برعاية

بالوتيلي موهبة دمّرتها العقلية

بالوتيلي موهبة دمّرتها العقلية

يغيب اللاعبون فترات عن الملاعب او يرحلون عن ناديهم في حال لم يستطيعوا التاقلم، لكن قصه الايطالي ماريو بالتوتيلي تبدو قريبه الي الخيال، هذا المهاجم الذي لطالما كان متميّزاً وبرهن عن حس تهديفي لا نظير له امام المرمي، هو اليوم يعيش اصعب ايام مسيرته الكرويه في نادي ليفربول الإنجليزي.

مسيره سوبر ماريو ربما لم تكتب خاتمتها، ولم تغلق اخر صفاحتها، فمسلسل التالق ربما يدق باب اللاعب الايطالي من جديد، فكره القدم لا تترك من يسعي خلفها، ولا عاشقها وحيداً. هذه الكلمات تلخّص حكايه ماريو مع الساحره المستديره، فهو الذي عرف بمزاجيته الغريبه وطبعه الصعب، بات اليوم يتمني فقط مداعبه الكره في مباراة رسمية، علي اثر استبعاد براندين رودجرز له عن الريدز.

وصل ماريو بالوتيلي الي إنتر ميلان وحاول هناك الانطلاق بعد ان كان في نادٍ مغمور، في موسمه الاول تحت قياده المدرب الايطالي روبرتو مانشيني، كانت مشاركاته قليله، ولكنه اثبت انه مهاجم من طينه الكبار عندما سجل 7 اهداف في 15 مباراه، في الوقت عينه بدت عليه علامات الغضب السريع وحدّه في الطبع. الحديث عنه طال في الموسم التالي مع وصول جوزيه مورينيو، قيل ان البرتغالي قادر علي ترويض الولد المشاكس لكنه لم يفلح في ذلك، الا ان سبيشيل وان كان يحاول الاعتماد عليه قدر المستطاع، لربما يعرف الطريق الصحيح ويتعلّم كيفيه التروي في كره القدم. لكن الرياح سارت بما لا تشتهي السفن، فكان سيناريو رحيل بالو عن الانتر بعد خوضه 86 لقاءً وتسجيله 28 هدفاً، بطريقه غير جيده، حيث انتفض واراد مغادره النادي.

هناك في السيتي كان الحديث يثار عن ان بالو قد ينضج ويتغيّر، لانه سيتعلّم من اخطائه مع تقدمه قليلاً في العمر، وتبديل مكان وطبيعه عيشه وحياته، لكن رياحه بقيت عاتيه، حيث كان مزاجياً للغايه يستفز من قبل الجميع في ارض الملعب، وقد تراه يذهب ليضرب احد اللاعبين، ليتلقي بطاقه حمراء تكلّف فريقه خساره النقاط واللقاء. مسيره سوبر ماريو مع السيتي استمرت مده 3 سنوات خاض خلالها 80 مباراه وسجل 30 هدفاً، وكان مانشيني يومها يشرف علي تدريب السيتي، لكن مع انتهاء حقبته قرر بالو المغادره والعوده الي ايطاليا.

في النادي اللومباردي حطّ بالو رحاله، في ميلان عرف بالوتيلي ان النجاح مرهون بالمثابره والتدرّب وحب القميص الذي تلعب من اجله. في ملعب السان سيرو تعلّم سوبر ماريو ان الكره تُلعب لاجل الفريق، وليس لمجد لاعب واحد، وهناك في ظل تدهور حال الميلان، بعد انتكاسه ماليه، وبيع معظم نجومه، كان المهاجم الايطالي الاكثر افاده للنادي، فحاول صناعه الفارق قدر المستطاع، رغم الامكانيات الصعبه التي احاطت به خلال عامين خاض خلالهما 54 مباراه وسجل عدداً جيداً من الاهداف وصلت الي 30 في موسمين، وبدا اكثر استقراراً علي المستوي الذهني، وانه قادرُ علي التركيز فعلاً في ارضيه الملعب.

الانفيلد رودز حيث تنادي الجماهير لن تسير وحدك ابداً، شعارٌ تناقله مناصرو الريدز، لكنه لم يطبّق علي بالوتيلي، الذي وصل الي ليفربول من اجل تعويض النجم لويس سواريز الذي غادر الي برشلونه بعد كاس العالم، وعقدت الامال عليه، وقال كثر انه سيُنسي مدرجات الريدز روائع مهاجم السيليستي، لكنه سقط في براثن الضياع، وبات فريسه سهله. لم يقدر علي التاقلم، ولازم دكه البدلاء لفترات طويله، ودخل في نفق مظلم لم يخرج منه ابداً، حيث اقتصرت مشاركته علي 28 لقاءً سجل خلالها 4 اهداف. واتي الموسم الجديد وحلّت الكارثه حيث استبعد رودجرز ماريو عن قائمه الفريق، ولم يجد حتي الان نادياً ينضم اليه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا