برعاية

تييري هنري.. أينشتاين الذي تأثر بمايكل جوردان.. ورفض نهاية روكي

تييري هنري.. أينشتاين الذي تأثر بمايكل جوردان.. ورفض نهاية روكي

ساكنا، يراقب ابنه تييري وهو يداعب الكره في احد الاحياء الفقيره في باريس – نعم باريس ليست اللوفر والشانزلزيه فقط، وللتاكد من كلامي شاهد فيلم District B13 – وقف انتوني هنري، بينما يعمل عقله كمحرك سياره مفكرا في ماذا عليه ان يفعل ليكون مصير فلذه كبده افضل منه.

(ضياء الدين محمد) ساكنا، يراقب ابنه تييري وهو يداعب الكره في احد الاحياء الفقيره في باريس – نعم باريس ليست اللوفر والشانزلزيه فقط، وللتاكد من كلامي شاهد فيلم District B13 – وقف انتوني هنري، بينما يعمل عقله كمحرك سياره مفكرا في ماذا عليه ان يفعل ليكون مصير فلذه كبده افضل منه.

 اتخذ انتوني القرار مع بلوغ تييري السابعه من العمر، فالحقه بنادي محلي يدعي ليس اوليس، وهو الامر الذي لم يات علي هوي الفتي الاسمر الصغير، فهو يحب كره القدم ولكنه لا يريد التقيد بمواعيد تدريبات وواجبات خططيه ومثل تلك الامور.

اضطر الاب للتعامل بصرامه، مجبرا تييري علي طاعه اوامر مدربه والالتزام، تلك الصرامه التي تحدث عنها الغزال الفرنسي في حوار مطول اجراه مع صحيفه جارديان.

انتوني لعب دورا بارزا في حياه الهداف الفرنسي، فهو لم يكن فقط يحارب عناد واستهتار صبيه، بل كان ايضا يقاتل لاقناع ماريليس والده تييري بان كره القدم هي مستقبل ابنهم، في ظل قلقها الكبير من انشغاله بالكره علي حساب المذاكره خاصه وانها كانت تريده طبيبا تاثرا بقصه طبيب القلب الامريكي الاسمر الشهير بين كارسون.

ظل تييري يلعب كهاو لسنوات عديده، قبل ان تلتقطه اعين الكشاف الفرنسي ارنولد كاتالانو في الـ13 من عمره، حينما شاهده يحرز سته اهداف في فوز فريقه المحلي – فيري شاتيلون – خلال احد المباريات بنتيجه 6-0، لتبدا الرحله الاحترافيه.

تالق تييري مع موناكو وقاد الفريق لتحقيق لقب الدوري واصبح في عام 1996 افضل لاعب شاب فرنسي، معلومات كلها معلومه لمشجعي النجم الفرنسي ومحبي ارسنال، ولكن اثبات الذات كان صعبا علي الغزال الذي بدا مسيرته الاحترافيه كجناح ملتصق بالخط بسبب صرامه الكبار في التعامل معه.

ويقول هنري: "كانت مهمتي مع موناكو امداد المهاجمين بالكرات العرضيه، خلال التدريبات، حينما كنت ارسل عرضيه غير متقنه للثنائي سوني اندرسون ومايكل مادير، كان يطيح بالكره خارج ملعب التدريب، ومن الذي كان يركض ليحضرها؟ نعم انا وصديقي ديفيد تريزيجيه".

الصرامه في التعامل ظلت تواجه تييري الذي يؤكد ان سلاحه لمواجهتها كان "الالتزام بالاوامر مع ابتسامه خفيفه علي وجهي".

ومع انضمامه لمنتخب فرنسا لخوض نهائيات كاس العالم 1998 وجد اللاعب الشاب نفسه مطالبا بابهار مدربه الذي راهن عليه ايمي جاكيه، مع لاعبين كبار مثل مارسيل ديساييه وزين الدين زيدان ويوري دجوركاييف وليزارازو... والصعب ليليان تورام.

ويحكي تييري هنري ان ليليان تورام او – توتو – كما بات يناديه، كان الشخص الاكثر تعاملا بصرامه معه، ويقول الفائز بالمونديال مع الديوك: "كان صارما للغايه في التعامل معي، يتعامل معي بخشونه ويتحدث معي بلهجه لا تقبل المزاح، خلال التدريبات خلال المباريات في كل وقت، لقد ساعدني باسلوبه علي اثبات قدراتي والنجاح فقط من اجل تفادي صرامته، وانا الان اشكره كل يوم".

ولا ينسي هنري مدربه في موناكو الشهير تيجانا، ويقول: "حتي بعد ان اصبحت فائزا بالمونديال، عمل تيجانا علي كسر الغرور بداخلي، كان يجعلني احمل ادوات التدريب والكرات بل واحيانا حقائب اللاعبين الكبار.

وتابع هنري "حينما كان يراني اخصع لجلسه تدليك، كان يصيح في وجهي".

يقول تيجانا لهنري: "لماذا انت هنا؟ اترك هذا المكان للاعبين القريبين من الاعتزال، انت صغير لا يلعب سوي عده مباريات في الدوري وتريد الخضوع للتدليك؟ اهبط الي الملعب وتعرض للضربات والشد العضلي حتي تصبح لاعبا بحق)، ساعدني كثيرا علي ادراك انك مهما حققت هناك المزيد لم تحققه".

قبل صناعه اسطورته الخاصه في ارسنال، انتقل هنري ليوفنتوس الايطالي، اللعب كجناح في الكالتشيو لم يجعله يتالق مكتفيا بالمشاركه في 16 مباراه وتسجيل ثلاثه اهداف في موسم كامل.

وقبل نهايه الموسم بفتره، هاتفه مدربه السابق ارسين فينجر ليخبره بانه سيجلبه الي الدوري الانجليزي وتحديدا الي ارسنال، ليكشف الغزال عن ميزه اخري في شخصيته، فهو يعلم نفسه بنفسه.

 يقول هنري: "خلال الفتره من مكالمه فينجر وحتي الانضمام لارسنال، قمت بمذاكره اسلوب لعب المدفعجيه، اخبرني فينجر بانه ينوي الاعتماد علي كمهاجم استغلالا لما اسماه بهديه الله وهي سرعتي".

وكشف هنري عن مشاهدته لشريط فيديو جميع اهداف ايان رايت اسطوره ارسنال الـ185 قبل الانتقال لهايبري، قام باستذكار اسلوب لعبه، طريقه ركضه، كيفيه انهائه للهجمات، قام بتعليم نفسه كيف يعود لمركز المهاجم الذي كان يفضله في طفولته بعد سنوات من اللعب الاحترافي كجناح.

ويقول هنري عن الانضمام للمدفعجيه: "كان بمثابه حلم، فانا مشجع لارسنال، حتي خلال سنوات لعبي مع الفريق، كنت افكر كمشجع اغضب كمشجع افرح كمشجع، ارسنال هو الحب الحقيقي بالنسبه لي".

وكان هنري يتواجد في غرفه خلع الملاعب قبل مباراه مع ارسنال بساعتين، يفكر في كيف سيحرز الاهداف؟ كيف سيقود فريقه للفوز؟ كيف سيسعد تلك الجماهير التي يعتبر نفسه واحدا منها وليس مجرد لاعب في فريقهم يتغنون باسمه ويحبونه.

"لا يصمت ابدا، يحب دائما الحديث عن كل شيئ واي شيئ، سياسه فن كرة قدم، يريد ان يعلم كل ما يدور حوله وان يجعل المحيطين به علي علم بما يدور حولهم"، قالها سول كامبل نجم دفاع الجيل الذهبي لارسنال كاشفا عن جانب اخر من جوانب شخصيه الغزال تييري هنري.

دائما ما يتسم بقدر من الثقافه علي عكس الصوره السائده عن لاعبي كره القدم، يحب القراءه كثيرا في كاقه المجالات، وهو الامر الذي جعل كل من زامله يشيد بقدرته علي اتخاذ القرارات المناسبه.

بدايه مع موناكو، مغادره يوفنتوس قبل ان ينهار مستواه، الاستفاقه وكتابه التاريخ مع ارسنال، الانتقال الي برشلونه في خطوه عارضها الكثيرون قبل ان يثبت صحه قراراه بتحقيق الثلاثيه، حتي اللعب في امريكا كان خطوه ناجحه لتييري هنري.

يقول عنه مايك بيتكي مدربه في نيويورك ريد لولز :" الحديث مع تيري هنري عن الكره يشبه الحديث مع البرت اينشتاين عن الفيزياء، ايجاد من يعوضه يقترب من المستحيل، امريكا ممتنه له، فقد ساهم باللعب هنا علي زياده شهره الكره الامريكيه وجعلها محط انظار العالم".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا