيعي في مالمو، وساعدني كثيرا في تحسين حاله اصابتي ولكن بشكل بطيء.

الاسكوديتو كان بين ايدينا. الجميع كان يعتقد ذلك لكنني تعرضت للاصابه والفارق تقلص من 9 نقاط الي نقطه واحده. بدانا نشعر بان كل هذه الظروف اصبحت ضدنا. الخوف كان مُخيما في اجواء الفريق. لم نكن نشعر باننا بخير. ما الذي حدث لانتر ؟ لماذا اصبحوا هكذا ؟ هذه الاسئله كانت تدور في كل مكان في الحقيقه. لو خسرنا او تعادلنا ضد بارما في المباراه الاخيره، وفاز فريق روما علي متذيل الترتيب كاتانيا، فان فريق روما هو من سيكون بطل الاسكوديتو. كنا سنخسر كل شيء اعتقدنا اننا قمنا بتامينه. في ذلك الوقت عدتُ الي ميلان قادما من السويد ولم اكن اشعر بحاله جيده بعد، لكن هذا لم يكن يعني شيئا فلقد اصبحت اسمع نفس الكلام مره اخري : ابرا يجب ان يلعب والان اكثر من اي وقت مضي.

الضغط كان بشكل مجنون عليّ. لم يسبق لي ان قمت بتجربه مثل هذه. كنتُ في برنامج اعاده التاهيل لمده 6 اسابيع. كنت اتدرب بشكل قليل جدا، ومباراتي الاخيره تعود الي شهر مارس/اذار، وبالتحديد الـ 29 من مارس/اذار. والان نحن في منتصف شهر مايو/ايار. الجميع كان يعرف انهُ من الصعب ان اظهر بحاله ممتازه. لم يكن هناك اي شخص يقوم بالحساب لهذا الامر. ولا يمكنني ان الوم ايّ شخص لذلك. الجميع كان يري انني اهم لاعب في الانتر وفي ايطاليا. كره القدم اهم من الحياه نفسها، خاصه في مثل هذه الوضعيات. الاثاره كانت علي اشدها. في اخر جوله كان صراع مدينتي ميلانو وروما، المدينتين الكبيرتين، ضد بعضهما بعضاً، لهذا كان من الصعب ان تجد اناساً يتحدثون عن امور اخري. كنت اضع التلفاز واري جميع البرامج الرياضيه تتحدث عن المواجهه. كانوا يذكرون اسمي بشكل ثابت: " ابرا، ابرا، هل سيلعب ؟ هل هناك فرصه ؟ "

لم يكن احد يعرف هل سالعب ام لا. لكن الجماهير كانت تصرخ : " ابرا، انقذنا " وفي الحقيقه لم يكن الامر سهلا، كنت افكر في صحتي خاصه وان بطوله الامم الاوروبيه علي الابواب. مباراه بارما كانت تدور في راسي بشكل دائم. الصحف كانت تضعني علي اغلفتها، مع عناوين مثيره مثل : "استعد للفريق والمدينه" في ذلك الوقت اتذكر ان مانشيني جاءني. كان ذلك قبل ايام من مغادره الفريق للحديث معي.

اليوم الاهم في مسيره مانشيني اقترب، وهو غير قادر علي ان يتحمل ايه اخطاء في ذلك اليوم. لهذا لم يكن من المفاجئ ان يخرج ويطلب من لاعبيه بعض الطلبات الخاصه .

- " ابرا " .

- " نعم ؟ " .

- " اعلم ان اصابتك قد شُفيت تماما " .

- " لا ! " .

- " حسناً، انا لا اهتم لها، في الحقيقه " .

- " تريدني ان اقوم بعمل جيد، كما اتوقع " .

- " جيد لانني سوف اشركك ضد بارما، من البدايه او اثناء اللقاء. الاهم ان تلعب. وجودك مهم جدا ومن المهم الفوز في تلك المباراه " .

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا