حكاية عبد الوهاب .. الذي "مات في الأهلي" وتسبب في صدمة العمر لجوزيه
الاهلي يتدرب صباحا بدون لاعبي المنتخب الذين يستعدون للقاء بوروندي في تصفيات امم افريقيا. المران يسير بشكل طبيعي وسط اجواء مرحه معتاده بعد الفوز بثنائيه الدوري والكاس في هذا العام.
فجاه يسقط محمد عبد الوهاب ارضا. أمير عبد الحميد يناديه ضاحكا ان يقوم سريعا لكنه لا يجيب.
يجري اليه طبيب الفريق ايهاب علي ثم يطالب بسياره سريعا. يبدو ان الامر اكبر مما يتصور الجميع.
"منذ رايته عرفت انه يحتضر. عاطفتي كانت تابي التصديق لكن عقلي كان يقول لي هذا رجل يلفظ اخر انفاسه". ايهاب علي عن عبد الوهاب.
الجميع ترك المران وانطلقوا الي مستشفي مصر الدولي للاطمئنان علي زميلهم الذي لم يكمل عامه الثالث والعشرين. لكن النبا المفجع جاء سريعاً من الداخل.
شبكات الاتصالات في مصر اضطربت لساعات. الخبر انتشر، وما بين مكذب ومصدوم وغير فاهم كانت مصر كلها تنقلب الي حاله الحداد.
"لم اشعر في حياتي كلها بالصدمه لفراق انسان كما شعرت بها في هذا اليوم. طيله وجودي في مصر بعد ذلك كانت غرفتي يزينها اطار به صوره ضخمه لمحمد عبد الوهاب".
"وحتي اليوم هذا الاطار موجود في بيتي. لقد فقدت جزء مني في هذا اليوم. فقدت شيئا لن اعوضه ابدا. لا اعرف لماذا انتابني هذا الاحساس لكنه ما زال يراودني كلما نظرت الي صورته". مانويل جوزيه عن عبد الوهاب.
محمد عبد الوهاب الذي ولد في سنورس بالفيوم في الاول من اكتوبر 1983 قبل ان يتم عامه الثامن عشر كان يلعب للفريق الاول بنادي الالمونيوم في نجع حمادي.
موهبته اجبرت مدرب منتخب الشباب حسن شحاته علي ضمه لصفوف الفريق الذي توج بلقب كاس الامم الافريقيه للشباب في بوركينا فاسو 2003، ثم بلغ دور الـ16 في كاس العالم للشباب بالامارات في العام ذاته.
لم يعد عبد الوهاب من الامارات بعد ان التقطته اعين نادي الظفره، الذي وجد فيه مشروعا جيدا للمستقبل.
لكنه لم يرتدي قميص الظفره ابدا، بعد ان خرج معارا النادي الاماراتي الي انبي.
من بوابه النادي البترولي دخل عبد الوهاب منتخب مصر مع الايطالي ماركو تارديللي ليخوض مباراته الدوليه الاولي، بل ويسجل فيها هدفه الاول (والاخير) لمصر في مرمي السودان بتصفيات مونديال 2006.
في صيف 2004 وجد فيه جوزيه عنصرا مهما في مشروع بناء فريق لمستقبل الاهلي، فضمه الفريق الاحمر بعقد اعاره لعامين من الظفره.
وبينما لم تكن بدايته سهله لوجود عملاق انجولي اسمه جيلبرتو، الا ان عبد الوهاب بدا تدريجيا يفرض نفسه علي تشكيله الاهلي الاساسيه، وجاءت اصابه جيلبرتو في وتر اكيليس لتمنحه فرصه العمر.
لقبان للدوري، ولقب لكأس مصر، واثنان للسوبر المصري. دوري أبطال افريقيا وكاس السوبر الافريقي.
حصيله عبد الوهاب في موسمين مع الاهلي. وبينهما حقق كأس الأمم الأفريقية 2006 مع الفراعنه، وسجل ركله ترجيح حاسمه في المباراه النهائيه امام كوت ديفوار.
بنهايه موسم 2005-2006 انتهت فتره اعاره عبد الوهاب من الظفره للاهلي.
الاخير استغل بندا في التعاقد لينقله لصفه البيع، لكن الظفره رفض هذا البند ليصر علي الابقاء علي اللاعب وبيعه بمبلغ اعلي من المتفق عليه مع الاهلي.
"وعدت الاهلي ان استمر معه. ولن اخلف وعدي مهما كان الاغراء المادي. سانهي كل شيء مع الظفره واستمر بالقميص الاحمر. مجنون من يفتري علي نعمه الاهلي". اخر حوار لمحمد عبد الوهاب.
