برعاية

أنا زلاتان (23)عندما طالبني كابيلو بالتفوق على فان باستن!

أنا زلاتان (23)عندما طالبني كابيلو بالتفوق على فان باستن!

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسله مقالات (عصير الكره) عن افضل وابرز ما كتب حول اسرار الساحره المستديره وعالم نجومها، وندخل معاً الي الكتاب الخاص بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

كان لدينا مدافع فرنسي في الفريق، اسمه جونثان زبينا، لعب مع روما سابقاً مع كابيلو وحقق لقب الدوري في عام 2001، والان هو معنا في اليوفنتوس، لم اعتقد انهُ كان بخير معنا، لقد كان يعاني من مشاكل شخصيه، وفي التدريبات كان يتدخل بشكل عنيف، في احد الايام تدخل علي بشكل قوي جداً، اعتدلت واقتربت منهُ بشكل كبير جداً وقلت له "اذا اردت ان تلعب بشكل قذر، اخبرني، سالعب معك بنفس الطريقه!".

فجاه قام بنطحي براسه، من دون سابق انذار: وبعد ذلك حدثت الامور بسرعه، لم تكن لدي الفرصه لاكمال حديثي، كان شجاراً واضحاً، وجهت لهُ ضربه وحصل الاشتباك، وقمت بتوجيه لكمات قويه له حتي سقط علي العشب، حينها لم يمكن توقع ما الذي سيحدث، كابيلو المجنون يركض ويصرخ؟ لا، في الحقيقه كابيلو كان واقفاً هُناك من دون اي حراك وببروده تامه، وكانه لا علاقه له بهذا الامر علي الاطلاق، الجميع بدا يتحدث: "ما الذي حدث؟ ما هذا؟ الجميع كان يسال ويتقصي عن الامر، واتذكر ان كانافارو جاء يركض لي قائلاً "ابرا، ما الذي فعلته؟"، اعتقدت انهُ مستاء من الامر، لكنهُ غمز بعينه لي وكان يقول ان زبينا كان يستحق هذا، لم يكن يحب ذلك اللاعب ايضاً، لكن تورام، المدافع الفرنسي الاخر تصرف بطريقه مُختلفه "ابرا، انت شاب وغبي، لا يمكنك ان تفعل هذا، انت غبي حقاً"، لم يملك تورام الوقت لقول المزيد، لان زئيراً اجتاح الملعب بصوره مفاجاه وهناك شخص واحد بامكانه ان يفعل هذا.

"اخرس وابتعد من هُنا"، هكذا صرخ كابيلو، بالتاكيد تورام ابتعد مثل طفل صغير، وانا الاخر ابتعدت عن المكان لانني اردت ان اهدا قليلاً، بعد ساعتين رايت شخصاً في غرفه المساج كان يضع كيس ثلج علي وجهه، لقد كان زبينا، لا بد انني لكمت بقوه كبيره جدا، كان لا يزال يتالم، غضب لمده طويله بعد ذلك، وموجي قام بتغريمنا جميعاً، لكن كابيلو لم يفعل اي شيء، لم يطلب اجتماعاً حتي! لقد قال شيئاً وحيداً فقط: "لقد كان هذا امراً جيداً للفريق".

هذا كل ما في الامر، كابيلو كان كذلك، لقد كان قوياً وصعباً، اراد الادرينالين بشكل دائم في الفريق، مع كابيلو انت مسموح لك بالقتال، وبان تهيج مثل الثور ايضاً، لكن هناك امراً لا يمكنك ان تفعلهُ مع كابيلو: تحدي سلطته، او اللعب بتعالٍ، حينها كابيلو سيُجن جنونه ويغضب كثيراً، اتذكر اننا كنا نلعب ربع نهائي دوري ابطال اوروبا ضد ليفربول، لقد خسرنا بهدفين في تلك المباراه، لكن قبل المباراه كابيلو كان يُعد التكتيك الخاص به في هذا اللقاء وكان قد وجه كل لاعب لـ "مراقبه" لاعب خاص به من ليفربول عند الركلات الركنيه، لكن اثناء المباراه، ليليان تورام قام بتغيير اللاعب الذي من المفترض ان يراقبه، وقام بمراقبه لاعب اخر، وفي تلك اللحظه، سجل ليفربول، بعد المباراه في غرف الملابس، كابيلو قام بالتحدث كما هو معتاد عن المباراه، وبينما كنا نجلس حوله في حلقه دائريه علي المقاعد، ونتساءل ما الذي سوف يحدث، تحدث فجاه:

- "تورام، من قال لك بان تُغير لاعبك؟".

- "لا احد، لقد اعتقدت انهُ من الافضل لو قمت بذلك".

- كابيلو اخذ نفس عميق لمرتين متتاليتين، ومن ثم قال: "من قال لك بان تُغير لاعبك؟".

- "اعتقدت انهُ من الافضل ان اقوم بذلك"، كانت نفس الاجابه!

- كابيلو اعاد السؤال للمره الثالثه علي تورام، وتورام كرر نفس الاجابه من جديد.

- بعدها انفجر شيء داخل كابيلو: "هل قلت لك بان تغيّر اللاعب ام ماذا؟ من هو المسؤول في هذا الفريق؟ انا! هل تسمع ذلك؟".

"انا فقط من يخبرك بما تقوم به، هل تفهم ذلك؟".

بعد ذلك كابيلو قام بركل مقعد التدليك تجاهنا بقوه كبيره، وفي لحظات مثل تلك، لا احد يجرؤ علي النظر للاعلي، كنا جميعا نجلس في حلقه حوله ونحدق بالارض: تريزيغيه وكانافارو وبوفون وجميع اللاعبين، لم يتحرك احد ولم يفكر اي لاعب بان يكرر ما فعله تورام، لم يكن هناك اي شخص يفكر في النظر الي عينيه المليئتين بالغضب، لقد كانت هناك الكثير من تلك اللحظات، لقد كان قوياً بحق، لم يكن هناك توقعات لاشياء اقل اطلاقاً.

استمررت باللعب بشكل جيد، وفي ذلك الوقت كابيلو استبدل ديل بييرو ليمنحني الفرصه، لم يكن هناك اي شخص قام باستبدال ديل بييرو طوال عشر سنوات مضت، وضع ديل بييرو علي الدكه كان وضعاً لرمز النادي في الاحتياط، كان امراً اصاب الجماهير بالجنون، كانت الجماهير تصفر ضد كابيلو وتنادي ديل بييرو: "الرسام، الظاهره الحقيقيه"، ديل بييرو فاز بالدوري 7 مرات مع اليوفي، وقد كان مفتاحاً للفوز في كل مره، فاز بدوري الابطال ايضاً مع اليوفي، وكان محبوباً من قبل العائله المالكه، لقد كان نجماً كبيراً بالفعل، ولم يكن هناك اي مدرب عادي يستطيع ان يضعه علي الدكه، لكن كابيلو لم يكن مدرباً عادياً، لم يهتم كابيلو للتاريخ والاحصاءات، كان فقط يختار الفريق الافضل بنظره، وانا كنتُ ممتناً ذلك، لكن كان هناك ضغط كبير عليّ، كان يجب عليّ اللعب جيداً عندما يكون اليكس علي الدكه، وشيئاً فشيئاً بدات اسمع اسمي من المدرجات بشكل قليل، كنت اسمع "ابرا، ابرا" بدلا من ذلك، وفي ديسمبر اختارتني الجماهير كلاعب الشهر في اليوفنتوس، وقد كان امراً كبيراً لي.

في احد المرات لم اتمكن من التسجيل لخمس مباريات، طوال 3 اشهر لم اسجل الا هدفاً وحيداً، لا اعلم لماذا، حدث هذا فقط، وكابيلو بدا يهاجمني، كما كان يساعدني علي الارتقاء في البدايه، كان يحبطني الان "لم تفعل اي شيء اطلاقاً، كنت عديم الفائده"، لكن في نفس الوقت كان يسمح لي باللعب، كان لا يزال يضع اليكس علي الدكه، اعتقدت ان كلامه لي من اجل تحفيزي، او هذا ما تمنيته علي الاقل، كابيلو كان يريد من لاعبه ان يؤمن بنفسه لكن لم يكن ليسمح لهُ بان يصبح مغروراً، كان يكره الغرور في اللاعب لهذا كان يفعل هذه الامور معي، كان يرفعني للاعلي ومن ثم ينزلني الي الاسفل، ولم اكن اعرف ما الذي يحدث معي في ذلك الوقت في الحقيقه.

"ابرا، تعال الي هُنا"، كابيلو قام بمناداتي، والقلق من مناداتي للاجتماع لا ينتهي ابدا، تساءلت: هل قمت بسرقه دراجه؟ هل قمت بضرب الرجل الخاطئ؟ في طريقي للغرفه التي كان ينتظرني فيها، كنتُ افكر في اعذار جيده، لكن هذا صعب عندما لا تعرف ما هو الموضوع، كنت فقط امل بالافضل، عندما وصلت الي كابيلو، وجدت حولهُ "منشفه" فقط، كان للتو قد قام بالاستحمام، نظاراتهُ كانت مليئه بالبخار، وغرف الملابس كانت متهالكه مثلما هي دائماً، موجي كان يحب الاشياء الجميله، لكن بالنسبه لغرف الملابس يجب ان تكون متهالكه، هذا جزء من فلسفه موجي الذي يعتقد "المهم هو الفوز وليس ان تحظي بغرفه ملابس جميله"، هكذا كان يقول، وحسناً، بامكاني ان اتفق معه لكن اذا كنا اربعه ونستحم في نفس الوقت في تلك الغرفه، فان الماء يرتفع الي الاعلي، لكن الجميع كان يعلم ان الاحتجاج بشان هذا الامر لم يكن ليجدي نفعاً، موجي كان سيراه كتاكيد علي صحه نظريته فقط "هل تري، هل تري، لا يجب ان تكون الامور مثاليه لك لكي تفوز"، لهذا في تلك اللحظه، كابيلو جاءني وهو نصف عار في تلك الغرفه المتهالكه.

بدات اتساءل، انا وكابيلو في نفس الغرفه لوحدنا؟ ما الذي يحدث؟ هذه الوضعيه امام كابيلو تجعلك تشعر بانك تصغر وتتقلص، وهو يزداد ضخامه.

قال لي ذلك، وبالتاكيد جلست، كان امامي تلفزيون قديم، ومشغل فيديو اقدم بكثير، كابيلو وضع الشريط في مشغل الفيديو.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا