برعاية

أريغو وبيب .. أهلاً بالتكتيك !!

أريغو وبيب .. أهلاً بالتكتيك !!

** هذا المقال مقدم من فريق ابداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظله تخرج افضل ما لديهم لينشروا افكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

من بائع احذيه متجول الي صانع امجاد ايطاليا .. سجل يا تاريخ ولد ساكي، فاهلاً بالتكتيك. حاولوا فرض المنطق علي كره القدم، ولكن لا منطق مع أريغو ساكي!

اسمه جذاب، شكله غريب، لا يملك اي شهاده في التدريب، ولكن الاقرع الايطالي غير مفاهيم كره القدم العالميه، ونقلها من الظلمات الي النور، او من العموم الي ما بين السطور .. اريغو ساكي، المدرب الذي قرا التفاصيل، ودرس الكثير والقليل حتي وصل الي التكتيك المتقن الذي اخضع كبار المدربين والانديه لهيمنه ساكي.

"تكتيك ساكي ليس فيه اي نقاط ضعف، الفريق يهاجم والفريق يدافع، نعم للجماعه، لا للفرد"، هكذا عنونت اللاغازيتا والتوتو في ليله ميلاد ساكي، وهذا ما حذرت منه الكوريري صباح وصول الفكر الرهيب!

ساكي جاء بفكر فتاك، اوقع كل المهاجمين في مصيده تسلل الميلان، واعتمد اسلوب الجماعه، حيث يسجل المدافع ويدافع المهاجم. المدافع ريكارد في خط الوسط، ولاعب الوسط خوليت كمهاجم ثاني بجانب فان باستين، ولا مكان للمهارات الفرديه والانانيه.

ركز ساكي في اسلوبه علي الضغط المباشر علي الخصم، وتشكيل حائط دفاعي علي خط واحد بهدف مصيده التسلل. فضلاً عن ذلك، كان يسعي ساكي دائماً للاستحواذ علي الكره، وحرمان الخصم منها، اختار ساكي الهجوم لمده تسعين دقيقه، واعتمد فلسفه تضييق المساحات، المسافه بين المدافع الاخير والمهاجم الاول خمسه وعشرون متراً، والفريق الذي كان يستطيع تجاوز خط وسط الميلان يعد مبدعاً، الفريق كتله واحده، احد عشر لاعباً في الهجوم ومثلهم في الدفاع!

سُمي تكتيك ساكي بتكتيك الاشباح، تشاهد لاعبين ولا تشاهد كره، وفي بعض الحالات لا تشاهد لاعبين ولا كره! قبل لقاء الميلان والريال في نصف نهائي 1989 لبطوله اوروبا، ارسل الريال احد كشافيه ليراقب تدريبات الميلان، فتابع الحصه التدريبه كاملهً، ثم عاد واخبر اداره الريال انه شاهد لاعبين يلعبون، ولكنه لم يشاهد كره، اثنان وعشرون لاعباً يركضون كالاشباح، الكل في الدفاع والكل في الهجوم!

وبالفعل استطاع ساكي هزيمه الريال في نصف نهائي ابطال اوروبا 1989 بالخمسه، انشيلوتي باليمني، فان باستين ودونادوني باليسري، وريكارد وخوليت بالراس، اي جمال هذا يا ساكي! اعلن اريغو انتصار الفكر الهجومي الجماعي علي المنطق الممل، واصبح فكر ساكي هو الصيحه السائده في عالم التدريب الاوروبي، حتي حمل كرويف لواء افكار ساكي المحسنه للمسات الهولندي ميتشيلز.

كرويف سقط سريعاً، هزمته كره المنطق الممله عام 1994 في نهائي الابطال، في ليله اعتقد فيها فابيو كابيلو ان الكره الجميله لن تعود بعد اليوم! انتصر مدرب الواقعيه، تمكن المنطق من هزيمه الجمال، وتوالي الجيل التدريبي الكلاسيكي الذي لا يعترف بالشموليه والجمال، يعترف بالنتيجه فقط!

فيرغسون، هيتسفيلد، مورينهو، ليبي، سكولاري، ديل بوسكي وانشيلوتي، كلهم مثلوا الكلاسيكيه التقليديه في التدريب، في حين كانت تظهر طفرات تحاول استعاده مجد الجمال، لكن الواقعيه كانت دائماً الغالب، واسالوا فينغر وفان خال.

ظهيره عام 2008، بيب غوارديولا مدرب الفريق الثاني لبرشلونه يعين مدرباً للفريق الاول في برشلونه. اتهموا خوان لابورتا بالغباء والتسرع، اتهموه بالانحياز لابناء الاقليم الكتالوني، وما زاد الطين بله ان الشاب الذي بلغ عامه السابع والثلاثين امر بالتخلي عن ايتو ورونالدينهو وديكو لتصفه وسائل الاعلام بالمجنون.

غوارديولا كان يعلم جيداً ان تطوير اسلوب ساكي لا يصلح بوجود الكبار، اسلوب ساكي يحتاج الي (محراثٌ) لا يتوقف، يحتاج الي انضباط وتركيز ولياقه بدنيه عاليه .. وهذا لا يصلح مع هذه النجوم.

لم يكن يعلم المتتبعون ان العالم علي موعد مع ولاده اسطوره تدريبيه جديده، ستغير مفاهيم الكره الحديثه، وتعلن انتصار الكره الجميله علي المدرسه الواقعيه "الممله". في مؤتمره الصحفي الاول قال غوارديولا "لماذا تلعب كره قدم معقده ما دمت تستطيع لعب كره قدم سهله وبسيطه؟" ومن هنا كان الانطلاق، كره قدم سهله وبسيطه!

ليست فقط حلاقه الراس ما يجمعهما، الكتله الواحده، الجماعيه، التمريرات والسيطره، المساحات الضيقه، المرونه التكتيكيه والاعفاء التكتيكي، كلها امورٌ جمعت بين بيب واريغو، وكلها امورٌ نقلت كره القدم الي خانه الجمال الصامت ..

المتواضع غوارديولا غير الكثير في مفاهيم كره القدم، فحول لاعب الارتكاز البدني العنيف الي لاعب ضعيف البنيه، ولكنه قوي التركيز والتمرير. سيرجيو بوسكيتس، هذا الشاب الاسباني الذي نقل مفهوم الارتكاز من الكلاسيكيه الي العصريه .. دقه تمرير، وضغط لقطع الكره واضافه هجوميه في بناء الهجمه، هذا هو الجوكر بوسكيتس غوارديولا!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا